قصة من تراثنا العربي وعبرة لحاضرنا / مهند أبو فلاح

قصة من تراثنا العربي وعبرة لحاضرنا

مهند أبو فلاح

تلقى سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه الذي كان منهمكا في قتال ملحمي ضد الامبراطورية الفارسية الساسانية أمرا من خليفة رسول الله ” ابو بكر الصديق ” رضي الله عنه للتوجه من العراق الى بلاد الشام لدعم طلائع الفتح العربي الاسلامي المنخرطة بدورها في قتال مرير ضد الامبراطورية الرومانية البيزنطية .

الروايات التاريخية التي تحدثت عن هذه الحادثة المفصلية في تاريخنا العربي المجيد التليد لم تورد ان احدا من أجدادنا الابطال من صحابة الرسول العربي الكريم عليه افضل الصلاة و اتم التسليم او التابعين قد اعترضوا على ذلك الامر بحجة ان الروم أهل كتاب من النصارى مثلا و ان الفرس مجوس عبدة للنار رغم وجود النص القرآني الكريم المتمثل في اوائل سورة الروم و قول الحق عز وجل في محكم تنزيله العربي المجيد : – ” آلم ، غُلِبَتْ الروم في أدنى الأرض و هم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين ، لله الامر من قبل و من بعد و يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ” و لم يكن الهاجس الذي يقض مضاجع هؤلاء الرجال الافذاذ في حينها و السؤال المحير لهم ايهم اخطر على امتنا الفرس ام الروم ، بل كيف لنا ان نصل من العراق الى الشام و ايها اقصر الطرق و اسرعها .

اليوم بعد انقضاء عشرات القرون على هذه الواقعة الحية في نفوس أحرار شعبنا العربي الحر الابي ما احوجنا في ظل البلبة التي يحاول اعداؤنا احداثها في نفوسنا لاسيما في اعقاب العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة الباسل ان نعيد التذكير بهذا السفر الخالد من تاريخنا العربي لنضع حدا لكل الالسنة التي تلوك و تخوض في حديث الافك المبين المزعوم و ذلك السؤال الممجوج المشروخ ايهما اخطر الكيان الصهيوني ام النظام الشعوبي الحاكم في طهران ؟!!! فقد تتعدد وجوه الاعداء و صورهم و أشكالهم و لكنهم جميعا يلتقون على الرغبة في تدمير اقطارنا و نهب ثرواتنا و اجهاض نهضتنا بذرائع و حجج شتى ، و لنقدم مثالا على ذلك من واقعنا المعاصر .

حلب الشهباء و الموصل الحدباء مدينتان كان لهما دور ريادي كمحطتين هامتين في مسيرة القائد الفذ السلطان الناصر صلاح الدين الايوبي في طريقه نحو تحرير بيت المقدس من براثن الصليبيين في القرن الحادي عشر الميلادي ، لكن مؤخرا تم تدميرهما على يد الميلشيات الطائفية الصفوية بغطاء جوي روسي تارة كما حدث في حلب و غطاء امريكي مماثل في شقيقتها الموصل رغم كل ما قيل و يقال عن خلاف روسي امريكي هنا و هناك لكن الطرفان اتفقا على تدميرنا و دعم اعداء شعبنا العربي في العراق و سورية .

الاصطياد بالماء العكر و محاولة اعادة الاعتبار للدور الايراني لدى الجماهير العربية عبر اظهار حكام طهران بمظهر المستهدف صهيونيا و الداعم للمقاومة في فلسطين لن يقوى على الصمود امام سلسلة جارفة من الحقائق التاريخية الدامغة بدءً من فضيحة ( إيران – جيت) مرورا بالتعاون الايراني الامريكي في غزو العراق و احتلاله و تسليمه لعملاء نظام ولاية السفيه على طبق من ذهب و ليس انتهاءً بتدمير الموصل الحدباء و حلب الشهباء ، و هذا ما يدفعنا الى التأكيد مجددا على ان الصهاينة و الصفويون الجدد ليسوا اكثر من وجهين لعملة شيطانية واحدة ، يجب مواجهتهما بترسيخ مفهوم وحدة النضال العربي في مواجهة كافة اعدائنا المتلونين بألوان مختلفة .

مهند أبو فلاح

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى