لماذا جاء نتنياهو إلى الأردن؟ / عمر عياصرة

لماذا جاء نتنياهو إلى الأردن؟

رغم ما أعلنه الأردن من أن زيارة نتنياهو جاءت لتؤكد ضرورة تحقيق تقدم في جهود حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، إلا أنني أرى أن هذه الزيارة الخاطفة النادرة لها عنوان آخر يتعلق بملف الجنوب السوري.
الأردن قلق جدا، ويسابق الزمن من اجل منع تفجر الأوضاع في جنوب سوريا، بعد أن دخلت الأمور مرحلة الخطر، لاسيما مع تعثر الوصول لتفاهمات إقليمية ودولية تسمح بتسلم الجيش السوري تلك المناطق.
الأنباء تتحدث عن اشتراطات إسرائيلية أفشلت الوصول لتلك التفاهمات، مما جعل الأردن يفكر بالحديث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، نتنياهو، لمنع تفجر قتال ستكون حدودنا الشمالية أكثر المتضررين منها.
الخارجية الأردنية تتحدث مع الجميع، وتسعى جاهدة لنزع فتيل الأزمة، فهناك اتصالات مع روسيا والولايات المتحدة كرعاة لمناطق خفض التوتر، وهناك تواصل مع المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، ولا استبعد أن نحاول الحديث مع النظام السوري كما تحدثنا مع نتنياهو.
الجيش السوري يبدو مصمما على حسم ملف الجنوب، ويقال في أروقة “محوره” إلا تراجع عن ذلك، والإيرانيون من جهتهم يعلنون الانسحاب من الجنوب.
إذا نحن أمام مرحلة جادة وليست مجرد تصعيد، مرحلة مختلفة غير مسبوقة في كثافة احتمالات انفجار معركة في الجنوب السوري، والاهم أنها قد تكون معركة بين النظام والمعارضة من جهة وبين إسرائيل وإيران من جهة أخرى.
لأجل ذلك، يحاول الأردن تجنب الانفجار، ولعلي افهم لقاء الملك مع نتنياهو من هذا المدخل، فالقضية الفلسطينية لا تستدعي لقاء عاجلا بقدر التطورات في الجنوب السوري.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى