راشد يصعد إلى السماء في القيامة

#راشد يصعد إلى السماء في القيامة

خولة مغربي


تأبى روحك إلاّ أن ترفرف حولك، تتبعها عيناك المغمضتان بسلام، كي ترتقي إليها سريعاً وبعيداً، تتهادى فَرداً فِرندا، لا سند لك ولا ظهير، لا رفيق لك ولا معين، ليست جمعة الفصح وحدها الحزينة، بل كل الأيام بعدكَ حزن مقيم، وحدادٌ أسود لئيم.
أُمّاه …
روحي هائمة لا تعرف مستقراً، أنظر ولا أبصر، أتكلم ولا أنطق، ألمس ولا أُحس، أسمع ولا أجيب، أتطلع في مرآتي ولا أبصرني، فرفقاً بطيفي الذي تركته وديعة لديكِ.
أُمّاه …
غريب أنا فآنسي وحدتي، مخذول أنا فآزري ضعفي، بعيد أنا فقربيني، خذيني طفلاً بين يديكِ وقبّليني.
أقرأُ سُبات عينيكَ وأخجلُ، وقد اضأتَ بنورهما عتم ليلنا، فنحن الخاطئون في حضرة براءتكَ، ونحن القتلة المجرمون، نبكيك دماً، ولكنه لن يغسل خطايانا نحوك، فهل هي حقاً رياضة الملوك وفنُّ النبلاء؟؟!!! لا وألف لا … هي رياضة القتلة وفنُّ الجبناء.
أُمّاه …
أُمّاه … روحي مقرورة في برد سجني فدفئيني، ظامىء أنا في ينابيع الرّبِّ فارويني.
أُمّاه … تائه أنا في صحراء همجيتهم فأنقذيني.
أُمّاه … أنا فراشة تحترق بنار حبكِ فلا تهجريني، وفي محنتي أصرخ فاسمعيني وانصتي لنداء قلبي وخلصيني.
راشد … سلام عليك… سلام عليك وأنت شهيد الديار …

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى