تغيير الممثلين ام تغير النص؟ / د . ديمة طهبوب

تغيير الممثلين ام تغير النص؟

كان الأحرى بالشعب الأردني في هذه المرحلة أن يكون فقد عنصر الانتظار و الترقب كلما ظهر بارق تغيير وزاري في الأفق! فكم حكومة انتظرناها و كم من تغيير راهنا عليه، و كم قلنا اليوم غير البارحه، و كم تأملنا في وجوه جديدة، و كم استبشرنا بمؤهلات او سير ذاتية، و كم راكمنا الخيبة تلو الخيبة و جنينا الحصاد المر مديونية متراكمة يظهر أثرها في جميع مرافق حياتنا فاختزلنا طموحاتنا و همومنا في العيش الكريم و تأمين لقمة العيش!

تتغير أسماء الوزراء ضمن دائرة و اعتبارات معروفة في الاختيار و قد تختلف الوجوه و لكن السياسات تراوح مكانها و لا يزداد و يرتفع سوى الترهل و مراكمة الديون و اخيرا الرواتب التقاعدية حتى بات كل من جلس على كرسي وزير آمنا مؤمنا براتب تقاعدي و لو كان ذلك اياما معدودات!

فهل الوزراء يملكون سلطة؟ هل لديهم أفق و برامج يطبقونها لانقاذ وزاراتهم من الفشل؟

مقالات ذات صلة

ماذا يعني أن يرفع وزير المالية يديه استسلاما ليشتكي من عدم قدرته على توفير ٤٥٠ مليونا؟ ماذا يختلف عن أي مواطن عادي يشكو ضعف قوته و قلة حيلته؟ كيف يتم اختيار وزير المالية اذن اذا لم يكن صاحب رؤية اقتصادية و لديه فريق اقتصادي للخروج من الأزمة؟ هل أتى ليكتب تقرير الموازنة بعجزها و ديونها و يتلوه أمام مجلس النواب؟ ألم يقسم أن يقوم بالواجبات الموكولة اليه خير قيام؟ فهل يقتصر هذاعلى جباية الأموال من جيوب المواطنين فحسب؟ هل هي الاستراتيجية الوحيدة التي تتوارثها الحكومات و تحافظ عليها دون أن تفكر بطرق أخرى متوفرة و معروفة مما يثير التساؤلات عن نية الحكومة و هل تسعى لابقاء الشعب مربوطا في ساقية العمل و تحصيل رزقه و لو بالحد الأدنى لكيلا لا يرفع رأسه مطالبا بحقوقه في الحياة الكريمة و الحكومة الرشيدة ؟!

الملك يطالب بعدم المساس بحقوق المواطنين و بالذات الأقل دخلا و الشعب لم يعد يتحمل مزيدا من التبعات الاقتصادية فهل تقع الحكومة بين شقي الرحى و تُضطر الى تغيير سياساتها و وضع خططها المغبرة موضع التنفيذ؟

هل يمكن أن نتوقع من الوجوه القديمة المتكررة تغييرا جديدا؟ ماذا بقي في جعبتها لتقدمه؟

إن تغيير الوجوه بين زيد و عمرو دون تغيير السياسات و دون المحاسبة على الأخطاء ما هي الا حرف للأنظار عن جوهر المشكلة و زيادة في التأزيم و الهاء للشعب بانتظار تغيير لن يغير شيئا! او ترحيل للأزمات لأيام مقبلة بعد أن يمتص الشعب الصدمة الأولى!!
الشعب الأردني لا يُمتحن في حبه لوطنه و لكن وطنه أيضا هو من علمه أن لا يرضى بضيم مفروض عليه

السماء لا تمطر ذهبا و لا فضة…و لا تغييرا

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى