هبّط صوتك بلاش فضايح
اثناء ذهابي في أحد الأيام الى الجامعه وبينما انا في مجمع جرش أبلغني طالب كانَ يأخذ معي محاضرة علم النفس بأن امتحان الفيرست للماده هو اليوم ، صعدت في باص اربد جرش ، طلبت منهُ ان يعطيني جزء من الماده لكي أستغل مسافة الطريق في الحافله كون طموحي أن احصل على علامه واحده تشفي غليل ورقتي ، جلست في المقعد الخلفي للباص وكان أمامي فتاتان تتباحثان شؤون البشره بصوتٍ عالٍ أفقد تركيزي وقضى على طموحي في علامه واحده تقيني برد البهادل وحرارة الرسوب .
هذا ملخص نص الحوار ” ولك نجوى انتي شفتي لبنى ما احلى بشرتها كاينه مشتريه بكسة خيار وحاطيتها على وجهها ، فترد نجوى : لااااا بالعكس لبنى بشرتها مو ناعمه ، ولك فطّوم اذا بدك نصيحتي اخلطي بياض البيض مع معلقة عسل ورشي عليهم مية نار شوفي كيف بشرتك راح تصير ناعمه ) .
عندما أتوقف بمركبتي على اشاره وألمح احد المراهقين بمركبة والده التي اعطاهُ اياها ليشتري صحن حمص وبربع ليره فلافل أعطيه اشاره بيدي لأن صوت الراديو مزعج وصوت عبدالباسط حموده يرج الطريق ثم أخاطبه بصيغة قرف ( يا اخي هبّط صوت الراديو على هالصبح ، بدك تهت على العالم انك رايح تجيب صحن حمص ) ، فيرد علي ( شو علاقتك انته يعني الشارع مطوب باسمك، يلعن ابو هالشكل ) .
عندما كنت في الصف الثامن ” ب ” في كل حصه يتهمني المعلمين بأنني أُثير الفوضى في الصف ، أكثرهم اتهاماً هو استاذ الجغرافيا لدرجة انهُ لو زقزق عصفور على الشباك الغربي للصف يلف رأسه عن اللوح ويقول ” ولك سكّر ثمك يا عوده وبعدين معك ” ولو نهقَ حمار من أحد المزارع القريبه للمدرسه يلف رأسهُ مرةً أخرى ” ليش بتنهّق يا عوده وبعدين يعني أنادي المدير يقل قيمتك ” .
الوطن منذُ أن بدأت عمليّة الاصلاح يُغني وشاد على حاله : (الصالح يرفع ايده ) ، والأيادي ما زالت على متوسّط الخصر ، اليوم غيّر من كلمات الأغنيه فأمسك المايكروفون وأخذ يغنّي ” الفاسد يرفع ايده ” هكذا لم يبقى أحد الا رفعَ يدهُ ما عدا العسكري والوطن وأصحاب المبدأ .
هبّط صوتك يا وطني بلاش فضايح .
