ما وراء ترويج خبر اعتزام رغد الترشح لرئاسة وزراء العراق

سواليف

هل أطلقت كريمة الرئيس العراقي الراحل رغد صدام حسين حقا “بالون اختبار” من طراز ما، أم أن المسألة تتعلق بـ”تحرش” مسيس هدفه الأعمق مشروع التكامل الأردني العراقي المصري؟

هذا سؤال يبدو الآن حيويا مع إصرار نشطاء في لجان البرلمان العراقي على طرح ورقة السيدة رغد صدام مجددا بالتوازي مع سلسلة الاتصالات المتفاعلة جدا بين رؤساء الحكومات في كل من بغداد وعمان والقاهرة وبرعاية الملك عبد الله الثاني والرئيس عبد الفتاح السيسي ومعهما الدكتور مصطفى الكاظمي.

هنا لا بد من التوقف عند “آخر الوجبات” الإخبارية فقد نقلت مصادر محسوبة على كريمة الرئيس العراقي الراحل رغد صدام حسين عنها النفي القاطع لما تردد في العراق وبعض وسائل الإعلام حول نيتها الترشح لموقع رئاسة الوزراء في بلدها.

وأحاطت الأضواء مجددا بالسيدة رغد صدام والتي تقيم ما بين الأردن والإمارات بعد تسريبات وأنباء غير موثقة نقلت عنها الإشارة إلى إمكانية الترشح لرئاسة وزراء العراق، الأمر الذي لم يحصل إطلاقا حسب مصدر مقرب جدا منها ومن عائلتها كما ذكرت صحيفة عمون الإلكترونية.

رغد بموجب المصدر نفت نيتها الترشح وبشدة واعتبرت الحديث عن طموحها في المشاركة في المسألة الشائعة كذب.

لكنها وكما رجح أحد أبرز مستشاري والدها الراحل القانونيين وهو يتحدث مع “القدس العربي” في موقع إلقاء بعض بالونات الاختبار بين الحين والآخر.

المحامي الأردني البارز الذي سبق له أن ترأس هيئة الدفاع عن الرئيس الراحل، زياد خصاونة، لا يوجد لديه معلومات محددة بالسياق، لكنه تحدث مع “القدس العربي” عن رحيل “قائد كبير وعملاق” وعملية تشويش أعقبت رحيله وعدم استبعاد أي احتمال.

وكات محطة “العربية” السعودية سجلت عدة مقابلات مع كريمة الرئيس العراقي الراحل وتحدثت عن سلسلة مسجلة وحصرية تكشف عن الكثير من الأسرار وبعنوان “تعرف على رغد صدام حسين”.

ويبدو أن مجرد ظهور رغد صدام في وصلة دعائية على محطة العربية تنقل فيها بعض الحيثيات وتكشف بعض التفاصيل، أدى إلى استفزاز ثم تحرك اللوبي المناهض لوالدها والمحسوب على إيران في برلمان العراق، فقد تحركت لجنة برلمانية باسم لجنة الشهداء والضحايا وطالبت بتسليم كل من السعودية والأردن مذكرة احتجاج.

وطالب رئيس اللجنة النائب العراقي عبد الإله النائلي باستدعاء سفيري الأردن والسعودية إلى مقر الخارجية العراقية وتسليمهما مذكرة احتجاج على اعتبار أن محطة العربية تتبع السعودية والسيدة رغد لا تزال ضيفة تقيم في الأردن.

وتحرك على هذا الأساس النائلي واللوبي المناصر له.

والهدف من التحرك إحراج الأردن الذي كان استضاف رغد وأولادها في إطار ترتيب متفق عليه شريطة عدم وجود أي نشاط سياسي أو إعلامي لها.

وبدا واضحا على المستوى الأردني على الأقل بأن إعادة طرح ورقة الطموح السياسي لرغد في برلمان بغداد برز بالتوازي مع نمو كبير في الاتصالات والعلاقات بين حكومتي البلدين ضمن ما يسمى بمشروع التكامل الثلاثي مع مصر، حيث بروتوكولات متعددة تم توقيعها لا بل تنفيذها في الأسبوعين الأخيرين وبعد زيارة قام بها رئيس الوزراء الأردني الدكتور بشر الخصاونة إلى بغداد والقاهرة.

ويرجح دبلوماسيون ومراقبون بأن شائعة طموح رغد صدام بموقع رئاسة الوزراء برزت على طاولة الأحداث لمضايقة رئيس الوزراء العراقي الدكتور مصطفى الكاظمي، والسبب على الأرجح تفاعله الشديد مع الأردن ومصر ضمن برنامج إعادة تأهيل وإدماج العراق في المحيط العربي.

ويعتقد وسط السياسيين الأردنيين أيضا بأن اتصالات الكاظمي العديدة والرفيعة مع السعودية تحديدا، تستفز أيضا اللوبي الإيراني في المؤسسات العراقية.

وبالتالي يمكن القول بأن حديث النائب النائلي عن استدعاء سفيري الرياض وعمان في بغداد وتسليمهما مذكرة احتجاج هي خطوة تعكس نمطا من الشغب على حكومة الكاظمي قبل أي اعتبار آخر.

ومن المرجح أن هذه الخطوة تحاول الاستثمار في ظهور إعلامي نادر بعد سنوات طويلة لابنة الرئيس العراقي الراحل التي أكدت مصادر قانونية تمثلها لـ”القدس العربي” أنها لا تزال ملتزمة تماما بكل تفاصيل استضافتها الأردنية مع الإشارة إلى أن المقابلة مع قناة “العربية” لا تتضمن إلا بعض الملاحظات في الوضع الاجتماعي والسياسي العراقي وليس في بنيتها أي كلام عن الترشح لمنصب رئيس الوزراء.

وجدت السيدة رغد بهذا المعنى نفسها وسط تجاذبات سياسية متعددة الأنماط والأشكال.

ويمكن بطبيعة الحال إعادة الأمر لما يثيره من حسابات إيرانية وإقليمية أو داخلية عراقية مستوى التنسيق المتفاعل جدا وعلى نحو غير مسبوق بين الكاظمي والأردن ومصر حيث تسعى القيادة الأردنية وبوضوح إلى توفير بيئة في اللجوء العربي توفر مظلة لخدمة مشروع الكاظمي والتقرب منه.

ولكن على أساس اقتصادي وتجاري وحدودي هذه المرة مما استدعى على الأرجح تحركات اللوبي الإيراني في برلمان بغداد بناء على رواية لم تثبت بعد تحدثت عن نوايا رغد صدام حسين بالترشح.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى