بالحُــــبِّ وحــــدَهُ / معن سناجلة

بالحُــــبِّ وحــــدَهُ
__________
بالحُبِّ وحدَهُ
وبالرُّسومِ ، والحروفِ ، والقصيدْ
وبالصّفاءِ ، والنّقاءِ دائماً
وأجملِ اللقاءِ ، والشُّعورِ ، للقريبِ ، والبعيدْ
أُحاولُ استحضارَ واستمطارَ داخلي
كغيمةٍ مدرارةٍ ، بغيثِها وحُبِّها
وأطلقُ البروقَ والرُّعودْ
لكي يعودَ من يباسِهِ
وحزنِهِ ويأسِهِ
ومن جفاءِ أهلِهِ وناسِهِ
ورنّةِ الوعودِ والعهودْ
وكي يصيرَ أخضراً ، ويانعاً ، وزاهياً
كما يريدْ
وفي تجاوزِ الخلافِ والخصامِ
حيثما أرى ، وأينما يكونُ
أغلقُ الحدودْ
بأنبلِ السُّلوكِ ، أجملِ الرّدودْ
وحينما أرى إلى النزاعِ ، والشّقاقِ ، والشّجارِ منفذاً
وللحروبِ ، والنّدوبِ معبراً
أسدُّهُ بريشتي ، وأحرفي ، وخافقي
وأشرعُ العيونَ ، والقلوبَ ، والنّفوسَ
كالشّموسِ
للحياةِ ، والوجودْ
وبالغناءِ ، والضّياءِ ، والحِداءِ
والمضاءِ كالجنودْ
أطاردُ الظلامَ في النفوسِ ، والقيودْ
وأحتفي بضدِّهِ وندِّهِ
وأعقلُ الجمودَ والجحودْ
وحيثُ أضبطُ العبوسَ والنكوصَ
أرفعَ البنودْ
وبالنصوصِ والرسومِ والمجازِ
والطباقِ والجناسِ
أدفعُ الجموعَ والحشودْ
وأتّقي من غضبةِ الذّئابِ والأسودْ
وأحشدُ الرّؤى بخافقي
بهمسة ثريّةٍٍ ، ولمسةٍ نديّةٍ ، وبسمةٍ بهيّةٍ
وباستعارةٍ شفيفةٍ شهيّةٍ
وفي عبارةٍ وصورةٍ غنيّةٍ ، ولوحةٍ جميلةٍ رهيفةٍ
بها أعالجُ الجراحَ والهمومَ
في أوانِها وحينِها
وأنعشُ القلوبَ في بهائها
و في ثرائها
وأنعشُ الوريدْ
ولا أعودُ عن عزيمتي
كأعظمِ المُحاربينَ والمقاتلينَ
ضدَّ كُرهِنا ، وبُغضنا لبعضِنا
ولا أحيدْ
وللجراحِ أمنحُ الشِّفاءَ بلسماً ، ومرهماً
من أعذبِ المشاعرِ التي بها للناسِ
والحياةِ داخلي يجودْ
وأرتقُ العيوبَ والنّدوبَ
من خيوطِ دمعنا وجرحِنا
ومن مدادِ نبضِنا
وأرأبُ الصُّدوعُ حيثما أرى
بكلِّ خافقٍ ، وطارقٍ
وألجمُ الصّهيلَ والصّليلَ
في السّهولِ والقفارِ والنُّجودْ
وأُوقفُ النفورَ والصُّدودْ
وأطلقُ الحمامَ والهديلَ في البريدْ
ومن شفاهِ جرحِنا
ومن دماءِ حرفِنا ونبضِنا
ومن دموعِ قهرنا وحزنِنا
ومن جميلِ بحرِنا
وموجِ شعرِنا
إلى الجميعِ دونَ فارقٍ
على اختلافِ لونِنا ، ودينِنا ، ورأينا ، وفكرِنا ، وحلمِنا
وشرقنا وغربنا
أقدّمُ الزهورَ والورودْ
وللجميعِ أشكرُ الجهودْ
وفي ظلامِنا ، وليلِنا
سأُوقدُ الشموعَ حالماً بفجرِنا
وأجعلُ الحروفَ والرّسومَ كالوقودْ
وأرجزُ القصيدَ خافقاً بحبِّنا ، وقربِنا
ونبذِ كلِّ ما بنا ، من كُرهِنا ، وحقدنا
الطَّريفِ والتَّليدْ
وأرجزُ النّشيدْ
لعلّنا… لعلَّنا ..
من حزنِنا ، وهمّنا ، ومن هوانِنا
ومن حروبِنا ، ومن كروبِنا
ومن غروبِنا
إلى شروقِنا نعودْ

الجمعة : 9 – 6 – 2017

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى