دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم …. الفوائد

تقدم تقنية الذكاء الاصطناعي الكثير من الفوائد في مختلف المجالات بما في ذلك قطاعي التعليم والتعليم العالي، حيث يرى العديد من الباحثين أن الذكاء الاصطناعي ومنه تعلم الآلة يمكن أن يرفعا مستوى التعليم، ولكن كيف يكون ذلك؟ تتيح الابتكارات التكنولوجية الحديثة لمطوري البرمجيات توجيه الحاسوب إلى كيفية القيام بمهام متقدمة ومتنوعة وغاية في التعقيد، وهذا من شأنه أن يقود إلى مدخل جديد يثري فرصا مبتكرة لتحسين عمليات التعليم والتعلم. لكن ينبغي أن يتواءم هذا مع إسناد دور محوري للمعلم في مساعدة الطالب.

في هذا العرض، سنتناول موضوع الذكاء الاصطناعي وقطاع التعليم، وكيفية إنشاء نظام بسيط ومبتكر من شأنه أن يدعم الدمج بينهما.

من المعلوم أن المدرسة تعتمد على المعلم والطالب كطرفين للمعادلة، من حيث استخدامهما للتطبيقات التعليمية. وهذه التطبيقات لها ميزات وعلامات فارقة في التغلب على عنصر إضاعة الوقت بالنسبة للطلبة أثناء التنقل من وإلى المدرسة. وقد لوحظ أن بعضهم يميل إلى تنفيذ مهامهم اليومية من خلال هواتفهم الذكية أو الأجهزة اللوحية الذكية. من شأن تطبيقات الذاكاء الاصطناعي أن تسهِّل على الطلبة البقاء منسجمين ضمن أجواء العملية التعليمية حتى في وقت الفراغ، مع منح المعلمين الفرصة لتزويد طلابهم بالتوجيهات المناسبة. علاوة على ذلك فإن هذه التطبيقات توسّع من دائرة اختيارات الطلبة كل ٌحسب احتياجاته وأنماط تعلمه، إذ يمكن أن تتكيف الحلول القائمة على الذكاء الاصطناعي وفقا لمستوى معرفة ومهارات وكفاءات واتجاهات الطلبة بما يمس الطرائق الموائمة لتعلمهم وبشكل مباشر.

إن شعار العملية التعليمية الحديثة أن لا طالب يُترَكُ وحيدا في الخلف، سواء من حيث المستوى أو نمط التعلم، لذا فإن نظام الذكاء الاصطناعي يرمي إلى مساعدة الطلاب في تعويض جوانب ضعفهم بشكل كلي، حيث أن النظام الذي أعنيه يقدم اختبارا تحليليا لاحتياجات الوضع الراهن لكل طالب قبل البدء في عملية التعليم والتعلم. وهذا التحليل يشمل المعرفة والمهارة والكفاءات الشخصية والمكتسبة والاتجاهات والأنماط المناسبة للتعلم.

وبناء على ما سبق سيتمكن المعلم وبمساعدة هذا النظام من تحديد وحوسبة أين يقف كل طالب الآن وفقا لهذه العناصر المذكورة في التحليل أعلاه؟ وما الاتجاه الذي نسعى للوصول إليه؟ وآلية الوصول؟

لكن وقبل هذا، هل توجد في العالم كله مدرسة جاهزة لهذا الموضوع؟ الجواب وبصفتي المتواضعة كرجل من أهل الاختصاص هو ” لا “، ولكن ما السبب؟ بشكل احترافي أقول: لا بدَّ أولاً من القيام بتجهيز المؤسسات التعليمية لتكون مدارس مبنية على دمج الكفاءات الطلابية الشخصية والمكتسبة (Soft & Hard Competence) وذلك من خلال إطار مناهج متكامل يدمج بين النوعين. والغرض من هذا الإطار هو منح التخصصية للصفوف والمراحل الدراسية ليعرف كل معلم لماذا يعلم، وكيف يعلم، وماذا سيعلم؟ أعني بالترتيب لماذا؟ وكيف؟ وأخيرا ماذا؟

 إن هذا البناء سيؤمن استمرارية التعلم لدى الطالب بدون حصول فاقد تعليمي، من خلال إطار كفاءات يوفر الحد الأدنى لتأسيس أرضية لتعلمه وتمنحه الحق في تحديد نمط هذا التعلم كونه شريكا مستقبِلا ومرسِلا للعملية التعليمية وليس مستقبِلا فقط.

ولا يمكن لنا الحصول على هذا الشريك المستقبِل – المرسِل الذي يعكس ما تعلمه إلا إذا كان شريكا في العملية التعليمية. وإطار المناهج هذا، سيحدد لأركان العملية التعليميَّة والتعلميَّة الخمسة ( النظام التعليمي، المدرسة، ولي الأمر، المعلم وأخيرا الطالب) مفهومات: لماذا، وكيف، وماذا؟

وهذا يعني أن كل ركن من هذه الأركان على وعي كامل بطبيعة التوقعات والمخرجات التعليمية التي يبحث عنها. وحيث أن المعلم – ونتيجة لعوامل متنوعة – يعاني من ثقل المسؤولية الملقاة على عاتقه، فإن المنصات القائمة على الذكاء الاصطناعي تؤمِّن له مدرسا مساعدا ( المرشد الافتراضي) يساعده في تتبع التقدم المحرز من قِبَلِ الطلبة. ولا يُنكَرُ أن المدرسين البشر يمكنهم فقط فهم الاحتياجات الدقيقة للطلبة، ولكن من المفيد الحصول على تعليقات فورية من المرشد الافتراضي تلعب دور الإسعافات الأولية في العلاج.

ما ذُكِرَ أعلاه مخطط مأمول، ولكن أين هو الواقع الآن؟

سؤال برسم الإجابة في المقال القادم بحول الله تعالى.

محمد أحمد عبيدات

الرئيس التنفيذي –  PFACPM

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى