قبول الاخر يتبادر الى ذهني حين افكر بهذا المبدا انني لست وحدي من يعيش في هذا الوطن او على هذه المعمورة ، بل ان هنالك غيري من لهم ذات الحق في الحياة وذات الحق في اختيار الأسلوب الذي يقتنع به ويراه مناسبا ، على ان يكون هذا الحق غير متعارض مع حق الاخرين في الحياة . فحريتي تنتهي عندما تبدأ حرية الاخرين . لا بد من وجود اختلاف بين الافراد والجماعات في طرق التفكير والقناعات وفي رؤيتهم ومنظورهم لأي امر ، وقد تختلف رؤاهم عن رؤيتنا الشخصية ، وهنا يثور الصراع الازلي في النفس البشرية ، فهل من الواجب علي ان اجبر الاخرين على اتباع ما اقتنع به او أراه مناسبا بشتى الطرق حتى وان كانت اجبارهم بالقوة او الضغط والتضييق عليهم بكل الوسائل. انا لا اتحدث هنا عن محاولة اقناع الاخر بوجهة نظري بالطرق العقلية السلمية المقبولة وهو امر مشروع تحميه القوانين الوطنية والشرع والاتفاقيات والعهود الدولية . نعيش في الاردن في مجتمع متعدد الافكار والاتجاهات ، ولكن بذات الوقت نعيش مجتمع متناغم منسجم وهذا ما يميزنا عن دول اخرى تعتقد الفئة المسيطره فيها او حتى فئة غير مسيطره ان من المفروض على الجميع اتباع وجهة نظرها فقط وان غيرها مرفوض منبوذ يحق لها اجتثاثة من جذورة ان لم يعد الى رشده ، وهذا ما يثير النزاعات في اغلب الاحيان وقد وصلت الى حد النزاعات الدموية التي سيطرت على مناطق متعدده ومنها منطقة الشرق الاوسط . ان مبدأ قبول الاخر وقبول واحترام اختلافه فيما يعتقده او يراه مناسباً هو اساس الاستقرار ، وهو المدخل الى مجتمع متكامل متفاهم ، يعيش الجميع فيه جبنباً الى جنب بمحبة وتاخي وان اختلفوا في العرق او الدين او المذهب او اللغة ، وهذا ما ننتمنى ان نراه دائماً مبتعدين عن كل ما يثير النزعات العصبية . وهذه دعوة للجميع للتفهم وقبول الاخر حتى وان اختلف عنا في اي امر .
أقرأ التالي
سواليف اللحظه
2024/05/11
النكبة تتكرر ولكن داخل الوطن
سواليف اللحظه
2024/05/11
عَيني الثالِثة
سواليف اللحظه
2024/05/11
اليسار وسراب الانتخابات
سواليف اللحظه
2024/05/08
معركة رفح بقذارة السياسة
2024/05/11
النكبة تتكرر ولكن داخل الوطن
2024/05/11
عَيني الثالِثة
2024/05/11
اليسار وسراب الانتخابات
2024/05/10
الوجه أسود لا تنخدعوا باللون الأبيض
2024/05/08