هل جاءت الانتخابات لتقرع ناقوس الخطر

هل جاءت الانتخابات لتقرع ناقوس الخطر

م. محمود” محمد خير” عبيد

لن أتكلم عن الانتخابات و لا عن الأغلاقات التي قامت بها الحكومة من اجل حماية الشعب من ارتدات وباء الكورونا و التزايد في أعداد المصابين ضاربة عرض الحائط الدمار الذي أصاب المنظومة الاقتصادية و الاجتماعية و التربوية منتصرة لكبريائها و للاستحقاق الدستوري في خضم التدهور في المنظومة الصحية و الوبائية و على حساب سلامة الشعب, ان ما شهده الوطن و ما تلا إظهار نتائج الانتخابات البرلمانية من مظاهر حربية و تجيش لمناصري النواب المنتخبين يجعلنا نقرع ناقوس الخطر كأمة أردنية اذا ما كانت الدولة ليس بيدها ان تقرع أي جرس همها ان يبقى المسئولين على كراسيهم و في نهاية الشهر يتم إيداع رواتبهم دون نقص أو حسم مع المكافآت.

إن ما شهده الوطن من احتفالات و استخدام للأسلحة المتوسطة و الرشاشة احتفاء” بنجاح نواب الوطن المقبلين و الذين سيحررون الأراضي المغتصبة  يجعلنا نتساءل من أين جاءت هذه الأسلحة و التي تنذر بانفجار مسلح في أي وقت يهدد كيان و استقرار الأردن و يجعل أي إنسان يريد الاستقرار أو الاستثمار في الأردن يفكر مليون مرة قبل إن يجعل الأردن ضمن أجندته و يهاب القدوم إلى الأردن في ضوء الفلتات الأمني . إن ما شهدناه يعطي إشارة واضحة إننا نعيش في دولة داخل دولة قد لا يعجب البعض و لكن هذه الحقيقة هناك دولة تدعي انها دولة القانون و المواطنة و الحفاظ على امن و سلامة الوطن و المواطن و هناك دولة الجهوية و القبلية و العشائرية و التي لا تستطيع دولة القانون مواجهتها خوفا” من اردتادها و حفاظا” على وجودها و مكتسباتها فنجد دولة القانون تبسط قوتها و قوانينها و أملاءاتها على الشعب الملتزم الذي يحترم القانون و يحترم الوطن  حتى و لو كان على حساب قوته و قوت عائلته.

قبل الانتخابات أعلنت مديرية الأمن العام عن نشر 53000 فرد  من أفراد الأمن العام في المدن و مراكز الانتخابات لضمان امن الانتخابات و سير العملية الديمقراطية و هو المعلن في الظاهر و لكن في الباطن و ما لم و لن يعلن عنه هو من اجل توعد شرفاء الوطن من يرتقون بهذا الوطن و يريدون له أن يسموا و يعلوا بعيدا” عن أي فساد أو مزايدات إنكم ايها الشعب الشريف إذا ما أردتم ان تصدحوا بأي كلمة حق خارج السرب سوف نقتص منكم متناسين أن يحموا القانون و يقتصوا من الخارجين عن القانون و الذين بحوزتهم الأسلحة الرشاشة التي تهدد امن الوطن و المواطن. يؤسفني أيها الوطن أن حكومتك القائمة على شؤونك و التي اقسمت على كتاب الله ان يخدم الأمة ها هي تخذلك اليوم و كل يوم وجدت لتقتص من الشرفاء الذين يريدون عزتك و كرامتك متناسية و تغض البصر عن الخارجين عن القانون من خلال حيازتهم لأسلحة تهدد أمنك و استقرارك يا وطن فعن أي منظومة امن نتكلم منظومة تهاب الخارجين عن القانون و تحميهم على حساب شرفاء هذا الوطن.

أيها الدولة التي تهابين الخارجين عن القانون و الذين يقتصون من هيبتك و أمنك و استقرارك غدا” سوف توجه هذه الأسلحة الرشاشة و المتوسطة نحوك ايها الدولة عند اول مواجهة او معارضة لهذه الفئة و سوف يقع الوطن فيما لا يحمد عقباه إذا لم يتم السيطرة عليها و سوف تدفعون ثمنا” غاليا” هو استقرار هذا الوطن و أمنه و امن مواطنيه و سوف تجدون الكثير من أصحاب الأجندات الخارجية و هم كثر و بعضهم هم جزء من اركان الدولة من اقسموا اليمين في ظاهره ولاء للأردن الوطن و في باطنه الولاء لأجنداته الخارجية.

هل الوطن أمام تحدي جديد كالتحدي الذي واجهه منذ خمسة عقود نعم سنواجه نفس التحدي إذا لم  تفرض الدولة هيبتها فعندما يصبح رجل الأمن و رجل الدولة بكافة مناصبه و رتبه ولائه و انتمائه لمصلحته الشخصية اولا” و لقبيلته و عشيرته و نائبه على حساب الوطن و على حساب واجباته ستسقط الدولة و سوف تسقط هيبتها. كل ما نريده ان تستعيد الدولة هيبتها و ان يأتي من يحاسب دون خوف كل من يتعدى على هيبة الدولة و الوطن و المواطن.ط

فها نحن نعيش في وطن القانون غائب في ثبات عميق يستيقظ فقط على الضعفاء و الأشراف من ابناء هذا الوطن.

هل نستطيع أن نلحق الوطن قبل سقوطه في مستنقع الفوضى و الميليشيات المسلحة و الدمار. هل سوف يستطيع الوطن أن يستيقظ على صوت ناقوس الخطر الذي صدح في أذان كل مواطن شريف قبل ان يصدح في اذان الدولة و الحكومة التي تعيش نشوة انتصارها على تحقيق عرسها الدستوري و الغير ديمقراطي.


كان هناك الكثير من نواقيس الخطر التي قرعت في السابق و لم تحرك الدولة ساكنا” و لم تستيقظ دولتنا حيث الصمم ضرب أركانها منذ أمد طويل فلو نظرنا إلى واقعنا، نجد أن القانون و هيبة الدولة غائب تماماً، بدءاً من احترام القوانين و الأنظمة و تدميرها من قبل المتقنفذين و أصحاب فغض الطرف عن الذين ينهشون مقدرات الدولة  و حقوقها و حقوق مواطنيها ، إضافة إلى عدم ملاحقة الفاسدين، و الخوف و الرعب من محاسبة المتنفذين كل ذلك مؤشر على ضياع هيبة الدولة، اضف الى ذلك سقوط المنظومة التربوية و منظومة القيم و الأخلاق بحيث وصل بنا الحال أن المعلم لا يستطيع، أن يعاقب التلميذ لديه، وهو يراه يحمل السيجارة في الصف، خوفاً من أن يُضرَب، خارج أسوار المدرسة، من قبل الأهالي، في الوقت الذي لا يحميه القانون الهش و الدولة الآيلة للسقوط، الدولة التي تسعى الى استرضاء الميليشيات و البلطجية و زعاماتها  حتى رجل الأمن الذي من المفترض يحي الوطن و المواطن و يحافظ عالأمن و الأمان وضْع افي مواجهة زمرة المتنفذين و الخارجين عن القانون وحيدا” دون حماية قانونية او معنوية

فدولتنا مهزوزة الكيان و الهيبة تلهث خلف استرضاء المتنفذين و الفاسدين و السلطة التشريعية لأنها تعلم ان كيانها مهزوز و قواعد بنيانها هشة لا تستطيع مواجهة هذه الطائفة من الخارجين عن القانون  إن عمليات الاسترضاء التي تقوم بها الدولة، هزَّت هيبتها، و سوف تنحدر بها الى مدارك مرعبة لا يحمد عقباها القائمة لا تقف فقط عند التجاوزات الأمنية التي اقيمت احتفالا” بانتخاب جماعة سوف يطلق عليهم نواب فساد و إنما هناك امور كثيرة اؤشر على تراجع هيبة الدولة. ولا يمكن الاستخفاف بها ان لم ندركها فاقرأو السلام على وطن لم نصونه و لم نصون ارضه و لم نصون امنه و امانه و تركناه حيدا” في مهب ريح الفساد و الخيانة و الأستخفاف به و بمقدراته و اجبه علينا و سوف نصل إلى وقت نبكي على اطلاله كما تباكت ولايات المشرق الأخرى على اطلال ولاياتها لأنها لم تصنها و لم تحميها. أصبحنا لا نشعر بهيبة الوطن لأن هناك من يشعر  انه اذا ما جاهر بتجاوز القانون و كسر قوانين الوطن له الصدارة، وله المكتسبات والاحترام والاسترضاء، والوطني الصادق يتراجع و يتم تهميشه، ان الحديث عن الاسترضاء يطول، ويتشعب، بحيث اصبح المواطن يشعر بالمرارة التي يعيشها الوطن و هم يشكون و يتذمرون من سقوط هيبة الدولة التي كانت تمثل لهم الكثير قبل عقدين من الزمن و كان يتفاخرون انهم جاؤوا من رحم هذه الأرض المباركة اما اليوم و نحن ندق ناقوس الخطر، وفي هذا الظرف الصعب فإننا لا نرى،أي بصيص ضوء او أي امل للنهوض, إلا إذا استيقظت الدولة من سباتها و غفلتها واستعادت هيبتها من خلال الضرب بيد من حديد على كل من اراد ان يكسر هيبتها و يتجاوز القانون و ان تقوم بالعمل على جمع الأسلحة المترامية في كل بيت و بين يدي ميليشيات لا نعلم ما هي أهدافها و أجنداتها و قبل أن نشهد نزاعات اهلية لا تحمد عقباها. فلاسترضاء على حساب الوطن و ارواح ابناء الوطن لن ياتي الا بالعار لجميع اركان الدولة.

  حمى الله هذا الوطن الأعز من كل من أراد به سوءا” و من فساد و خيانة كل من اراد استرضاء أي كان على حساب هذه الأرض الطيبة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى