وجهة نظر في قرارات مجلس التعليم العالي الأخيرة

وجهة نظر في #قرارات #مجلس #التعليم العالي الأخيرة
بقلم د. حسين البطاينة
جامعة البلقاء التطبيقية
كلية اربد الجامعية

حينما نخلع النظارة السوداء نرى في حياتنا أشخاصا يشبهون الفجر بخيره ودفئه
برائحته ومفاجآته يزرعون داخلنا ألف زهرة وزهرة، ويتركون ابتسامة تملأ القلب بالحياة  معززين الامل الجميل في يومياتنا ، مبشرين، ميسرين، مستشرفين للمستقبل ينفخون الإيجابيات، ويخنقون السلبيات، مفاتيح للخير، ومغاليق للشر.
وعلى الطرف الآخر نجد نقيض هؤلاء من
السوداويين المتشائمين والضاربين بأيديهم صارخين… هلك الناس، ومن قال هلك الناس فهو اهلكهم.
أقول ان حب الأوطان لابد أن يسري بدمائنا لأنه من الإيمان، والجامعات جزء من الأوطان.
والمتابع لقرارات مجلس التعليم العالي الأخير يشهد باحترافيتها، وانطلاقتها من منظومة التشريعات، والقوانين والأنظمة، بنيت على نتائج التقييم المستمرة لرؤساء الجامعات.
للأسف نسمع بين الحين والآخر أصواتا تشكك كعادتها في كل شيء، وتضع العربة أمام الحصان، وتقرا الكتاب مقلوبا، وتضع العصا في الدولاب واحكامها جاهزة، ذلك في ثنايا استخدام الفاظ، وعبارات تنم عن دوافع شخصية ضيقة جائرة، كنا نتمنى أن تكون واقعية.
وقد توزع أصحاب هذه الأصوات بين أربعة أصناف وهي:
شخصية احيلت الى التقاعد.
شخصية اعتبرت خدماتها منتهية حكما
شخصية تم تحويلها لمجلس تأديبي أو نالت عقوبة.
شخصية تحلم صباح مساء تبحث عن كرسي إدارة وطالت أحلامها.
وكل منصف يجزم ان هؤلاء شهاداتهم مجروحة للأسباب سابقة الذكر.
والأهم من ذلك كله أن بعضا من هؤلاء كانوا يوما من أصحاب القرار وجزءا منه وتشهد أقلامهم ، تناقضاتهم ، وعدم ثباتهم على مبدأ، فتجد تناقضاتهم في ثنايا تغريداتهم قبل وبعد، فأضحت بين بئر معطلة وقصر مشيد.
  ونحسب أن رئيس وأعضاء مجلس التعليم العالي امتلكوا من المهارات الكثير وأتقنوها… نحسبهم كذلك ولا نزكيهم على الله.
  فى ضوء ذلك كله نجد بعض المؤسسات تسير بخطى ثابتة، وفق منهجية واضحة ، وتمضي قدما في الاتجاه الصحيح رغم التحديات الكثيرة لكنها كشجرة الأرز تنحني للريح ثم تقف شامخة قوية ، وبالمقابل نجد البعض الآخر متعثرة، تدور حول نفسها، كسنبلة القمح تنكسر للريح، وتبقى كذلك.
آن الأوان ليقال للمحسن أحسنت، وللمسيء أسأت، وأن تسمى الأشياء بمسمياتها منطلقين من المصلحة العامة مصلحة الوطن، لا من المصلحة الشخصية الضيقة المقيتة.
ينبغي للمجتمع أن يلفظ، ويرفض كل مسيء يدعي الإصلاح وهو مفسد.
وأن نبتعد عن التجريح، وجلد الذات، وجلد مؤسساتنا الناجحة .
ليكن منطلقنا للنقد صادقا قويا علميا ذاحجج وبراهين،ولغة الأرقام هي الفاصل بين الثكلى والنائحة.
آذاننا صاغية لكل ناقد صادق أمين حريص على مصلحة الوطن والمواطن.
وآذاننا صماء لكل متلون أناني دافعيته مصيلحة شخصية ضيقة.
فليست كل بيضاء شحمة، وليست كل سوداء فحمة.
لهذا كانت قرارات مجلس التعليم العالي واعية عميقة تترجم رؤية القائد، وراعي المسيرة.
أجزم أن أبواب رئيس وأعضاء مجلس التعليم العالي ليست موصدة، والطريق إليهم سالك بسهولة، يعملون بصمت، وهدوء، وأناة.
كفانا تغطية الشمس بغربال.
حفظ الله الجميع لما يحبه ويرضاه

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى