منذ نعومة أظافري لم يكن يخطر على بالي بأنه سيأتي ذلك اليوم للبحث عن البديل من النخب الثاني أو الثالث وربما أكثر من ذلك . وإليكم هذا المثال للذكر وليس للحصر ، قبل بضعة عقود كانت الأدوات الكهربائية تباع والمنافسة كانت تنحصر بين الصناعة الأمريكية صاحبة الجودة الأعلى أي النخب الأول واليابانية التي تليها أي صاحبة النخب الثاني ليستمر الحال لسنوات إلى أن دخلت كوريا الجنوبية على خط المنافسة وبأجور عمال وتكاليف أقل مما جعل ساحة المنافسة تخلو لليابان وكوريا بعد أن انسحبت الصناعات الأمريكية لأسباب اقتصادية وهنا أصبحت كوريا صاحبة النخب الثاني بعد اليابان ، ولم يتوقف الحال عند ذلك فالتطور الصناعي والتكنولوجي جعل للصين دوراً رئيساً في هذه المنافسة لتختفي الصناعات اليابانية وتكون الصين صاحبة النخب الثاني بعد كوريا . الطريف بالأمر أننا في الأردن لم نحاول أن ندخل في سوق المنافسة أو حتى مجرد التفكير بها كفكرة واكتفينا فقط بأن نستمر بترتيب النخب حتى بعد تلاشي الصناعات الكورية وتقدم العملاق الصيني في الصناعة وإغراق الأسواق العالمية بمنتوجاته المتعددة المزايا والمواصفات وركزنا كل اهتمامنا فقط على عمل تصنيفات للصناعات الصينية فأصبحت السوق الأردنية تعج بمختلف الأدوات والمواد المصنعة في الصين ولكننا بقينا محافظين على مبدأ التصنيف لدينا فأصبحت البضائع صينية مئة بالمئة حالنا كحال معظم دول العالم ولكن مع وجود التصنيف الأردني الذي لا زلنا نحافظ عليه منذ زمن بحيث أصبحت لدينا صناعات صينية نخب أول وثاني وثالث … الخ والسبب في ذلك يعود لعدة عوامل أهمها التاجر المستورد الذي يبحث عن أقل الأسعار لتحقيق أعلى الأرباح بالإضافة للرسوم الجمركية والضرائب التي تحددها الحكومات والتي غالباً ما تكون مجحفة وبنسب عالية وبالنهاية يتحملها المواطن المستهلك بينما ينجوا منها التجار . بالمناسبة المنافسة بين الدول لا زالت على أشدها ونحن أيضاً معهم ، لكن هؤلاء يركزون على صناعاتهم وتطويرها أما نحن فنركز على القوانين وطرق الجباية ولنا في تسعيرة المحروقات خير مثال .
ملاحظة : في بعض الدول تصل الضرائب لنسب عالية جداً ولكن مستوى الدخل والرواتب يتناسب مع ضرائبهم مش مثلنا كل شي بزيد إلا الرواتب
