رأي في الحراك / د. احمد محمد الخلايلة

رأي في الحراك
إن جيل الشباب غير المنظم حزبيا أو سياسيا كان هو الطليعة القيادية التي حركت الشعوب حيث نجحت في إسقاط العديد من الأنظمة الاستبدادية وسوف تنجح في اصلاح بعض الانظمة وتحقيق العدالة الاجتماعية في الدول التي تتبنى الاصلاح قولا وفعلا.
يعلم الجميع إن غياب العدالة والمساواة وفقدان الثقة في الحاضر, لدى المواطن الاردني كانت من أهم الأسباب الرئيسية للحراك الشعبي الناجح, يواجه الحراك في الاردن عدة مصاعب بعضها من الحراك ذاته والبعض الاخر من خارج الحراك نبدأ من الحراك نفسه حيث يمكن تقسيمه الى:
• الغالبية العظمى من الحراك الشعبي في الاردن فئة وطنية طيبة وواعية لا هم لها سوى الوصول الى الهدف الاسمى وهو المحافظة على الوطن سليما معافى قوي في وجه العواصف التي تحيط به من كافة الجهات من خلال ثورة بيضاء سلمية تصحح الاخطاء المتراكمة والفساد والترهل الاداري والفقر والبطالة, وتمثل هذه الفئة الغالبية العظمى من الشعب الاردني ويمكن تقسيمها الى قسمين:
1. فئة تمتع بوعي سياسي وثقافي جيد تستطيع تحقيق اهدافها بصورة سلمية وواعية وعلى مدى طويل نسبيا حيث تراعي وجوب تحقيق الاهداف من خلال حوار وتسلسل منطقي.
2. فئة اقل وعي سياسي وثقافي مشكلتها الاكبر الرغبة في تحقيق الاهداف والاصلاحات بشكل سريع وقد تسلك طرق غير سلمية وتحاول في بعض الاحيان قيادة الحراك.
• فئة قليلة تمثل نسبة متدنية من الحراك لها اجندات خاصة مختلفة يمكن تقسيمها الى:
1. فئة تريد تحقيق هدف تشتيت الحراك واعطاء صورة سيئة عنه ليتسنى قمعه من قبل الحكومة والجهات الامنية.
2. فئة تريد تحقيق اهداف خاصة مثل البحث عن المناصب أو الشهرة.
3. فئة قد تكون مدسوسة ومدعومة من جهات خارجية معادية لإثارة الفوضى والتخريب.
المصاعب من خارج الحراك: يواجه الحراك صعوبات متعددة بعضها مقصود وموجه من جهات مختلفة والبعض الاخر ناتج عن طبيعة وتكوين وثقافة الشعب الاردني:
• الاغلبية الصامتة من الشعب الاردني لم تبدي موقفا واضحا لأسباب مختلفة قد يكون منها الخوف من اضطراب الامن متأثرين بمقولة فقدان الامن والامان بسبب الحراك.
• جهات رسمية حكومية وامنية لا ترتاح لنشاط الحراك لأسباب مختلفة ايضا قد يكون منها الخوف من تطور الحراك بطرق مختلفة قد تستغل من بعض الفئات للإخلال بالأمن, او رغبة في التفرغ للإصلاح ببطء شديد وصورة نمطية مكررة.
• جهات مختلفة تتأثر مصالحها بسبب الحراك معظمهم من المتنفعين من استمرار الوضع كما هو عليه مثل مجلس النواب وخوفه من الحل, اصحاب النفوذ الذين يتوارثون المناصب وخوفهم من ضياع جزء من تركة الاباء والاجداد قبل توريثها للأبناء والاحفاد, جهات سياسية تخطط لإضعاف البلاد تمهيدا لقبول صفقات سياسية قادمة.
• محاولة اختطاف نجاحات الحراك من قبل جهات وجماعات ضغط مثل بعض الاحزاب وبعض النقابات وبعض الشخصيات.
في ظل هذا الواقع المختلط اعان الله المخلصين من ابناء الحراك الوطني الحر النظيف فلا الانسحاب وانهاء الحراك يخدم الوطن والمواطن ولا الاستمرار كما هو الان يحقق الاهداف المرجوة, أرى بعض الخطوات قد تساعد في تقوية الحراك واستمراره وتحقيق اهدافه وتامين الاحترام اللازم له:
• تنويع نشاطات الحراك من وقفات احتجاجية وعقد الندوات والمؤتمرات والاجتماعات والمقالات وتحريك جماعات الضغط لتبني وجهات نظر الحراك.
• التأكيد باستمرار وفي كافة المراحل على سلمية الحراك وعدم تعطيل المصالح العامة والخاصة والمحافظة عليها.
• تنظيف الحراك من الداخل من المتسلقين والمندسين واصحاب الاجندات الخاصة.
• مشكلة الحراك قد تكون في القيادات لان الحراكيين لا يقبلون القيادات لأسباب مختلفة ومع ذلك لا بد من وجود اشخاص مقبولين يستطيعون ادارة الحوار مع كافة الجهات داخل الحراك وخارجه لقطع الطريق على ظهور بعض الاشخاص غير المقبولين (اختر لرسالتك في هدفك ومهماتك والنيابة عنك, رجلا حصيفا, بليغا, قليل الغفلة, منتهز الفرصة, ذا رأي جزل, وقول فصل, ولسان سليط, وقلب حديد, فطنا للطائف التدبير, ومستقبلا لما ترجو, متعقبا بالحذر والتميز).
اللهم احرس الاردن بعينك التي لا تنام, والله من وراء القصد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى