حافظ خط الرجعة..

#حافظ_خط_الرجعة..

#خاص #سواليف
#مقال الإثنين 14 / 2 / 2022

ظهيرة هذا اليوم كان مزاجي بريّاً، لا يقبل الجلوس بين أربعة جدران..استأذنت أم العيال معلناً زيارتي لصاحبي المعتكف في مزرعته ، أشرب شاياً على #الحطب ، نحلل بعض الخطب، ثم أعود..باركت هذه الخطوة بكل أريحية ..وغادرتُ.
أمضيت ثلاث ساعات بهدوء نفسي لا مثيل له ، ليس أمامي سوى كائنات برّية محترمة “باشق” في السماء لا يأكل صيده الا حاراً وحياً ، وبعض الدجاجات تدور حول الخم ، وشجر زيتون ورع وحكيم ووازن مثل الأمهات..شربنا شاي بالميرمية ، رأينا أحداث البلد من علٍ..ثم غادرت عائداً الى أدراجي وقت الغروب..
أثناء وقوفي على #الأشارة #الضوئية فتح سائق شاحنة صغيرة لنقل البضائع نافذته وخاطبني “أنت على راسي” فبادلته التحية بأحر منها ” أنت وكل الطيبين على رأسي” بالفعل أنا لا أخاف على رصيد في هذه الدنيا الا على رصيدي بثلاثة أشياء رضا الله..ورضا الوالدين رحمهما الله..ومحبّة الناس البسطاء الذين يحترمونك لأنك منهم لا أكثر…وعندما فتحت لنا الإشارة الضوئية الطريق انطلقت سيارتي قبله..بعد أقل من 4 كيلو متر أضاء لي الضوء العالي مشيراً الى ضرورة توقّفي..فعلاً توقفت على يمين الطريق، قال لي: ممكن تقبل مني هدية بسيطة..رجوته الا يفعل ..فأصر عليها..فتح صندوق السيارة وأعطاني “بوكيه ورد أحمر” من ضمن بوكيهات كثيرة كان سيبيعها في الفلنتاين اليوم..وهو يسلّمني الباقة “قفز أمام عيني الشيطان الديكارتي” قلت اليوم “الفلنتاين”..و أنا عائد للبيت..سأعود ببوكيه أحمر..وهي تعرف أني غير مهتم بهذا اليوم…وصديقي “أنشف” مني فمن غير المعقول أن يكون هو من أهداني في هذا اليوم تحديداً..كيف ستقتنع ان رجلا طيباً يتاجر بالورد أهادني باقة ورد حمراء..وسبحان الله في يوم الحب؟؟.. حتى انا بدأت أشك بنفسي…قلت له صديقي: انت ما قصّرت..هذه الهدية الصح في اليوم الغلط..ممكن آخذ أنا وياك سيلفي ومعانا الورد قدّام البكم لغاية في نفس يعقوب…قال يا ريت!..تصوّرت وغادرنا…
أول صعودي درجات البيت شاهدت أما العيال “بوكيه الورد الأحمر”..فارتفع سنسنات الغضب حوالي نصف المتر فوق سطح القهر ..وشهقت “ورد وأحمر”؟؟ وكنت تقول رايح ع صاحبك ع المزرعة ها ؟…وين باقي؟..
قلت لها لحظة: أخرجت هاتفي..فتحت الاستديو..ثم استعرضت صورتي مع الرجل الطيب..وقلت لها:حافظ خط الرجعة..

#احمد_حسن_الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. ارجوك استاذ احمد ان تستمر باتحافنا بمثل هذه المقالات الرائعة و فكنا من السياسة، كلنا عارفين القطار وين متجه لانه السكة نفسها.

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى