“فيسبوك”.. صور توثق اللحظات على مدى السنوات

سواليف – اعتبرت رانيا عامر (37 عاما) فيسبوك وسيلة ناجحة لحفظ لحظات تطور أبنائها، من خلال إلتقاط الصور عبر كاميرا الهاتف النقال ومن ثم نشرها على حسابها الخاص في فيسبوك، لقناعتها بأن الصور عبر الهاتف النقال قد تلغى عن طريق الخطأ أو إن تلف الجهاز.
تقول، “أحب توثيق وحفظ مراحل نمو أبنائي، فمنذ ولادتهم أحرص على إلتقاط مشهد أو سلوك ما يقومون به، أولى خطواتهم في المشي، مرحلة دخولهم الروضة وتخريجهم، وكذلك المرحلة الدراسية، أعياد ميلادهم، والعديد من المناسبات السعيدة”.
تضيف، “أحفظ كلا من هذه اللقطات في ألبوم، لكل واحد منهم ألبوم خاص يحمل أسمه (ليمار، فارس، غزل)، وعمدت لتوثيق هذه اللحظات بعد أن قامت إبنتي الصغيرة بحذف بعض الصور لها ولأشقائها دون دراية وقصد”.
يتخذ بعض الأشخاص من مواقع التواصل الإجتماعي ومنها (فيسبوك) وسيلة لتوثيق اللحظات أوالمناسبات مهمة في حياتهم، لإعتقادهم بأن هذه الوسائل تحفظها يمكنهم العودة إليها في أي وقت، ويمكنهم الاعتماد عليها كأرشيف بديل عن التوثيق بالطرق التقليدية اليدوية.
وكذلك حال العشرينية نوال التي تعتقد بأن التقاط الصور الشخصية عبر المراحل العمرية وتوثيقها عبر (فيسبوك) أفضل طريقة لحفظها واسترجاعها في أي وقت وفي أي مكان.
تؤكد نوال أن توثيق اللحظات السعيدة التي تجمعها بالصديقات أمر يدخل البهجة والسرور لقلبها حين استعادة رؤيتها، وعليه تحرص دائما على إلتقاط صور (السيلفي) ومن ثم تنشرها على حسابها الشخصي.
وتبين نوال أنها عمدت إلى هذا السلوك عندما تعطل هاتفها النقال بشكل كامل، ولم تكن محتفظة بها على بطاقة التخزين في الجهاز.
أما الأربعيني أبو سامر فيسعى دائما لتوثيق مشاهد ولقطات طريفة لأبنائه عبر الفيديو ومن ثم نشرها على فيسبوك. يقول، “ليس هناك أجمل من شقاوة وبراءة الأطفال، فلديهم لحظات ومواقف جميلة تجعل من ينظر إليها يشعر بالبهجة والمرح حين رؤيتها، ولكثرة هذه المقاطع أقوم بإنزالها على صفحتي الخاصة عبر فيسبوك حتى يتسنى لي العودة إليها بأي وقت، تخوفا من حذفها أو إضافة الهاتف النقال أو تعطله مثلا”.
ويقول الموظف مراد عزالدين أن فيسبوك وسيلة مميزة لإسترجاع الذكريات، من خلال عرض الصور ونشرها، ويقول، “نشر أحد أصدقائي صورة جماعية لنا في المدرسة، وبدأ كلا منا يستذكر حدثا أو موقف ما مررنا به، هي أيام ممتعة لم نكن نعلم قيمتها حينها، وستبقى هذه الصور في صندوق (فيسبوك) نعود لها في أي وقت نحن به لتلك الأوقات الجميلة”.
خبير علم الإجتماع د. حسين الخزاعي يقول، “فيسبوك ومواقع التواصل الإجتماعي بشكل عام هي أدوات تواصل إجتماعي ارشيفية وثائقية وسجل يومي لحياة الآخرين، يتم من خلالها توثيق انجازتهم، أخبارهم، أفكارهم طموحاتهم أي أمور أخرى تتعلق بمناسبات اجتماعية اقتصادية سياسية”.
غير أن هذه الوسائل انتفت بها وسيلة الخصوصية يطلع عليها المعني أو غير المعني، وأصبح بها مبالغة توثق قضايا شخصية كصور من خلال فيسبوك”.
يؤكد خزاعي، نحن مع التوثيق ولكن ليس كل شيء، هو عبارة عن سجل أرشيفي وثائقي، كما أن الفيسبوك يعطيك كل سنة بسنتها أو كل شهر بشهره ويمكن الرجوع إليه، لكن يبقى جانب مهم هو الخصوصية، وخطورة أن يتم استخدامه من قبل الأطفال وتعرضهم للجرائم الإلكترونية، إذا لا يجيد مستخدم فيسبوك طرق السلامة والحماية للحساب الشخصي فإن حسابه سيقع فريسة (الهكرز)، حيث يتم سرق الصور وإرسال صور مشوهة لحسابه.
يبين اختصاصي علم النفس التربوي د. موسى مطارنة أن التوثيق لمراحل حياة أبنائنا يجب أن يحفظ بذاكرتنا، وحفظها بشكل عملي من خلال الصور بتوثيقها ورقيا وخطيا وحفظ مقاطع الفيديو بطريقة يدوية، لأن أي شيء معرض للشطب والتلف، وكذلك المكان، والدليل أنه في كل مكان في العالم يوثق الحدث إلكترونيا وورقيا.
يلفت مطارنة، التوثيق شيء جميل، عندما يوضع بطريقة صحيحة لهدف وغاية ينطلق من احساس الطفل للتعرف على ذاته وبناء مقومات شخصيته ومراحل مهمة في حياته من خلال هذا التوثيق والأرشيف، عدا على أنه ذكرى جميلة يمكن العودة إليها.
لكن الفيسبوك لا يحافظ على السرية بشكل مطلوب، يمكن للهكرز أن يخترقها ويستولي على الصفحة أيضا، ليس له علاقة تعاقدية بأن يحافظ على جميع المعلومات.
ويؤكد على أهمية التعامل مع فيسبوك أنه عالم افتراضي لا نضع عليه خصوصياتنا، يمكن نعبر عن أفكارنا ونخلق حالة اجتماعية سياسية ووسيلة للتوعية لا أكثر من ذلك، لكن لا يمكن اعتباره يجسد حالة وثائقية يمكن الرجوع لها بأي وقت.

الغد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى