(رحلة)

(رحلة)
محمد طمليه

* أنا راحل بعيداً عن “هنا”. أحثُّ الخطى وصولاً الى “هناك”.
معي حفنة من الشاي, ومثلها من السكر. لا, ما معي شيء. ولستُ في حاجة لشيء: أريد فقط ان أبقى “هناك” حيث يمكنني أن اتنهّد وأقول: “نجوتُ”ممّ ؟ لا اعرف, ولكني نجوت, وهذا يعني انني لم اعد شريكا في … لن أقول .فكلهم حمقى, وانني لأعجب كيف احتملتهم منذ ذلك التاريخ.. أتذكر أنهم… لا أتذكر شيئاً, لا بأس, ولا يهم, لقد نجوت, وهذا مكسب, ولن أعود ثانية, وسوف أحذو حذو الشاعر “بيسنوف” في رواية “درب الآلام” لكاتبها “ألكسي تولستوي” كان هذا الشاعر يبتعد في عربة بحصان خارج المدينة. كان ثملاً للغاية, واذ نظر الى الخلف, ورأى اضواء المدينة التي يغادرها, ظّن أنه واهم, وأنه لا وجود لمدينة يغادرها, أنا لست واهماً, ويمكن لأحدكم, ان يتأكد من ذلك اذا وخزني بدبوس: كل المجريات التي وقعت مؤخراً حقيقية, وتبعث على الاشمئزاز. “أمشي” يقول شاعر طلياني : “ما من طرقات, المشي يصنع الطرقات”…
* بعيداً عن “هنا”, وخلاصي ان امكث “هناك” الى الأبد وحدي تماماً..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى