معركة المدارس الخاوية والأثر الإقتصادي لإضراب المعلمين

معركة المدارس الخاوية والأثر الإقتصادي لإضراب المعلمين
د. فائق العكايله

تشير الدراسات الاقتسياسية أن آثار الإضراب الإقتصادية تعتمد على عدد المضربين وعلى طول مدة الإضراب.

فكلما زاد عدد المضربين زادت قوتهم التفاوضية في تحصيل حقوقهم ، والعكس صحيح. ولكن المراهنة على القوة التفاوضية المفضية إلى تحصيل حق تعتمد على طول الفترة الزمنية للإضراب.

ففي حالة إضراب المعلمين الأردنيين ، فإن الإضراب سيكون له ثمار إيجابية للمعلم وللوطن إذا تم تحصيل حق المعلمين في العلاوة وعدم ربط ذلك بضمان تحصيل إيرادات لأكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين من خلال فرض ما يسمى بالمسار المهني. وشرط الإيجابية هذه هو أن تقل مدة الإعتصام عن ٢٥% من الشهر المالي ، أي أسبوع واحد فقط.

مقالات ذات صلة

أما إذا زادت مدة الإعتصام عن ٢٥% من الشهر المالي فإن الآثار الإقتصادية السلبية للإضراب ستضرب قطاعات الدولة المختلفة ، ولن يستفيد أحد. ستضر بالموظَّف (المعلم وموظفي الدولة) والموظِّف (الحكومة الأردنية). وإذا ما تضرر الطرفان فإن الضرر سيعم الدولة واقتصادها. ومن تلك الآثار السلبية:

١. إنخفاض الإنتاج. فخدمات التعليم تشكل ما لا يقل عن ١٣% من الناتج المحلي الإجمالي ، منها ١٠% خدمات متعلقة بالتعليم الحكومي. فإن لم يضِعْ هذا الإنتاج سيؤجل الى فترة لاحقة على الأقل.

٢. تشويه البيئة الإستثمارية والمناخ الإقتصادي ، الأمر الذي يفاقم مشكلة تراجع الإستثمارات المحلية والأجنبية والتي سببتها سياسات الحكومة الفاشلة.

٣. في حال إستمرار الإضراب لفترة طويلة، فإن طلب الأهالي المقتدرين على التعليم الخاص سيزيد لتأمين تعليم مدرسي لأبنائهم. وفي هذه الحالة ترتفع رسوم المدارس الخاصة ، وسيكون التضخم حتمي.

٤. وإذا ما طال الإضراب ، فإن ذلك سيؤثر سلبياُ على نفسيات الطلبة ، وخلق حالة من الكسل العقلي والجسدي ، وتولد حالة من العدوانية والنقمة على المجتمع. وإذا ما حدث هذا ، فإن عوامل بناء رأس المال البشري لدى الطلبة سوف تتقهقر ، الأمر الذي يحد من توفر رأس المال البشري الصحي والصحيح. فيتأثر بذلك الإقتصاد برمته في المستقبل.

وفي نهاية المطاف ، فإن من حق المعلم (كما هو أي مواطن) المطالبة بحقه سواء بالعلاوة أو أي حق آخر منطقي وشرعي. والمسؤولية المطلقة في حل أسباب الإضراب تقع على كاهل الحكومة وولي الأمر وعليهم تحمل تبعات ذلك إقتصادياً واجتماعياً وسياسياً…

إلى ولي الأمر: حان وقتك للتدخل وحفظ ما تبقى من وطن…وارحنا من هذا النهج الذي يقوده المارقون والمستوردون والذي أهلكنا وأهلك الوطن ، ودعنا نحن نتبنى النهج الذي يخدمنا…

حمى الله الأردن…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى