ظهور ” دحلان ” في الكرملين يكشف دوره الخفي بملفات المنطقة الساخنة

سواليف

أثار الظهور المفاجئ للقيادي الفلسطيني المفصول من حركة “فتح”، والنائب في المجلس التشريعي، محمد دحلان ، داخل مقر الكرملين في العاصمة الروسية موسكو، وحضوره شخصياً اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الكثير من التساؤلات؛ لكونه لا يملك أي صفة دبلوماسية أو رسمية.

وفور عرض فضائية “روسيا اليوم” لاجتماع الشخصيات الأجنبية بالرئيس الروسي قبل يومين، ركزت الفضائية صورها على القيادي دحلان ، الأمر الذي يؤكد أن حضوره مثل هذا الاجتماع وبهذا الحجم يُعد لغزاً كبيراً؛ لكون توجهاته معادية للنظام التركي، وتتماشى مع توجهات بوتين الذي يخوض حرباً في سوريا ضد فصائل المعارضة والجهاديين، وتتزايد عداوته مع تركيا بعد إسقاط أنقرة مقاتلة روسية اخترقت أجواءها.

ظهور دحلان في موسكو خلال مراسم افتتاح منتدى الثقافة العالمي التابع لليونيسكو، جاء بعد أيام قليلة من هجومه العنيف على تركيا، واتهامها بالعلاقة مع “المنظمات” الإرهابية، ويرى مراقبون أن حضور دحلان يأتي في إطار دور الرجل الخفي في العديد من الملفات الساخنة في المنطقة لا سيما في سوريا وليبيا، والآن تركيا.

– لا يمثل فلسطين

مسؤول فلسطيني بارز ونائب في المجلس التشريعي، أكد أن “مشاركة دحلان في اجتماع موسكو بحضور الرئيس الروسي، جاء شخصياً ولا يمثل الجانب الفلسطيني الرسمي، خاصة في ظل التوجهات الروسية الجديدة المعادية لتركيا”.

وقال المسؤول، لمراسل”الخليج أونلاين”: “يبدو أن دحلان بات الآن ذراعاً لإحدى الدول العربية التي يعمل بها من أجل مهاجمة تركيا، وحضوره لذلك الاجتماع لم يكن له فيه أي صفة فلسطينية رسمية، لكونه مفصولاً من حركة فتح وعليه أحكام قضائية”.

وأوضح أن “بعض الدول العربية تريد استغلال شخص دحلان لمعاداة النظام التركي الحالي، وحضوره اجتماع بوتين الذي خُصص بشكل مباشر لبحث الأوضاع الخارجية لموسكو، لا سيما العلاقة مع تركيا، يؤكد أن الحضور كان ضد تركيا”.

وأضاف: “الرئيس الروسي أراد أن يُكافئ دحلان بعد تصريحاته الشديدة ضد النظام التركي”، مؤكداً أن “هجومه الأخير على تركيا لا يمثل النظام الفلسطيني الرسمي، بل يمثل شخصه والدولة التي يعمل بها مستشاراً سياسياً”.

– هجوم على تركيا

وواصل دحلان هجومه على تركيا خلال كلمته في “مؤتمر الأمن التعاوني والتهديدات المترابطة” الذي اختتم أعماله في مدينة بروكسل البلجيكية، برعاية وتنظيم من حلف شمال الأطلسي ومعهد الاتفاقية الأطلسية. إذ قال: “لقد كان الغرب يقول لنا في الماضي وينصحنا كعرب انظروا لأنفسكم في المرآة، ونحن نقول لكم اليوم انظروا لأنفسكم أنتم اليوم في المرآة، هل موقفكم المتفرج على تركيا وهي تغذي الإرهاب في سوريا موقف مسؤول؟”.

واعتبر مراقبون تصريحات دحلان تحريضاً مباشراً لدول أوروبا ضد تركيا، وخاصة في حضور الناتو الراعي للمؤتمر، وذلك رغم علمه الكامل بعضوية تركيا في هذا الحلف، إلا أنه آثر أن يقلب الحلف على تركيا عن طريق ترديد ما يردده الروس عن تركيا، والذي ردت عليه الحكومة التركية مراراً مطالبة بأدلة دامغة على هذه الادعاءات.

– الصندوق الأسود

بدوره رأى البروفيسور والمحلل السياسي عبد الستار قاسم، في ظهور دحلان، باجتماع أمني كبير بحضور الرئيس الروسي شخصياً؛ بأنه “محاولة من قبل الخارج لـ (تلميعه) وإظهاره كرجل قوي على الساحتين العربية والدولية”.

وأضاف في حديثه لمراسل”الخليج أونلاين”: “دحلان تربطه علاقات قوية للغاية مع عدد من الدول العربية والأوروبية، بل يمكن أن نعتبر أنه (الصندوق الأسود) لبعض الدول، ومنها دول عربية خليجية، ذات وزن في المنطقة”.

وأوضح أن “علاقات دحلان بتلك الدول، تؤهله لأن يكون مندوباً عنها للتمثيل في المحافل الدولية ذات الشأن الكبير، مثل اجتماع الكرملين الذي عقد قبل يومين في العاصمة الروسية موسكو، وبحضور شخصيات دولية لها اعتبارات سياسية وأمنية كبيرة”.

واعتبر قاسم، حضور دحلان لمثل تلك الاجتماعات وغياب ممثلين رسميين عن السلطة الفلسطينية، بأنها ضربة قوية ضد السلطة، وتجاهل متعمد من قبل القوى الغربية الكبرى لدور السلطة ورئيسها محمود عباس، في معالجة المتغيرات العربية والدولية.

وأشار المحلل السياسي إلى أن “السلطة الفلسطينية على الساحة العربية والدولية، دورها مغيب بشكل كبير، ويبدو أن دحلان وبحكم علاقته الكبيرة، يستغل هذا الأمر جيداً، بما يضمن بقاءه ضمن موازين القوى في الخارج”.

– صفة دحلان

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، انتقد ناشطون النشاط الذي يقوم به دحلان بدون صفة رسمية، معتبرين تصرفه “غير مستغرب” بالمقارنة مع تصرفات سابقة.

فقد علق إبراهيم الحمامي، الكاتب والباحث السياسي المتخصص بالشأن الفلسطيني، مدير مركز الشؤون الفلسطينية، على ظهور دحلان باجتماع بوتين، عبر صفحته الشخصية على “تويتر” قائلاً: “من اجتماع الناتو إلى لقاء أمني بالكرملين للتآمر على تركيا، ما هي صفة محمد دحلان لحضور هكذا اجتماعات؟”.

فيما قالت إلهام بدر، في تغريدتها: “لا أستغرب حضور دحلان جلسة الكرملين في روسيا التي تهاجم سوريا وتقتل شعبها”، متسائلة: “ما صفته لحضور جلسة الناتو؟”.

وقال حساب بوغانم: “ذهاب محمد بن زايد، للصين وقبلها محمد دحلان، تحدث في مقر حلف الناتو والآن يتواجد محمد دحلان في الكرملين ينذر بمؤامرة كبيره تحاك!!”، متسائلاً: “هل بإمكان عبد الخالق عبد الله، أن يفسر لنا سبب تواجد محمد دحلان في الكرملين!! سؤال يستحق التفكير والتأمل”.

وتعجب حساب سيد راشد، من حضور دحلان للاجتماع بعد أيام من إلقائه كلمة في مجلس الأمن، قائلاً: “دحلان في الكرملين مع بوتين، بعد أيام من إلقائه كلمة في مجلس الأمن الدولي!”.

الخليج اونلاين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى