انخباتات و ملاخمات / هشام النعواشي

انخباتات و ملاخمات

# تعُجُ الطرقات بصور المُرشّحين الذين سيحملون هموم الشعب إلى قبة البرلمان للتخفيف عليهم أو للدفاع عن حقوقهم المهضومة لتحقيق ولو شيئاً بسيطاً من العدالة الاجتماعية.

# تتعددُ البوستراتُ والصور التي عبث بها الفوتوشوب كي تبدو برّاقة بريئة القسمات، ناهيك عن الشعارات الرنّانة التي تقشّعرُ لها الأبدان لجزالتها وعمق معناها.

# يتراكضُ المرشحون في القرى والبلدات كافة، فتراهم في كل عزاء والدموع تترقرق في أعينهم حزناً على ميتٍ لا يعرفون حتى اسمه، وعلى رأس كل دبكةٍ يُلّوحون بيدهم والعرق يتصبب من جباههم فرحاً للعروسين اللذين للتو عرفوا اسمهما.

مقالات ذات صلة

# يطلقون زوامير سياراتهم كتحية لكل شخص يمرون به كإشعارٍ منهم بالاهتمام للناس كافة ظانين أن صورتهم وهالتهم ستلقى ترحيباً كترحبيهم المُزّيف.

# يدقّون البيوت والدواوين ليشحدوا و ليلتقطوا وعوداً من الناس للتصويت لهم، فحالهم أشبه بحال الذي “يتقرقر” الزيتون من تحت الأشجار.

# يُعدّون الولائم والحلويات بكميات كبيرة لإطعام ذوي النفوس الرخيصة، فولائمهم تماماً كالطُعمِ الذي تضعهُ ربة البيت للفئران.

# يَعِدونَ أبناء جلدتهم بوظائف وخدماتٍ كثيرةٍ إذا ما استقر بهم المقام تحت قبة البرلمان، غافلين تماماً عن دورهم التشريعي الذي هو أساس وظيفتهم ودورهم الانساني في خدمة الوطن والمواطن ذاك أن النائب ليس خدماتياً بالأصل، إنما تشريعيٌ وحسب، بيد أن كلا النائب والمواطن لا يعرفون شيئاً عن التشريع وأهميته.

# فشغلهم الشاغلُ تعيين مراسلٍ في الأحوال، نقل معلمةٍ من مدرسةٍ لاخرى أو تزفيت شارع فرعي في إحدى القرى.

# يتفاقم داء العشيرة بل يتورمُ في كل الدواوين، فتحسُ بأن أفراد العشيرة قد أصيبوا بعدوى فتّاكة تدعو لتلاحمهم الهش مصحوبةً بعداء وتنافس غير انساني لكل من هم من عشيرة اخرى، حينها يؤول مفهوم العشيرة إلى عصاب جمعي لا رجاء في الشفاء.

# والاكثر غرابةً من ذلك، أن الذين يلعنون النواب ويشتمونهم على الدوام، هم عينهم من يتراكضون لدعوتهم وللترحيب والإفساح لهم في كل مجلسٍ بعد أن يصلوا قبة البرلمان تلك.

# إذا أردت أن تعرف من هم الدهماء ( الغوغاء)، العقل الجمعي فانظر لحال الناس هذه الأيام والتي ستليها لأن المفهوم الأنف ذكره سيتجّلى بأسمى صوره أينما وقع بصرك.

#!ذاك الذي يُعدُ لك الطعام ويعدُك بوظيفةٍ في القريب العاجل، هو ذاته الذي سيُعَدُ له طعامٌ هو الآخَر “بوفيه” فاخر “مرشوش” عليه كاشو وفستق حلبي وصُرةٌ من الدنانير ممن يعلوه إما ليثنيه عن حجب ثقة أو لتمرير قرار يضر بالمواطن ويشبع جشع الجشعين، تماماً كما أثناك هو عن استخدام عقلك وجلبك إلى صفه مقابل وجبة منسف “مرشوش” عليه لوز وصنوبر.

# عشيرة# عقل جمعي# نفاق # مناسف#

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى