فساد العيار الثقيل يحتاج الى ( مولر اردني ) !‎

فساد العيار الثقيل يحتاج الى ( مولر اردني ) !‎
طاهر العدوان
كل ما يمتلكه رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز من إرادة ونية صادقة في متابعة ما يسمى اليوم بقضية الفساد الكبرى لن تمكنه من معالجة هذه القضية بما تستحق ، طريق واحد فقط يقوده الى توجيه ضربة قاصمة للفساد وهي : تشكيل لجنة تحقيق مستقلة برئاسة ( موللر اردني ) اي قاضي تحقيق مشهود له بالمهنية والنزاهة والجرأة ، لجنة يتم اختيارها من قضاة متقاعدين معروفين بالنزاهة ومن محامين ورجال قانون من اصحاب الخبرة في التحقيق وذلك على غرار ما يشكل في دول العالم التي يحكمها القانون والدستور . وروبرت مولر كما هو معروف يرئس لجنة التحقيق الامريكية التي تحقق في قضية التدخلات الروسية في الانتخابات التي قادت ترمب الى البيت الأبيض .
فساد من عيار ثقيل = لجنة تحقيق من عيار ثقيل . وإ لا فان هذا الملف لن تكون نهايته مغايرة لنهاية ملفات اخرى انتهت وطويت رسمياً ، لكنها لا تزال توقد نيران الغضب خلف صدور الاردنيين . وهم يَرَوْن كيف ان الفساد يترعرع ويزدهر الى حد بدأ فيه يفتك برغيف خبزهم ومستقبل ابنائهم .
وانا هنا لا اطعن في جهات التحقيق الرسمية ولا في احكام القضاء ، فرجل التحقيق هو موظف لا يملك قرار متابعة خيوط التحقيق اذا ما وصلت الى مواقع نفوذ بدون ان يعود الى مرؤوسيه، يفعل ذلك عندما يكون مستقلاً ، يمتلك التفويض وفوق اي تدخلات من اي جهة تأتي . لا احد يشكك في عدالة ونزاهة القضاء لكن الأحكام القضائية تصدر وفق ما يتوفر امام القاضي من إثباتات ووثائق يقدمها له التحقيق ، القضاء لا يحكم على أساس الإشاعات ولا على ما يتداوله الاعلام المجتمعي من شهادات بوجود ( رؤوس كبيرة او صغيرة ) في قضايا الفساد ، انما على ما يوضع أمامه من بينات في ملفات التحقيق .
المطلوب إذن لجنة تحقيق مستقلة تمسك خيوط قضايا الفساد وتتابعها خطوة خطوة ولا تترك مشتبها الا وتستدعيه ، عيار ثقيل او بدون عيار ، ولا بينة الا وتبحث عنها في الأوراق الرسمية وغير الرسمية . مرة اخرى قضية فساد من عيار ثقيل تتطلب مولر اردني من عيار ثقيل .
في عامنا المعاصر هناك شواهد كثيرة على تشكيل مثل هذه اللجان عندما تكون قضايا الفساد تهدد سمعة الادارة العامة للدولة وتكشف عن وجود فراغات وتقصير في ممارستها للولاية العامة وفِي إشاعة العدالة وتمكين القانون . او عندما تكشف هذه القضايا وجود وباء يهدد الدولة والمجتمع ( وباء الفساد ) ويمس مقدرات البلد الوطنية . كما انه هذه اللجنة بما تنجح فيه من توفير الأدلة تمكن القضاء الأردني من إصدار الأحكام التي تناسب جرم الفاسدين . لجنة التحقيق هي الجواب على معضلة السؤال الدائم الذي يلقي به الفاسدون ،بوجه الشعب الأردني ، كلما اثيرت قصة فساد ، ويختبئون خلفه قائلين : اثبتوا ما تقولون من اتهامات وإلا فإننا سنرفع عليكم القضايا بتهمة المساس بالشخصية !!.
نعم ، الإثباتات والوثائق مهمة وأساسية في كل قضية رشوة وفساد مطروحة ، لكن ما حيلة المواطن او السياسي المستقل او الإعلامي النزيه في الحصول على وثائق او استجواب احد لكي يثبت ما يتردد من اتهامات ؟. فقط لجنة التحقيق المستقلة التي تفوض لها الصلاحيات هي وحدها القادرة على تخطي حاجز ( عيار ثقيل) والو صول بالتحقيق الى نهاياته الشاملة الكاملة ووضع ذلك كله امام القضاء .
في إيطاليا توغلت المافيا في الادارة الحكومية والمجتمع عن طريق الرشوة والفساد والإفساد ، مما دفع بعدد من أعلى مراتب القضاة المتقاعدين والعاملين وعلى رأسهم القاضي فالكوني الى تشكيل ما سمي ( بلجنة الأيادي البيضاء ) التي كشفت كل ( عيار ثقيل ) متورط مع المافيا وحققت نجاحات كبيرة في القضاء على نفوذ المافيا والمرتشين والفاسدين . وان كان فالكوني قد دفع حياته ثمنا لذلك ، لكن عمله تم تكريمه وطنيا بتسمية مطار روما باسمه . وكذلك عادت الايادي البيضاء للظهور في روما والجزائر قبل ٥ سنوات في ملف شركة النفط الجزائرية سوناقراط ، حيث تناول التحقيق مع شركات وبنوك ومسؤولين عبر الحدود بتهمة الرشوة . كذلك الامر حدث في قضية الرشوة التي أدت الى سجن رئيس الوزراء الأسبق برلسكوني .
مكافحة الفساد قضية مهمة جداً لانه عندما يعشعش وينتشر يطيح بدول كبرى وغنية فكيف سيكون عليه الحال في بلدنا المعروف بضعف موارده وإمكاناته ! هذه المهمة اهم من شعارات الوهم التي باعتها الحكومة السابقة عن ” تحفيز الاستثمار ” وعن ” عمان الجديدة “بالمناسبة شو صار بهذه المشاريع !! ، المفروض ان نسمع شئ عن هذه الألعاب الالكترونية من وزراء تلك الحكومة ، الذين عادوا ليتربعوا على معظم كراسي حكومة الرزاز . او ربما احنا مش عارفين قد تكون عمان الجديدة اكتملت وناقصها سينما لترويج أفلام الخيال عن كيفية (تحويل رمال العقبة الى ذهب ) !!.
يا قوم .. عِش رجباً ترى عجباً !! الله يكون بعون الاردنيين ليتحملوا اللي بسمعوه واللي بشوفوه .. . مصنع قد بنايات مخازن المطار قال بقولوا عنه سري !!.( اما بكيت دخان زيادة في شنطة مواطن راكب طياره فهو تهريب ! ) حسب تغريدة مدخن .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى