مدارس توقع أولياء أمور على تعهد لتحمل مسؤولية إصابة أبنائهم بـ (كورونا)

سواليف
بينما يستعد الطلاب في المملكة للعودة الى مدارسهم الأسبوع المقبل، لا يخفي كثير من الأهالي تخوفهم من احتمالية إصابة أبنائهم بفيروس كورونا خصوصا في ظل انتشار السلالات المتحورة للفيروس والتي اثبتت دراسات عديدة تأثيرها على الأطفال وعدم استعداد بعض المدارس لتوفير اجراءات الوقاية والسلامة العامة.
وفي حين أكد اولياء أمور في أحاديث إلى الرأي، ان المدارس بعد كورونا لن تكون كسابقتها، وان قرار عودة الطلاب لمدارسهم يؤرق أولياء الأمور نظرا لاستمرارية انتشار الحالات وعدم جاهزية بعض المدارس، وصعوبة التعلم عن بعد الذي تغيب عنه المنافسة والعدالة، خصوصاً ان هناك مدارس طالبتهم بالتوقيع على تعهد لتحمل مسؤولية اصابة ابنائهم واخلاء مسؤوليتها، طالب أطباء متخصصون بالتريث بالعودة لأن اي قرار غير مدروس سينعكس سلبا على الصحة العامة.
وحسب وزارة التربية، فإن 773 ألفا و230 طالبا وطالبة سيتوجهون الى مدارسهم صباح الأحد القادم، من الصفوف الثلاثة الاولى ورياض الاطفال والتوجيهي، ويشمل ذلك المدارس الحكومية والخاصة ووكالة الغوث والثقافة العسكرية، إذ ان كافة الاستعدادات والتحضيرات أنجزت لاستقبال الطلبة في المدارس، وسيكون هناك مراقب صحي في المدارس سيكون دوره تقديم تقرير يومي عن الالتزام بالبروتوكولات داخل المدرسة، وبناء على هذا التقرير سيتخذ قرار بناء عليه.
كما كشفت الوزارة، عن ان خطتها لعودة المدارس تسير كالمعتاد، حيث بدأت منذ أسبوعين التحقق من جاهزية المدارس، منوهة إلى أن أي مدرسة تصل بشأنها شكاوى حول عدم جاهزيتها، تتحرك باتجاهها فرق التفتيش.
والدة طالبين في احدى المدارس الحكومية هناء قديمات قالت «ان مدرسة ابنائها طالبتها هي ووالدهما الحضور لاجتماع في المدرسة للتوقيع على تعهد بتحمل مسؤوليتهما إذا أصيب طفليهما بكورونا أثناء الدوام بالمدرسة»، معتبرة ان هذا التصرف غير قانوني لان حماية الأطفال وتوفير جميع اجراءات الوقاية اثناء الدوام مسؤولية المدرسة ومن المفترض ان تتحمل مسؤولية ذلك، مؤكدة انها لن ترسل ابناءها للتعلم الوجاهي بل ستعتمد على التعليم عن بعد على الرغم من صعوبته، لعدم ثقتها باجراءات المدرسة.
أما رامي التل الذي ابدى تخوفا من عودة ابنته للمدرسة في ظل الظروف الوبائية الحالية، فقال» ان العودة للمدارس خطوة مهمة لضمان جودة التعليم، ولكن يجب ان يسبقها وضع اجراءات وضوابط مطبقة على أرض الواقع للحفاظ على صحة الطلاب»، متسائلا بوجود السلالات المتحورة للفيروس التي تؤثر على الأطفال، هل ستستطيع الحكومة من تطبيق خطة آمنة لضمان عدم انتشاره أكثر في المجتمع؟.
من جهته، طالب أخصائي الأمراض الصدرية والتنفسية والحساسية الدكتور محمد حسن الطراونة، الجهات المعنية بالتريث في فتح المدارس، لأنها قد تشكل انتكاسة للوضع الوبائي الحالي، لأن اي قرار سريع سينعكس سلبا على الصحة العامة للمواطنين.
وأضاف ان الوضع الوبائي في المملكة مستقر بحذر، الا انه في ظل تشخيص 350 حالة من السلالة المتحورة التي ادى انتشارها في الدول المجاورة لارتفاع الإصابات لا بد من التروي بفتح القطاعات، مبينا اننا في الأردن لسنا بعزلة عن العالم وتربطنا حدود مع الدول، حيث جغرافيتنا وديمغرافيتنا مشابهة للدول المجاورة كالسعودية والامارات وفلسطين وغيرها التي عادت للإغلاقات بسبب ارتفاع الإصابات فيها، فالعالم يعيش انتكاسة جديدة.
وأكد الطراونة أنه لا يمكن اسقاط النظريات والخطط الأوروبية على الأردن، لأن طبيعة الطلاب مختلفة وتجهيزات المدارس وتمتعها بكل وسائل الوقاية ايضا مختلفة، وفي ظل الظروف الحالية الوبائية من المهم ان يكون هناك خطة للفتح التدريجي.
ولفت الى تأثير السلالات المتحورة على الأطفال، إذ بينت دراسات ان 35% من الأطفال فحوصاتهم كانت ايجابية بدون أعراض، كما ان ضبطهم بالمدارس صعب، وكفاءة بعض المدارس ليست جيدة، ناهيك عن عدم تطعيم المعلمين وغياب الخطة لذلك. وشدد على ان المواثيق الدولية جميعها تؤكد على مسؤولية الدولة في حماية المواطنين وتقديم الرعاية الصحية لهم، وبالتالي فإن مسؤولية الحفاظ على سلامة الطلاب من المفترض ان تكون للمدارس وليس الأهالي، ويجب ان لا نقع بأخطاء الماضي او نكررها، وفتح القطاعات من المهم ان لا تنعكس على تراجع الصحة.
بدوره، رأى استاذ الصحة العامة محمد النتشة، انه يجب ان تتوفر اجراءات الوقاية والحماية للطلاب والمعلمين، كما يتحمل اولياء الأمور مسؤولية مراقبة أطفالهم والتأكد من عدم وجود أعراض عليهم كارتفاع الحرارة وغيرها، ومنع ارسالهم للمدرسة في تلك الظروف.
وتابع إن هناك فئات من الطلاب يجب ان لا يذهبوا الى المدرسة والاستمرار بتلقيهم للتعليم عن بعد، وهم المصابون بأمراض الجهاز التنفسي كالحساسية والربو ومن يعانون من ضعف في جهاز المناعة، عن طريق التواصل ما بين ادارات المدارس مع اولياء الأمور، لأنهم الأكثر عرضة من التأثر بالإصابة بالفيروس.
استاذ علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي، اشار الى فرحة الطلبة كبيرة بعودة الطلبة للمدارس والجلوس بالقاعات المدرسية، لكن هذه العودة لن تكون كالسابق، لأن المدارس بعد كورونا لن تكون كما كانت، بل ضمن احتياطات صحية كبيرة، وبعد مضي عام على الفيروس اصبح الصغير والكبير يدرك خطورته وطرق الوقاية.
وبخصوص تحمل مسؤولية الحفاظ على صحة الطلاب، أشار الخزاعي، الى ضرورة ان يتحمل الجميع المسؤولية سواء المدرسة او الأهالي في اتباع الإرشادات لعدم الإصابة، وان يكونوا شركاء لعودة امنة وعدم عرقلة مسيرة الحياة التعليمية. واعتبر ان بعض السلوكيات التي تمارس في بعض المدارس من مطالبة الأهالي بتوقيع على تعهدات بعدم مسؤوليتها عن إصابة أطفالهم ستؤدي الى النفور نحو المدرسة وعدم ارسال ابنائهم خوفا عليهم، ويولد صورة قاتمة عن المدارس تجاه الطلبة، ويعكس صورة سلبية عن الحياة المدرسية والإدارات المدرسية، والجو التعليمي بشكل عام.

المصدر
الراي
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى