هيّا إلى المناهل

هيّا إلى المناهل
يوسف غيشان

ليس من الغريب أو حتى الملفت للنظر أو للسمع، ان تسير على شارع اوتوسترادي كبير ومهم، تم استلامه للتو، وتسقط سيارتك أو تصطدم بحواجز مغفلين منتشرة في ارجاء الشارع. ليس من الغريب ان يحصل ذلك بل انه يقع في زاوية (تحصيل الحاصل).
بالطبع انت تعرف تماما فيما وقعت أو اصطدمت. انها مناهل المياه أو أي منهل اقتضى وجوده في الشارع لغايات التصريف أو الكهرباء او المياه أو البسطرما، أو حتى لغايات دعم ورشات الميكانيك في المملكة.
حسب المواصفات الهندسية الطبيعية (البسييطة وغير المعقدة) فإن المقترض ان يكون المنهل بموازاة مستوى الشارع، بحيث لا يشعر به السائق، لكن عندنا فإن منهلين قريبين في شارع واحد تجد الأول مرتفعا فتصدم به، والثاني منخفضا فتقع فيه …. انها عبقرية بامتياز تجنبك مغبة النعاس أو النوم اثناء السواقة وتقول لك بكل كبرياء: الأشغال مرت من هنا.
ما المشكلة؟؟؟
انه مجرد نتوء في الطريق. مثل كافة النتوءات التي اعتدنا عليها واعتادات علينا:
= هناك نتوء في اسعار المشتقات البترولية. مجرد نتوء.
= التضخم مجرد نتوء
= الركود هو مجرد نتوء
= نتوء في قانون الأحزاب.
= نتوء في الانتخابات.
=نتوء في الجامعات.
= نتوء في مستوى معيشة المواطن.
= نتوء في البلديات.
هنالك نتوءات في كل شيء …. انها مجرد نتوءات لن تعيق تقدمنا، فاعتادوا عليها، فهي التي تميزنا عن بقية المجتمعات. ان مجتمع بلا نتوءات هو مجتمع ممل ورتيب ومقيت وخال من المفاجآت وغير مثير للدهشة.
الدماغ. …. ما الدماغ؟؟
انه مجرد نتوء بين الكتفين!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى