#طبول_الحرب #طلال_أبو_غزالة

#طبول_الحرب
#طلال_أبو_غزالة
عبدالرحيم الزعبي

كان الحديث الذي قدمه أبو غزالة (قبل حوالى شهر) معنونا بعنوان “العالم إلى أين؟!”. أعتقد أن أي حديث يجب أن يعنون بعنوان يتناسب مع محتواه العلمي والمعرفي والفكري والثقافي، وأعتقد أيضا أن عنوانا بهذا الحجم لهو أكبر بكثير من الكلام الذي سمعناه من المذكور أعلاه !!

العالم إلى أين ؟! إن الإجابة عن هذا السؤال تتطلب معرفة كافية بالتاريخ وفهما لتعقيداته التي يتداخل فيها الاجتماعي بالاقتصادي بالسياسي. ربما يعتقد البعض أن المذكور أعلاه يمتلك جزء من هذه المعرفة بصفته رجل مال وأعمال، وقد يعتقد آخرون بأنه ذو فكر اقتصادي على الأقل، وذلك نابع من خلطهم بين المعرفة ب “كيفية تقليب الأموال في السوق لمضاعفتها” وبين “علم الاقتصاد” !!

فالحديث مثلا عن العرض والطلب وهامشي الربح والخسارة والكساد الاقتصادي وميزان المدفوعات وغيرها من المصطلحات قد تكون قاسما مشتركا بين “علماء الاقتصاد” وبين “مقلبي الأموال في الأسواق لمضاعفتها”، إلا أن ذلك الحديث وحده لا يجعل صاحبه عالما بالاقتصاد (الاقتصاد علم ولا يقاس بالقدرة على الربح).

مقالات ذات صلة

أما بالنسبة لحديثه عن “معدلات النمو الاقتصادي”، فنحن كمواطنين عاديين لم نعد نثق بالأثر الإيجابي لارتفاع تلك المعدلات على حياتنا. وبالنسبة لي فإن الحديث عن معدلات النمو يذكرني بالسؤال الذي وجه إلى معالي الصفدي حين كان وزيرا للإعلام في حكومة الرفاعي التي لم نزل نعاني ويلاتها، حيث كان السؤال “ورجيني انعكاس هالنمو على حياة المواطن” ؟!

وبعبارة أدق يمكنني أن أفهم أن النمو الاقتصادي أمر يجب أن يكون له امتدادات وخطوات تالية حتى ينعكس إيجابيا على حياتنا، غير أن المذكور أعلاه شأنه شأن الناطقين الرسميين باسم الحكومة، فهم جميعا معنيون بالنمو لا بأثره في حياتنا، وبالتالي فلا أثر لتخويفه لنا من انخفاض معدلات النمو.

ثمة أمر آخر برز في حديث أبي غزالة عن النظام العالمي الذي تقوده أمريكا، وهو أمر يتجاوز ضرورة التعايش مع ضعفنا والرضوخ لقواعد اللعبة الأمريكية من باب “مكره أخاك لا بطل” إلى الإيمان باستحقاق أمريكا فرض نفسها كقوة مهيمنة على العالم وضرورة إجلالنا وتقديسنا لها !!

لعل طلال أبو غزالة الذي قدم نفسه لنا مؤخرا كخبير عسكري ومحلل اقتصادي ومؤرخ سياسي ومصلح اجتماعي وأخصائي تنمية بشرية وخطيب وعقاد عقود وكل ما يخطر ولا يخطر ببالنا من خبرات ومعارف، لعله لم يطلع يوما على نقد سياسي فيه مقترحات تضمن للدول العظمى أن تستحوذ على الريادة العالمية مع المحافظة على النزر اليسير من الأخلاقية في سياساتها حيال الأمم الأخرى.

أخيرا وليس آخرا فإن طلال أبو غزالة يتنبأ بوقوع الحرب بين العملاقين (على حد تعبيره) اللذين يجلهما (أمريكا والصين)، حيث ستمر علينا “سنوات عجاف” بحسب “نبوءته”، ثم ستضع الحرب أوزارها ويجلس العملاقان على الطاولة للوصول إلى تسوية، وهنا يبشرنا أبو غزالة ب “عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون”، شريطة أن نخر تحت الطاولة سجدا خشعا بينما يتفاوض الإلهان !!

ملاحظة: تسامحوا مع محدودية معرفتي أو جهالتي بعلم الاقتصاد، لكنني لم أزل مصرا إني بجوز أكون أشطر من ابي غزالة بهالعلم 😉

#عبدالرحيم_الزعبي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى