“قوات الدرك“ سلمت أياديكم / منذر محمد الزغول

“قوات الدرك“ سلمت أياديكم ….

منذ أن أصدر الملك عبدالله الثاني في العام 2008 إرادته الملكية السامية بتشكيل المديرية العامة للدرك ، للحفاظ على الأمن والاستقرار في وطننا الغالي ، وهذا الجهاز الرائع يسابق الزمن و يقوم بمهام نبيلة وشجاعة تمكن خلالها من التعامل مع عشرات الآلاف من القضايا والاحداث بثقة بالنفس انعكست إيجاباً على الأمن والاستقرار الوطني.

قد تكون مهام قوّات الدرك من أصعب المهام وأكثرها حساسية ، وأعتقد أنها تعادل مهام جيشنا الباسل ، بل أعتبرها أحياناً أكثر تعقيداً وحساسية ، فجيشنا الباسل يتعامل مع عدو واضح على امتداد حدود الوطن ، ولا يوجد في مهام الجيش أي حلول وسط أو ما تسمّى سياسة ضبط النفس ، فالعدو واضح ولا يحتاج إلا لسياسة القوة والرد السريع .

أما مهام قوات الدرك وقد شاهدت الكثير منها بأم عيني كيف أنها في غاية الحساسية والتعقيد ، فما عسى هذه القوات أن تفعل وهي تلاحق عدداً من المطلوبين الخطرين جداً في أحد الأحياء السكنية ،، فالتراجع سيتيح لهؤلاء المطلوبين الفرار، وستهتز صورة الأمن ، ويبدأ الحديث في الشارع أن الأجهزة الأمنية غير قادرة على فرض الأمن والاستقرار، وأنها عاجزة عن إلقاء القبض على مجموعة بسيطة من الخارجين على القانون، وغير ذلك من حديث الشارع .

أما المشكلة الأكبر والأكثر حساسية وتعقيداً هي الاستمرار في ملاحقة المطلوبين وسط الأحياء السكنية ، فهذا الأمر أيضاً شديد الخطورة والتعقيد ، وخاصة عندما يبدأ المطلوبين بإطلاق النار باتجاه قوات الدرك لاستفزازهم للرد بالمثل ، وهنا وأنا واثق من ذلك أن ضباط وأفراد الجهاز يفكرون ألف مرة قبل اتخاذ هكذا قرار ، لأنهم على ثقه بأن أي تصرف من هذا القبيل وهذا ما يريده المطلوبين سيوقع بالتأكيد مصابين بين المواطنين الأبرياء ، وهنا تتحقق رغبة المطلوبين بتوسيع رقعة الصدام بين قوات الدرك من جهة والمواطنين من جهة أخرى .

محطات مضيئة ورائعة في مسيرة قوات الدرك الأردنية ليس على الساحة الأردنية فحسب بل على الساحتين العربية والدولية ، وأعتقد جازماً أنه و منذ تأسيس قوات الدرك وهي تأخذ على عاتقها حفظ الأمن والاستقرار وتنفيذ مهامها بكل حرفية ومهنية ، ولن أنسى ماحييت عندما نشرنا ذات يوم خبر على صفحات وكالة عجلون الإخبارية عن اقتحام قوات الدرك لأحد مدننا الأردنية لبسط الأمن والاستقرار والقبض على مجموعة من المطلوبين ، حيث اتصل بي حينها ضابط كبير من قوات الدرك يعاتبني بسبب ورود كلمة اقتحام في عنوان الخبر ، مؤكداً أن قوات الدرك لا يمكن أن تفكر على الاطلاق باقتحام أي مدينة أردنية وأن ما حصل هو تنفيذ مهمة من مهام الدرك في الحفاظ على الأمن والاستقرار ليعيش أبناء الوطن بأمن وسلام واطمئنان .

إن مهام جهاز الدرك الأردني مهام كبيرة وحساسة جداً ، وهي بالتأكيد قادرة على تنفيذ مهامها بأقل وقت ممكن ، وليس أمامها أي مناطق ساخنة كما يدّعي البعض ، ولكن حسابات الدرك تختلف عن حساباتنا كمواطنين ، فسياستهم ورسالتهم تقضي بتنفيذ مهامهم بأقل الخسائر الممكنة وعدم وقوع إصابات بين المواطنين الأبرياء، فهذا الجهاز وهذه الجهود تستحق أن نقف أمامها بكل إجلال واحترام ، وأن نساندها بكل الطرق والسبل ، بل أتمنى على أصحاب القرار في بلدنا الغالي دعم جهاز الدرك وضباطه وأفراده وأن يتم منحهم امتيازات تعادل الامتيازات الممنوحة لبعض أفراد الأجهزة الأمنية الأخرى لأن مهمتهم أكثر صعوبة وخطورة وتعقيداً .

خالص المحبة والتقدير والشكر والعرفان لجميع ضباط وأفراد جهاز الدرك الأردني بدءًا من المدير العام لقؤات الدرك العسكري الفذ اللواء الركن حسين الحواتمة وإلى كل فرد في هذا الجهاز الوطني العزيز الذي أصبح قصة نجاح وطنية أردنية نتحدث عنها بكل الفخر والاعتزاز، وسلمت أياديكم أيها الأردنيون الشرفاء الأحرار .

والله من وراء القصد من قبل ومن بعد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى