من كلّ بستان زهرة

من كلّ #بستان #زهرة / ماجد دودين

مَتَى مَا يَقُل حُرٌّ لِصَاحِبِ حَاجَةٍ … نَعَم يَقْضِهَا وَالحُرُّ لِلْوَأْيِ (للوعد) ضَامِنُ

إِذَا قُلْتَ في شَيء نَعَم فَأَتِمَّهُ فإِنَّ نَعَم دَيْنٌ عَلَى الحُــــــــرِّ وَاجِـــــبُ
تَفُزْ بِجَزِيْلِ الأَجْرِ وَالْحَمْدِ وَالثنَا … فَبَادِرْ بِإِنْجَازٍ لِمَا أَنْتَ وَاهِــــبُ

****************************

لم يخلق الله الدُّنْيَا ثمَّ يحرّمها على خلقه، بل ذمها عِنْدَمَا يتخذها هَذَا الْمَخْلُوق هدفاً يحيا وَيَمُوت من أَجله فتنسيه الهدف الَّذِي خُلِق من أَجله، وَهُوَ الْعِبَادَة… أما إِذا كَانَت الدُّنْيَا مزرعة للآخرة فَمَا أجملها، وَمَا ألذّها وأسعد مَا فِيهَا.

****************************

قال ابن القيِّم: (مفتاح حصول الرَّحمة الإحْسَان في عبادة الخالق، والسَّعي في نفع عبيده).

****************************

زيادةُ المرءِ في دنياه نقصانُ وربحُه غيرَ محضِ الخير خسرانُ

أَحْسِنْ إلى النَّاسِ تَسْتَعبِدْ قلوبَهم فطالما استعبدَ الإنسانَ إِحســـانُ

مَن جادَ بالمالِ مالَ النَّاسُ قاطبةً إليه والمالُ للإنسانِ فتَّــــــــانُ

أَحْسِنْ إذا كان إمكانٌ ومَقْدِرَةٌ فلن يدومَ على الإنسان إِمكـــــــانُ

حيَّاك مَن لم تكنْ ترجو تحيَّتَه لولا الدَّراهمُ ما حيَّاك إنســــــــانُ

****************************

الإنسان مقصود بالأذيَّة، محسود بالنِّعمة. فإذا لم يكن آلفًا مألوفًا تخطّفتْه أيدي حاسديه، وتحكَّمت فيه أهواء أعاديه، فلم تسلم له نعمة، ولم تَصْفُ له مُدَّة. فإذا كان آلفًا مألوفًا انتصر بالأُلْفَة على أعاديه، وامتنع مِن حاسديه، فسَلِمت نعمته منهم، وصَفَت مُدَّتُه عنهم، وإن كان صفو الزَّمان عُسْرًا، وسِلمُه خَطَرًا.

****************************

سئل أعرابي عن الكرم، فقال: أما الكرم في اللِّقاء فالبَشَاشَة، وأما في العِشْرة فالهَشَاشَة، وأمَّا في الأخلاق فالسَّماحة، وأمَّا في الأفعال فالنَّصاحة، وأما في الغنى فالمشاركة، وأما في الفقر فالمواساة.

****************************

وإنَّ محمـــــــــــدًا لرسولُ حقٍّ حسيبٌ في نبوَّتِـــــــــــــــه نسيبُ

أمينٌ صادقٌ بَرٌّ تقيــــــــــــــٌّ عليمٌ ماجدٌ هادٍ وَهُـــــــــــــــــــــوبُ

يُريك على الرِّضا والسخطِ وجهًا تروقُ به البَشَاشَةُ والقطــــــوبُ

يضيءُ بوجهِه المحرابَ ليلًا وتظلمُ في النَّهارِ به الحـــــــــــروبُ

*************************

تفقَّدوا إخوانكم بعد ثلاث، فإن كانوا مرضى فعودوهم، أو مشاغيل فأعينوهم، أو نسوا فذكِّروهم

*************************

مَن أُعْطِي مالًا أو جمالًا وثيابًا وعلمًا، ثمَّ لم يتواضع، كان عليه وبالًا يوم القيامة

تواضعْ تكنْ كالنَّجمِ لاح لناظرٍ على صفحاتِ الماءِ وهو رفيعُ

ولا تكُ كالدُّخانِ يعلو بنفسِه إلى طبقاتِ الجـــــــوِّ وهو وضيعُ

*************************

الواجب على العاقل أنْ يتحبَّب إلى النَّاس بلزوم حسن الخلق، وترك سوء الخلق؛ لأنَّ الخلق الحسن يذيب الخطايا كما تذيب الشَّمس الجليد، وإن الخلق السَّيئ ليفسد العمل كما يفسد الخلُّ العسل، وقد تكون في الرَّجل أخلاق كثيرة صالحة كلُّها، وخلق سيئ، فيفسد الخلق السَّيئ الأخلاق الصَّالحة كلَّها.

***********************

تغيَّرتِ الأحبةُ والإخاءُ وقلَّ الصِّدقُ وانقطع الرَّجاءُ

وأسلمني الزَّمانُ إلى صديقٍ كثيرِ الغدرِ ليس له وفاءُ

يديمون الموَدَّةَ ما رأوني ويبقوا الوُدَّ ما بقي اللِّقـــــاءُ

وكلُّ مَوَدَّةٍ للهِ تصفو ولا يصفو على الخلقِ الإخــــاءُ

وكلُّ جراحةٍ فلها دواءٌ وخُلُــــــقُ السُّوءِ ليس له دواءُ

***********************

أصل المحاسن كلِّها الكَرَمُ، وأصل الكَرَم نزاهةُ النَّفس عن الحرام، وسخاؤها بما تملك على الخاص والعام، وجميع خصال الخير مِن فروعه.

************************

كلُّ كلمة وعظتك وزجرتك، أو دعتك إلى مكرمة، أو نهتك عن قبيح، فهي حِكْمَة

إذا ما أردتَ النُّطق فانطق بحِكْمَة وَزِن قبل نطقٍ ما تقول وَقَـــوِّمِ

فمن لم يزنْ ما قال لا عقلَ عنده ونطقٌ بوزنٍ كالبناءِ المحكـــــــمِ

فإن لم تجدْ طرقَ المقالِ حميدةً تجمَّلْ بحُسنِ الصَّمت تُحْمَد وتَسْلمِ

فكم صامتًا يلقى المحامدَ دائمًا وكم ناطقٍ يجني ثمارَ التَّنـــــــــدُّمِ

************************

قال عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه: (ليس الخير أن يَكْثُر مالك وولدك، ولكنَّ الخير أن يَكْثُر علمك ويَعْظُم حلمك، وأن لا تباهي النَّاس بعبادة الله، وإذا أحسنت: حمدت الله تعالى، وإذا أسأت: استغفرت الله تعالى).

***********************

قال الشافعي:

يخاطبني السَّفِيهُ بكلِّ قبحٍ فأكرهُ أن أكونَ له مجيبَا

يزيدُ سفاهةً فأزيدُ حلمًا كعودٍ زاده الإحراقُ طيبَا

وقال أيضا:

إذا نطق السَّفِيهُ فلا تُجِبْه فخيرٌ مِن إجابتِه السُّكوتُ

فإن كلَّمته فرَّجت عنه وإن خلَّيته كمدًا يمـــــــوتُ

***********************

قال الجريري: تعامل القرن الأوَّل مِن النَّاس فيما بينهم بالدِّين، حتى رقَّ الدِّين.. ثمَّ تعامل القرن الثَّاني بالوفاء حتى ذهب الوفاء، ثمَّ تعامل القرن الثَّالث بالمروءة حتى ذهبت المروءة، ثمَّ تعامل القرن الرَّابع بالحَيَاء حتى ذهب الحَيَاء، ثمَّ صار النَّاس يتعاملون بالرَّغبة والرَّهبة.

***********************

إذا قلَّ ماءُ الوجهِ قلَّ حياؤهُ فلا خيرَ في وجهٍ إذا قلَّ ماؤهُ

حياءَك فاحفظْه عليك فإنَّما يدلُّ على فضلِ الكريمِ حياؤهُ

***********************

قال السعدي عن عَلَامة وجود الرَّحْمَة في قلب العبد: (وعلامة الرَّحْمَة الموجودة في قلب العبد، أن يكون محبًّا لوصول الخير لكافة الخلق عمومًا، وللمؤمنين خصوصًا، كارهًا حصول الشر والضرر عليهم، فبقدر هذه المحبة والكراهة تكون رحمته) فمتى ما وُجِدَتْ هذه العلامة في قلب العبد، دلَّت على أنَّ قلبه عامر بالرَّحْمَة، مفعم بالرَّأفة.

إنْ كنتَ لا ترحمُ المسكينَ إن عَدِما ولا الفقيرَ إذا يشكو لك العَدما

فكيف ترجو من الرحمنِ رحمتَه وإنَّما يرحمُ الرحمنُ من رَحِمـــا

***********************

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى