احترامي للسيد كلب / علي الشريف

احترامي للسيد كلب

في مجال عملي الصحفي كمندوب للراي القسم الرياضي وحين اتوجه الى مدينة الحسن لاقوم بمتابعة مباراة احب ان التزم بالتعليمات بحذافيرها ولا اناقش في غالب الاحيان وفي كل مرة عندما ادخل بالسيارة اخضع للتفتيش بواسطة السيد كلب الذي يدور حول السيارة ويشمشمها ومن ثم يعود الى مربضه وامضي انا.
في المرة الاخيرة ذهبت الى عملي بعد ان قمت بحملة رش عطر على جسمي ووضع كل شيء على شعري وطبعا وكالعادة دخلت وتوقفت في المكان المحدد لامنح السيد كلب فرصة للشمشمه والدوران حول السيارة .
لعين الحرسة تنح لف اول لفه وتنح لففوه الثانية وتنح وقعد وفحج اخذوه لمربضه وطلب الدرك مني وللامانه بكل ادب ان اخرج السيارة من حرم مدينة الحسن الرياضية فالكلب قعد.
طبعا انا اصبت بالخوف لا اخفي على احد وسالت الدرك ما الذي يحدث ومن ثم طلبت تفتيش السيارة بعد ان دارت في راسي الف قصة وقصة اصبح قلبي ينبض بشده لاني لم اعتد على السيد كلب ان يجلس والمهم ان الدرك اجرى اللازم حتى ارتحت انا.
السيد كلب اشتم رائحة زيت في السيارة وللامانة فانا لم اغسلها منذ شهر ولست ادري هل هو زيت الماتور الذي ينقط ام هو زيت البريك ام زيت الزيتون الذي لغمت راسي به لا اعرف.
انتهت المباراة وانا اتحرقص كاني على نار وكلما اتذكر السيد كلب اجن ولم يهدا بالي حتى صباح اليوم الثاني حين ذهبت الى المغسلة وطلبت قلب السيارة فوقاني تحتاني حتى اني خلعت الكراسي ورفعت السيارة على الجك وغسلتنا بالشامبوا والصابون وساعتين وانا افتس فيها حتى اطمان قلبي.
القصة ليست بالسيد كلب الذي قعد فقط ولكن القصة الحقيقة انني اريد ان اوجه شكري لمثل هذه الاحتياطات التي يقوم بها الدرك في الملاعب والتي للامانة وضعت ثقة كبيرة بنفوسنا ونحن نعمل وسط شعور بالامن والحرص على سلامتنا ومقدرات هذا البلد ومؤسساته.
اريد ان اوجه شكري لهم على الروح العالية التي دائما ما اجدها عندهم وتحديدا وحدة امن الملاعب التي تقابلنا بابتسامة وحين نغادر نجد نفس الابتسامة امامنا رغم التعب الممتد لما يقارب ثماني ساعات وهم وقوفا لا يكلون ولا يملون وهم يتابعون كل شاردة ووارده
ولا شك انني في هذا الامر فاني مقصر جدا معهم فهم يستحقون اكثر من الثناء والمديح ولربما ي قول البعض انه واجبهم وانا اقول نعم واجبهم ولكن ما اجمل ان تؤدي الواجب مثلهم بامانه واخلاص دون شكوى.

وبالعودة الى السيد كلب فاني اقول له يا كلب يا ابن الكلب قطعت قلبي من الخوف لكن تحياتي لك فقد جعلتني اكتشف عيبا قاتلا في السيارة وهو تهريب الزيت وجعلتني اتفقدها عن بكرة ابيها واصلح العطل فيها ومن ثم اغسلها غسيلا لو غسلت بمثله قلوب البعض لزال الحقد منها.
السيد الكلب ابن الكلب وفي جدا للانسان ولعمله بينما البعض يحتاجون لدورة في الوفاء يعقدها لهم كلبنا العزيز تحية ايها السيد كلب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى