كهرباء لبنان في الميزان/ د.محمد حسن الزعبي

كهرباء لبنان في الميزان

محمد حسن الزعبي

في خضم الحديث عن تصدير الكهرباء للبنان بمباركة ورعاية العم سام أردت أن أضع بين يدي المهتمين بقطاع الكهرباء في الأردن خاصة والمواطنين عامة حقائق تتعلق بقطاع الكهرباء في لبنان حسب آخر البيانات الرسمية والمصادر العالمية بهذا الخصوص والصادرة في نهاية عام 2020.

إن سعر الكهرباء للقطاع المنزلي رسميا في لبنان هو 0,015 دولار أمريكي للكيلوواط.ساعه أي 1 قرش أردني للكيلوواط.ساعه, بينما للقطاع التجاري هو 1,25 قرش للكيلوواط.ساعة وهذا السعر يتضمن كل عناصر الفاتورة بما فيها ثمن الطاقة المستهلكة وتكلفة توزيعها والضرائب المفروضة عليها.

ولمقارنة هذه التعرفة بمتوسط أسعار الكهرباء في العالم في نهاية عام 2020 فإنه من الجدير بالذكر أن متوسط أسعار الكهرباء عالميا للقطاع المنزلي هي 0,122 دولار للكيلوواط.ساعه أي 9,5 قرش أما التجاري فهو 8,5 قرش. وهذا يدل على أن سعر الكهرباء في لبنان أرخص بكثير مما هو موجود في العالم ودول الجوار. جميع هذه البيانات تم أخذها بالمتوسط لفئات مختلفة وعدد كبير جدا من المستهلكين. من جهة أخرى ولأسباب خاصة تتباين مناطق لبنان في تمتعها بالكهرباء ففي الوقت الذي تغطي فيه شبكة الكهرباء في بيروت وجبل لبنان والمناطق الشمالية ما يزيد على 22 ساعة من اليوم، تتراوح التغطية في الجنوب والبقاع ما بين 12 و15 ساعة في اليوم.

هناك نوعان من الإصدار للفواتير في لبنان أحدها شهري والآخر كل شهرين وهناك خمس شرائح بأسعار تصاعدية للكيلوواط.ساعه لكل شريحة. بالرغم من وجود نوعين من إصدار الفواتير إلا أنه لا يوجد فرق في سعر الكيلوواط.ساعه سواء صدرت الفاتورة كل شهر أو كل شهرين. قيمة الضرائب المفروضة قليلة جدا” ولكنها تعتمد على كمية الاستهلاك. لذلك تشكل هذه الضرائب نسبة كبيرة من الفاتورة لأصحاب الاستهلاك القليل قد يصل إلى 4 دنانير أردني إذا كان الاستهلاك بحدود ال 300 كيلوواط.ساعه. الشكل التالي يعطي صورة لأسعار الكهرباء للقطاع المنزلي حسب قيمة الاستهلاك

أما بالنسبة للقطاع الصناعي فهناك تعرفة ليلية وتعرفة نهارية للكهرباء وفي كل الأحوال قيمة هذه التعرفة أقل من المنزلي بكثير. بالرغم من رخص الكهرباء لهذا القطاع إلا أنه يعاني من أسوأ انقطاع في التيار الكهربائي بين دول منطقة الشرق الأوسط حيث يزيد الانقطاع عن متوسطها في الشرق الأوسط بمقدار 37% وتصل فترة الانقطاع  إلى ما يزيد عن 5,4 ساعة يوميا”. في الوقت الذي يقل فيه الاعتماد على التوليد الخاص للكهرباء في الأردن عن 7% يصل الاعتماد على هذا التوليد إلى ما يزيد عن 80% في لبنان حسب تقرير البنك الدولي.

 يتنوع توليد الكهرباء في لبنان بين عام وخاص شاملا” كل الأنواع بما فيها المحطات الكهرومائية والحرارية والطاقة المتجددة التي يتوقع لبنان أن يصل توليده منه 4700 ميجاوواط في عام 2030.

بالرغم من الخطط الكبيرة المعدة للتوليد إلا أن العائق المالي حال دون تنفيذ هذه المشاريع. أما فيما يتعلق بشبكة نقل الكهرباء في لبنان فهي بحاجة إلى تقوية وصيانة وتحديث علما” بأن أهم قيم الجهد العالي العاملة في لبنان هي 66ك.ف و 150 ك.ف و220 ك.ف.

  الخلاصة ، أن شركة كهرباء لبنان لا تستطيع أن تشتري الكهرباء من الأردن بسعره الذي يدفعه المواطن الأردني، عندها إما أن يدعمه العم سام لنا مباشرة أو من خلال مساعداته السنوية أو ثمن الغاز اليهودي أو أننا سنكيل بمكيالين، مكيال ناعم لمن يشتري الكهرباء من دول الجوار ومكيال خشن للمواطن الأردني. أنا متأكد أن الحكومة ستجد تخريجة تحاول أن تقنع بها المواطن ولو كانت غبية لأي صفقة تعقدها وعندها سينطبق علينا قول الشاعر

حرام على بلابله الدوح           حلال للطير من كل جنس

ودمتم.

د. محمد حسن الزعبي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى