جيزة حمدة براس المعناة

#جيزة_حمدة_براس_المعناة

رائد عبدالرحمن حجازي
تفقد زيت المحرك والفلاتر وانتقل لمؤخرة التراكتور ليضع لمساته الأخيرة على عود الحِراثة المعدني بعدها إنطلق زيدان وهو يقول بسم الله وعلى بركة الله وصوت التراكتور يهدر بين جنبات بيوت الطين إلى أن وصل لأرض زراعية يملكها سعد (السنينوة) , سعد وولده عزام كانا ينتظران زيدان وبجانبهما شوالين من القمح .
بعد السلام ها هو سعد يقول : يالله ياخوي يا أبو انور قسّم لي الوطاة بسرعة مشان نبذرها أني وعزام وخلي عرظ المِعناة معقول إللي نقدر نطوق عليها بالبذار … (( المِعناة: هي مساحة مستطيلة من الارض تم تقسيمها بواسطة المحراث لتنظيم عملية البذار قبل حرث الأرض كاملةً والمسافة بين خطي الحراثة غالباً ما تكون من 5-6 متر))
يباشر زيدان بتخطيط الأرض بواسطة عود الحراثة المثبت خلف التراكتور بينما سعد وولده عزام يُجهزان حبوب القمح للبدء بعملية البذار .
في هذه الفترة دار الحوار الآتي بين سعد وولده عزام
عزام : يابا ابدكيش تجوزني حمدة بنت عمي
سعد : ولك هسه وشو جابها عبالك يا هتيشة (أهبل) إحنا وين وأنتا وين
عزام: مهو يابا كل ما اجيبلك طاريها بتحتشيلي نفس الحتشي
سعد: مني حتشيتلك الف مرة والف كرة عالبيدر بطلب لك إياها . إمسح وجهك بالرحمان وخلينا نتشمل بذار الوطايات … لد هاظا هي الدنيا إظهرت وإنت بتجُق سوالف مثل مص الروث .
عزام : مهو أني خايف تعمل بي مثل السنة الماظية أجا البيدر وقلت لي أجلها للبيدر إللي عُقبيه
سعد : ولك يا ملعون ابوك فكنا من هالسيرة عاد وخلينا نتشمل شغلنا
عزام : طيب تا اشوف أخرة هالسولافة .
بالمقابل زيدان كان يراقبهما أثناء عمله وقد حدد أكثر من مِعناة وإستغرب مما شاهد مع انه لا يعلم ماذا يدور بين سعد وعزام وراح يتمتم مع نفسه قائلاً : هاظ السنينوة إللي بقى مستعجل قاعد بطُق حنتش لويش ؟
تبدأ عملية البذار جنباً إلى جنب مع عملية الحراثة ولكن بعد فترة من الزمن يحدث ما لم يكن في الحُسبان حيث يتوقف عزام عن عملية البذار فجأة ويتخذ من الأرض مجلساً له فيعاجله ابوه بالسؤال قائلاً : خير وشو مالك يابا بوجعك إشي ؟
عزام والغضب في عينيه قائلاً : لا ما بوجعنيش إشي
سعد : لعاد وشو مالك يا مهدوم ؟
عزام : هساعيات بدك تروح وتُطلب لي حمدة بنت عمي
سعد: ولك إنت إنجنيت ؟ قوم قوم تشمل بذار
عزام : والله ما أني قايم غير تا تُطلب لي حمدة
سعد : اعوذ بالله من غظب الله ولك يا ولد إعقل عاد طيب قوم تشمل بذار وغد بنروح وبنطلبها .
عزام : والله والله والله ماني متحرك غير تا تُطلب لي حمدة هساعيات.
زيدان يراقب ما يحدث عن بُعد ولكنه لغاية اللحظة لا يعلم ما الذي يدور بين سعد وإبنه عزام يتوقف عن الحراثة ويتقدم راجلاً بإتجاههما ويقول : وشو مالكوا يا جماعة من الصبحيات وإنتوا مش عبعظكوا ؟
ليجيبه سعد وقد استشاظ غضباً : إقظب هالسولافة من هالمهستر.
يوجه زيدان سؤاله لعزام قائلاً : وشو مالك عموه ما تقوم تشمل بذار وتساعد ابوك .
عزام : والله والله والله ما بقوم ولا بتحرك من مطرحي غير تا يُطلب لي حمدة بنت عمي
زيدان : ولك يا ولد هسع وقت جيزة قوم تشمل شغلك جيزة إللي تُلطك إن شالله
سعد : شايف يا أبو أنور هالولد ربى عقلبي عِلة
عزام : والله لو بظل قاعد هون براس هالمِعناة لوقت البيادر ما بقوم غير تا تُطلب لي حمدة .
وبعد السجال في الحديث أيقن زيدان بأن عزام لن يتراجع عن مطلبه وأخذ بيد سعد وابتعدا عن عزام وقال له : إسمع تا احتشيلك يا أبو عزام ترى هاظ ابنك خوف الله خوف الله إنه راتشبه عفريت أني رأي أُخظه هساعيات واطلب له حمدة وإعقد عقده عليها بلتشن فك هالعفريت عنه وغد أني بجيب معي إثنين من شباب القرية وبنتشمل بذار وحراث الوطايات .
وقيل مثلاً في هذه الحادثة وهو
“جيزة حمدة براس المِعناة”

#رائد_عبدالرحمن_حجازي

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. والله زمان ع السواليف الحشمة يا حشم . يا ريت تذكر منها وتسولفنا . كم من حكم ومعاني مليحة فيها . يسلم لسانك.

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى