رسالة خاصة الى القلوب التي ما زالت رحيمة / م م م ن

رسالة خاصة الى القلوب التي ما زالت رحيمة
والدي العزيز
بعد التحية والأحترام والتقدير لشخصك الكريم والى كل الذين يعرفوا بك بالصورة الجميلة والمشاعر النبيلة والرجولة الشامخة أكتب لك هذه الرسالة , وأنا صائم لوجه الله تعالى لا لعبده .
وبعد أن صليت صلاة العصر على نيتي وجلست بالقرب من التلفاز والأفكار تراودني ما بين الخير والشر والسعادة والشقاء وما بين الحياة الكريمة وما وصلت به أمورنا وحياتنا الى هذا الحال .
دق جرس الباب وقمت مسرعا كالعادة لأرى من بالباب وفتحت الباب ولكني لم أجد أحد, ولكني وجدت كرتونة مربعة الشكل ومكتوب عليها طرد خير من فاعل خير ,وحاولت أن أبحث عن الذي بعثها ولكني لم أجده ! وناديت أمي وقلت لها ما حصل فنزلت دمعة على خدها وقالت لي هذا الطرد بعثه لنا أحد الأصدقاء وأحب أن يمزح معك عندما سمع صوتك من وراء الباب وذهب مسرعا ,ولكن قلبي يحدثني أن أمي تكذب وهي لا تعرف من أحضره .
وبعد يومين تكررت الحالة وسألت أمي من هذا الذي يبعث لنا بالطرود؟ وأجابتني حسب الله ونعم الوكيل وأفوض أمري الى الله الذي لا ملجأ الا لك .
أبي العزيز
أدرك ما يحدث وأفهم وأنا من ذوي الاحتياجات الخاصة (معاق عقلي) وأنت الذي رميتني أنا وأخوتي الى حضن أمي وقلت لها لا أريدهم وان كنت لا تريدونهم ضعيهم بالملجأ وتخليت عني وعن طفل آخر يعاني من الشحنات الدماغية الكهربائية وشاب بالعشرين من عمره لم يكمل دراسته لأنه لم يجد ثمن أكله حتى يجد ثمن دراسته وأنت مقتدر وموظف دولة لها قانون خاص بها ولكن لا يوجد بها قانون يلزمك من أن ترمي أبناءك الى أمهم التي لا تعمل والسيدة التي تزوجتها موظفة دولة .
أبي ودموعي تنهمر كالنساء عندما أرى أمي هذه السيدة العظيمة التي تموت الف مرة باليوم لتؤمن لنا لقمة نسد بها جوعنا وتتحمل معنا الذل والأهانة والجوع والعطش ,وأنت في العمل والشارع والحي وبين أقاربك تحسد على شهامتك ورجولتك ولا يعرفون حقيقتك الذي باع أولاده ليتزوج بامرأة أخرى وتأخذه الدنيا ليقول لا أقدر على أعالتهم حتى أصبحنا نفتح عيوننا وافواهنا الى الناس ونسمع الكلمات الجارحة ولا نقدر أن نجيب لأننا مجبرين على سماعها .
كنت أتمنى آي كان من عائلتك الكريمة أن يساعدنا وكلهم يعرفون حقيقة ماذا فعلت بنا وحقيقة ما نعيش به وكان يخطر ببالي في بعض الأحيان أن أقول لهم أبعثوا لنا لو بزكاة أموالكم لنا ولكن أشك بأنهم كالغرباء الذين لا يعرفون عنك ولا يعرفون هذه الحقيقة المؤلمة التي نعيشها.
هل هذه العائلة فقدت كبيرها ورشدها وأصبحت لا كلمة لها عليك ؟وهل والدك فقد العقل والقلب وأصبح لا يتذكر أحفاده وأين وأين وأين ! وأهل الضمير ليقولوا كلمتهم التي لا تكسر لهم كلمة ,وأنا أقولها بكل صراحة ,العشيرة التي ترمي أولادها في الشارع أو لتربيهم عائلة أخرى بتمنن وبهذه الصورة ولا مخافة لا من الله ولا من العبد .
ولكني أضع هذه الرسالة أمام الناس التي لا تعرف حقيقتك وتصدق ما تسمع ولا ترى الحقيقة ولا تعرف لمن كتبت هذه الرسالة الأ قلة من المعارف .
ولا زلت أقول يا عائلتي الكريمة ويا أبناء العم بأنكم ما زلتم تستحقون الأحترام والتقدير وحسبي الله ونعم الوكيل وأفوض أمري وأمر أخوتي الى الله تعالى بكل من أوصلنا الى هذا الحال بالكذب والنفاق ولأسباب شخصية بنفسه والى كل من وضع سعادته ووضعها ضمن أولياته حتى يوصل الى تدمير ثلاث شباب وبحالات مختلفة .
هناك مثل يقول : الفعل لفلان والقول لفلان
وأنا أقول أنا أجوع وغيري يشبع بصيت أبي ومن مال أبي
وأنا والحمد لله لا زلت أنتظر طردا آخر وزكاة أموال لأسد رمقي وجوعي ولا زلت على هذه الحال منذ سنة ونصف
أسم مستعار
م م م ن
رمضان 2016
عمان

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى