سواليف – خاص – عناية أسعد
المعلم هو اللبنة الاولى في بناء الامم , والمعلم هو الشمعة المضيئة التي لا تلبث ان تضئ حتى تأثي الرياح محاولة اطفاء شمعته, ونوره الذي يتقد رغم الرياح, ونقابة المعلمين ليست إلا ثمرة جهود مضنية , انتزعها المعلم انتزاعا , وما بين حق المعلم بان يكون له نقابة,ومابين عراقيل تضعها الوزارة في طريق النقابة , ومابين مؤيد ومعارض , أحببت ان أضع بسطوري هذه يدي على المصاعب التي تواجه النقابة , ونستوضح حقيقة العراقيل التي تواجه طريقها , فكان لنا هذا الحوار مع نائب رئيس فرع عمان للنقابة الاستاذ احمد بالو :
عرفنا بنفسك سيدي؟
_ أنا احمد بالو نائب رئيس فرع عمان للنقابة , ومدير مدرسة حكومية ثانوية تتبع لوزارة التربية والتعليم في منطقة ابو علندا .
كيف تصف انجازات النقابة لهذا العام ؟ وهل حققت نقلة نوعية ؟
_ الحمدلله لقد كانت انجازات النقابة كثيرة , ولا يمكن حصرها في عدد محدد لكن اهم ما يمكن ذكره أن هناك متابعة حثيثة لقضايا المعلمين والدفاع عن المعلم, للقضاء على العنف ضدالمعلم والاعتداء عليه بعد ان كانت هذه القضايا مهملة , على الرغم أن هناك مفارقة وذلك بتزايد حالات الاعتداء ضد المعلمين كان لابد لنا كنقابة ان نقوم بخطوة ايجابية وبفضل الله كانت هناك متابعة رئيسية من قبل النقابة لمثل هذه القضايا بما يحفظ حقوق المعلم , سواء كان بمتابعة شخصية من نقيب المعلمين او جميع رؤساء الفروع بشكل عام , ودعوتنا بهذا المجال للزملاء المعلمين عدم التنازل بأي شكل من الأشكال عن حقوقهم , وذلك ان النقابة أصبحت سند قوي للمعلم ولنا وقفة من الجانب القانوني في هذا الموضوع وقد تم رفع اقتراح لوزارة التربية والتعليم لتغليظ العقوبة على من يعتدي على المعلم وهذا الاقتراح موجود حالياً في مجلس الوزراء ولم يصدر به قرار بعد, ونتمنى ان يصدر به القرار سريعاً حتى يتم العمل به وتتم عملية حماية المعلمين.
سمعنا عن قضية المعلم الذي تم دهسه داخل ساحة المدرسة …ماهي القصة ؟ وماهو موقفكم كنقابة من ذلك؟
_هي بالفعل حادثة مؤلمة وقعت في احدى المدارس الخاصة في عمان حيث اقدمت ولية امر طالب على دهس معلم مناوب كان متواجد في الساحة عندما قام بمنعها من الدخول حرصاً على حياة الطلاب في الساحة فهي مكان للطلاب وليس لاصطفاف السيارات, فما كان منها إلا ان تجاوزت حدودها وقامت بدهسه , وهو الان متواجد في المستشفى , وباللحظة الاولى التي علمت بها النقابة تابعت الموضوع ومحامي نقابة المعلمين تابع القضية بالاضافة للمحامي الخاص للمعلم نفسه , ونحن نهيب بالمعلمين في حال حدوث أي اعتداء ان يقوما بايصال صوتهم للنقابة التي تقف معهم , وعدم القبول بتسويتها بطريقة عشوائية أو بطريقة عائلية او بطريقة ما يسمى بالعامية (التخجيل) وتنتهي القضية قبل ان تصل للنقابة , وذلك ان كرامة المعلم خط احمر , وهي محفوظة ونحن كنقابة لابد من ان نحافظ على المعلم لذلك أرجو ان
تصل هذه القضايا للنقابة في الخطوة الأولى, لان من مقومات وجود النقابة الدفاع عن المعلم بأي شكل .
قضية تدني الرواتب, وخصوصاً رواتب المعلمين في المدارس الخاصة , ما الاجراءات التي تقوم بها النقابة في هذا الشأن ؟
_ طبعاً كل الكرامة للمعلم , وحق المعلم ان يتمتع براتب يلبي احتياجاته سواء كان في القطاع الخاص أو الحكومة, ولا فرق بين معلم بالقطاع العام او الخاص, المفارقة العجيبة في هذا الموضوع هو أن التشكيلات وجداول التعينات تكون عن طريق الوزارة في القطاع الخاص , بالنسبة للحقوق والنزاعات فإنها تكون تابعة لوزارة العمل فهذه المفارقة العجيبة تجعل المعلم إن أراد ان يقدم شكوى بهذا الخصوص يطلب منه أن يتوجه لوزارة العمل لا وزارة التربية والتعليم التي تعنى بشؤون المعلمين , ويقوم مفتش العمل بكتابة التقرير, وبالغالب لا يحصل المعلم على حقه وطبعاً نحن نقول أنه من كرامة المعلم ان يحصل على راتب يوازي عمله , وبالمقابل يقوم المعلم بواجبه على أكمل وجه , ولكن نقول لوزارة التربية والتعليم يجب أن يكون المعلم في القطاع الخاص تابعا لوزارة التربية والتعليم وليس لوزارة العمل مع احترامنا لجميع زملائنا وأبناء وطنا من العاملين في وزارة العمل وفي جميع القطاعات , ويجب حفظ كرامته بتحديد رواتبهم ورفعها, ولا يخفى علينا ان هناك بعض المدارس تقوم بتحديد راتب للمعلم لكنه بالحقيقة يتقاضى راتب قليل جدا , فهم يوقعون المعلمين على مبالغ معينة لكنهم يصرفون لهم راتب اخر أقل بكثير مما يستحق , وهنا يجب على المعلم رفض هذا التلاعب , ورفض اقتطاع اي جزء من الراتب وهذا استغلالا لحاجة المعلم للراتب . لذلك نتمنى من المعلمين توقيع العقد الموحد الذي يضمن حقوقهم ونتمنى على السلطة التشريعية تحديد أدنى راتب للمعلم بما لا يقل عن250 دينار بالنسبة للمعلمين العاملين بالقطاع الخاص .
لاحظنا في الفترة الاخيرة أن الوزارة تبحث في التراجع عن اقتطاع قيمة الاشتراك الشهري للنقابة من قبل رواتب المعلمين , هل يعتبر هذا الاجراء من العراقيل التي تضعها الوزارة في طريق النقابة ؟ وماهي حقيقة هذه العراقيل؟
_ نتمنى ان تكون هناك علاقة تكاملية بين الوزارة والنقابة , لان الكل مكمل لبعضه البعض, ونحن لا ننكر ان هناك بعض العراقيل التي وضعت , وحسب قانون نقابة المعلمين فإن الانتساب للنقابة اجباريا من قبل المعلمين وليس اختياريا , لكن وزارة التربية والتعليم حسب تعريفها للمعلم قامت بالفصل بين المعلم سواء كان اداريا أم معلم طبشورة , وهذا الفصل احدث ارباكا في الميدان , فليس من المعقول أن يكون هناك زملاء عاملين في كادر المدرسة وان نقوم بالتفريق بين قيّم مختبر واداري ومعلم طبشورة يعمل بالغرفة الصفية , نحن مع الوزارة التربية والتعليم في حالة واحدة عندما تقول ان هذا معلم طبشورة داخل الغرفة الصفية له امتيازات اخرى , لكن ليس بالتفريق كلياً , وهذا ينسحب على القطاع الخاص, وأنت ايضا من خلال زيارتك لفرع النقابة اليوم رأيت الارباك والضغط في النقابة على موظف الانتساب وهذا نتيجة الاعمال التي تقوم بها وزارة التربية والتعليم عندما قالت ان معلم القطاع الخاص ليس مجبرا بأن يقوم بالتسديد للنقابة , ونحن الان بصدد اجراء انتخابات في شهر أذار المقبل وهناك اجراءات وحقوق يجب الحصول عليها من قبل المعلمين تتيحها النقابة للمعلم ليستفيد بها سواء
كان القرض الحسن , أو الخطوط الخلوية , أو التخفيضات والعروض المقدمة من بعض الشركات للمعلمين , عدا عن قروض التعليم والزواج وغيرها ….وعندما يكون الامر اختياريا لا يقوم المعلم بالتسديد للنقابة وبالتالي يحرم من هذه الامتيازات , والوزارة بعدم الزامها للمعلم بتسديد الاشتراك تحرمه من حقوقه , ونحن كنقابة شرط من شروطنا تسدسد الاشتراك للتمتع بالامتيازات , وقيمة الاقتطاع دينار واحد فقط, وقرار وزارة التربية والتعليم اربك الميدان في النقابة سواء في القطاع الخاص او الحكومة, لذلك نتمنى من وزير التربية والتعليم أن يبقي تعريف المعلم كما هو دون تفريق , حتى يكون الجميع في سفينة واحد , ونستطيع كنقابة ان نقدم خدمات مميزة لجميع المعلمين دون استثناء .
هل هناك عراقيل أخرى تضعها الوزارة في طريق النقابة غير ما ذكرت ؟
_ للاسف هناك قانون وزارة التربية والتعليم في المادة الخامسة هي انه لا حق للنقابة في التدخل في العملية التعليمية , او في المحتوى التعليمي , وهذا خطأ واضح فكيف للمعلم الذي هو محور العملية التعليمية الا يتدخل في المحتوى التعليمي, وكيف للنقابة التي تسمى بنقابة المعلمين الا تتدخل في المحتوى التعليمي في المناهج , وبالتالي هذا يعتبر من نقاط الضعف لقانون التربية والتعليم , وسنحاول نحن كنقابة العمل على تغيرها للقيام بواجبنا على اكمل وجه .
سمعنا عن وجود بعض الخلافات داخل جسم النقابة . هل هذا صحيح ؟ وماهي حقيقة هذا الخلاف ؟
_الاختلاف حالة صحية , ولا يمكن ان تكون جميع الاتجاهات في الطريق الواحد بالنسبة للوجهات والافكار , لكن الكل يعمل من أجل مصلحة الجماعة والمعلم , لكن نؤكد ان جسم النقابة واحد وباقٍ وهو الأصل , ونحن نقول ان الانتخابات في شهر اذار , لكن انا كرئيس فرع ذاهب لكن رؤية النقابة مستمرة ومسيرتها كذلك , ونقابة المعلمين جسم باقٍ , والاختلاف بالرأي لا يفسد للود قضية , وهناك دائما مائدة حوار , نطرح جميع قضايانا على مائدة الحوار , ومشكلة المعلمين أنهم يتسرعون في الحصول على انجازات , ونحن نقابة وليدة عمرها فقط أربع سنوات , وعلى الرغم من ذلك حققت العديد من الانجازات القياسية , مقارنة بنقابات عمرها ثلاثين وأربعين سنة , نتمنى من زملائنا تفهم دور النقابة والتروي وفي الانتخابات القادنة اختيار الأفضل حتى ترون النقابة بالصورة الحسنة التي تحبونها دائما وعدم التسرع في اختيار الممثل لهم .
منظور الملكة رانيا العبدالله بالنسبة لتطوير المدارس والعملية التعليمية جاء في ضوء رؤية النقابة وهو يخدم النقابة بسمو رؤيته , هل رأيتم هذه الرؤيا مترجمة على أرض الواقع من خلال تعامل وزارة التربية معكم كنقابة تحمل هذه الرؤيا ؟ أم أن الوزارة ماتزال تترجم دور النقابة بشكل مختلف وبعيد عن سمو الرؤيا ؟
_في انتخابات نقابة المعلمين الاولى , وعند لقاء الملك قال لنا مبارك لكم نقابتكم التي انتزعتموها انتزاعاً , واستمر العمل مع الملكة رانيا بدعم نقابة المعلمين , لكن للاسف الشديد لا نرى أي تعاون من قبل وزارة التربية والتعليم , بل تضع العراقيل , لكننا موقنون بان الملكة ستستمر بدعمنا لتقديم ما هو أفضل للمعلم , ونحن كنقابة مستمرون في تقديم خدماتنا , ولن نتوانى عن خدمة زملائنا المعلمين أملين من الوزارة تفهم رؤيتنا والوقوف لجانبنا من اجل تحقيق رؤية الملكة .
شكرا لك استاذ احمد على هذا اللقاء الرائع , والذي لمسنا من خلاله أوجاع النقابة , وما يعانيه المعلم والنقابة والعاملين فيها المعاناة في ظل الحرب الشعواء التي يواجهها , متمنين للنقابة والعاملين فيها, وللمعلمين التقدم والنجاح الازدهار الدائم , وبالتوفيق لكم .
