عذراً شامخات فلسطين / سماهر السيايدة

عذراً شامخات فلسطين ……
هدبتلي شماغي الأحمر بيداها وغزلت علم
وقالت يابني خلي راسك فوق عالي بالقمم
شكشكتني … بالكرامة طرزتني … بالكرم

الشماغ الأردني رمز الأصالة , وموروث تراثي تتفاخر به الأجيال على مر العصور , ومازال هذا الشماغ يزين تلك الروؤس التي تعلو ولا يعلو عليها شىء , وإهانة هذا الشموخ هو إهانة للموروث التاريخي فكيف لو تم إهداء هذا الموروث لمن لايستحقه ؟ كيف سيكون شعورنا كأردنين ؟ ألم يفكر للحظة وزيرنا بشعور المرأة الفلسطنية وهى ترى ثوبها ترتديه السفيرة الأمريكية ؟ هذا الثوب الذي يعتبر رمزاً للمرأة الفلسطنية الصابرة المرابطة , تلك المرأةُ التي سطّرت عبر التاريخ بطولات الرجال , فكُتب اسمها بماء الذهب الصافي , تلك المرأة التي قدمت الشهيد تلوَ الشهيد , هذا الثوب الذي وقفت تزغرد به عند قدوم كفن ابنها , هذا الثوب الذي سكنته امرأة أرعبت الكيان الصهيوني بصبرها وجلدها , فهاهو الثوب يتحول إلى هدية على مأدبة عشاء من أجل التقرب والكسب وسهرة ليلية مليئة بالصور التذكارية , هاهو وزيرنا يوشحه السفيرة الأمريكية , يُهديه لسفيرة امريكا , تلك الدولة الأم بالنسبة للكيان الصهيوني والداعم الأساسي لها , أما أبكتكم جثث أطفال فلسطين المتناثرة على طرقات بلادهم , أما أبكتكم تلك الأم الثكلي التي تحمل في قلبها وجع لايشفى , أما أبكتكم غزة وعادت بكم السنين إلى مجزة دير ياسين … عذراً يا أم الشهيد هولاء لايمثلوننا , عذراً ايها النعش السائر في موطن الكرامة , عذراً يا أبطال الأقصى هذا الثوب سيبقى طاهراً نقياً كما هى المرأة الفلسطنية المرابطة من أجل الكرامة العربية , عذراً يا أطفال غزة فالدماء ستبقى زكية , أيتها الكرامة العربية إلى متى ينتابك الصمت والخنوع ضاعت بلادنا , وهاهم يجوبون بيوتنا , يقتلون أطفالنا , ويغتصبون نساءنا , وينادوننا باسم الأرهاب , هاهم يتزينون بثوب الشامخات , ثوب بنات الخليل والقدس وغزه ويافا ….عذراً ياوطني فحناجرنا مبتورة والوجع أكبر …..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى