يوميات رجل “سيبراني”

"أسيبر يا الشب المهيوب"

مقال الاثنين 5-8-2019
يوميات رجل “سيبراني”
فجأة ودون سابق توجّه ،تحوّل الأردن إلى أكبر المهتّمين بالأمن “السيبراني” وصارت الصحف والمواقع الإخبارية تنشر تقارير لا “ع البال ولا ع الخاطر” تتحدّث عن أهمية الأمن “السيبراني” ، كما انتشر كتاب الزوايا كل إلى زاويته ليمتدحوا تقوية الأمن “السيبراني” وكأنهم استيقظوا فجأة على هذا النوع من الحماية المعلوماتية .. حتى أن أحدهم منذ سنوات لم يخطّ حرفاً واحداً ، فجأة ظهر من تحت الركام وكتب مقالاً يؤكّد فيها عن ضرورة الأمن “السيبراني”..الجميل في الموضوع أن أياً منهم لا يعرف ماذا تعني كلمة “سيبراني” بما فيهم حضرتنا..

وتماشياً مع المثل “إن انجنوا ربعك عقلك ما بينفعك”..حاولت أن أقنع نفسي بضرورة الأمن السيبراني..استيقظت صباحاً توجّهت إلى المخبز قلت له: “بالله رغيفين ساخنات إذا في مجال”..سألني: “سيبراني ولا مشروح”؟..قلت له: “سيبراني”…ثم ترجّلت إلى المطعم :أعطيته صحن وقلت له “بنص ليرة حمص سيبراني وكثر شطّة” أغلبك!..ثم عدّ لي “40 حبة فلافل سيبرانية” ناولني إياها..وعندما حاولت أن أدفع له ثمن الحمص والفلافل قال لي : “هناك عند الشب الأسبيراني”..في الطريق انتبهت إلى مؤشر البنزين في السيارة مضاء باللون الأصفر..مررت بمحطة البترول فتحت غطاء البنزين للعامل ..سألني العامل: ” سيبراني ولا 95″؟..”ٍبخمسة سيبراني” قلتها وأنا أطأطئ رأسي..عند البنشرجي نبّهني مصطفى فغاغا أن العجل “السيبراني” نازل قليلاً عن مستوى العجلين الأماميين.نفخناه وعاد الوضع كمان كان…مازحته بعد أن أنهى مهمّته “مالك سيبران شوي”؟..قال : من الشمس والله!.

في البيت دار حديث “سيبراني” بيني وبين عائلتي كان بمنتهى الودية والسرية والحفاظ على المعلوماتية …ثم عاتبتهم..مين اللي مبارح ناسي يسكّر باب الدار؟..قال عبّود: فيش داعي يابا..انت ناسي أنه عندنا “أمن سيبراني”؟..اعتذرت للجميع كوني “دقّه قديمه”واعترفت أن الأمن السيبراني أقوى من شبك الحماية وأطول من السياج وباب الأمان…ثم قرأنا الفاتحة على نية الأمن “السيبراني” وقلت له : “الله يديم علينا نعمة الأمن والأمان السيبراني”…في هذه الأثناء كانت تغني سميرة توفيق “أسيبر يا الشب المهيوب” وكنا في غاية السعادة والاستقرار النفسي والحماية ..وفي آخر الليل ذهب كل فرد الى غرفته وبقيت أنا أفكّر بالنعم الكثيرة التي صادفتني اليوم بعد أن أقروا قانون الأمن السيبراني..وكعادتهن لا يتركنك تختلي بنفسك لو لحظة ..حضرت أم العبد وسألتني : مالك “سيبران” لهسع؟…قلت لها: “أسيبري” شوي..بفكر بمقال بكرة…قالت بنزق: “الله يسبرني عليك بس”!..
نظرت من نافذة البلكونة الى العلم الذي يرفرف قريباً من بيتي..ثم ناجيته:
كل الناس نايمة الا انا وانت “سيبرانين”!.

استيقظت في اليوم التالي لقيت “الطورية” وماتور المي والعرباية مسروقين من قاع الدار!..

وقتها “سيبرت عليهم تا قلت كافي”!.

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الأمن السيبراني بيتعلق بحماية بيانات الأفراد والمؤسسات من السرقة والتغيير والتلاعب، حاليا نحنا في عصر الداتا (البيانات) يلي البيانات فيه ممكن تكون أثمن من المصاري وممكن من طريقها يتم الاستيلاء على معلومات الحسابات البنكية والضمان الإجتماعي وعدة بيانات مهمة تسريبها ممكن أن يؤدي لعدة كوارث،
    بتعرف انه حجم الانفاق المتوقع على الجرائم الإلكترونية متوقع يتجاوز 20 مليار بسنة 2020
    انا بشتغل بشركة متعلقة بالأمن السيبراني إذا بدك أي معلومات انا جاهزة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى