هل يحق للوزير؟!

هل يحق للوزير؟!
د. عمر البطوش

قرات على أحد المواقع الاخبارية خبرا ينص على طلب وزير التعليم العالي و البحث العلمي من خلال كتاب موجه لرئيس الجامعة الاردنية الأكرم بوضع قائمة باسماء المتبرعين و غير المتبرعين على موقع الجامعة الالكتروني اعتبارا من تاريخ بدء التبرع … علما اننا حاليا بالأسبوع السادس للازمة!!!

بداية ليس خافيًا على احد معنى التبرع فهو العطاء من غير سؤال او التفضل بما لا يجب على الشخص من تقديمه ؛ و ذلك في معاجم اللغة العربية التي ننطق بها!! و الصيغة المتناقلة إخباريا و كأنها إلزامية أو تحوي
تهديدا و و عيدا بالتشهير لغير المتبرعين.

ثانيا في جائحة كورونا لا يحق لاحد ان يزاود على الشعب الاردني المعطاء فمنذ بداية الازمة و صور البذل و العطاء لا تنضب بداية من اصحاب المحال التجارية و الشقق و مرورا بالبنوك التي اجلت اقساطها و الكهرباء و الماء التي اجلت كل تحصيل الفواتير و الكثر من الموظفين الذين تبرعوا دونما الزام منذ بدايات الأزمة و دونما انتظار للأسبوع السادس أو كتابا يحثهم على التبرع بنشر أسمائهم! شعورا مع المواطن و الوطن و استشعارا بالمسؤولية الاجتماعية التي تشربها الاردني منذ نعومة اظفاره دونما تهديد!!

مقالات ذات صلة

ساءني ما قراته بالكتاب أعلاه … فكتابة اسماء من لا يرغب بالتبرع اسلوب غير لائق و منفر للحث على التبرع عدا عن انه قد يرقى للتشهير و قد يكون له تبعات تبعات قانونية من باب التشهير بالمواطن على ذات الوزارة المعنية … ثانيا و الاهم من ذلك انه ما هكذا يخاطب اساتذة الجامعات الذين يحملون على عاتقهم تعليم اجيال و اجيال … ثالثا هناك من تبرع منذ الأسابيع الأولى للازمة و قبل انتظار هذه الصيغة السامية؛ ايتم تهديده بوضع اسمه في قوائم و كأنها قوائم فضيحة!!

ما هكذا تورد الابل سيادة الوزير؛ ما هكذا تعلمنا في مدارس الهاشميين التي تدرس الحفاظ على الاباء و النخوة و عزة النفس للاردني حتى حينما يطلب منه البذل فالطلب له اعراف و اصول و قوانين على الجميع عدم تجاوزها و ان كان مسؤولا ! ما هكذا يخاطب الاردني الذي يقف شامخا في مهب عواصف اقليمية و عالمية كالطود منذ عشرات السنين؛ ما هكذا يتم حث اساتذة جامعات على التبرع علما انهم كانوا سباقين في كتابة أسمائهم على قوائم الشرف و الانتماء للوطن التي لا يعرفها الا من يقدرها؛ كنت أتمنى منك سيادة الوزير -نعم منك- ان تطلب مقابلة جميع اعضاء الهيئة التدريسية بالجامعات الأردنية قاطبة و تضع على صدورهم نياشين و أوسمة لإنجازهم التعليم عن بعد في هذه الجائحة على اكمل وجه و في وقت ضيق جدا بدلا من طلب استصدار قوائم و كأنها قوائم تهديد و وعيد و كأنهم في قفص اتهام لاثبات و لائهم … و متى ذلك؟ بعد ستة اسابيع!!!

د. عمر البطوش
كلية الطب/ الجامعة الأردنية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى