المعركة الحاسمة

المعركة الحاسمة
مهند أبو فلاح

الحشود العسكرية التركية في شمال غرب سورية توحي بأن معركة حاسمة قادمة لا محالة بين قوات المعارضة السورية مدعومة من قبل الجيش التركي من جهة و قوات النظام الحاكم في دمشق و حلفائها من جهة أخرى ، و أن الأمر برمته لا يعدو كونه مسألة وقت ليس إلا قبل اندلاع جولة حاسمة من القتال في محيط مدينة إدلب .

ريفي إدلب و حلب شهدا جولة عنيفة من القتال على مدار ما يقرب من شهر كامل على إثر شن القوات النظامية السورية المدعومة من قبل روسيا الاتحادية و ايران هجوما واسع النطاق على تلك المناطق و هو الامر الذي اربك حسابات القيادة التركية الداعم الرئيس للفصائل الثورية السورية و دفعها إلى إرسال تعزيزات ضخمة الى هناك مؤلفة من أعداد كبيرة من الجنود و الأليات المدرعة على أمل وقف هجوم نظام الاسد على مناطق خفض التصعيد المتفق عليها في اتفاق سوتشي الذي تم التوصل إليه بين الرئيسين التركي رجب طيب اردوجان و الروسي فلاديمير بوتين في أيلول/ سبتمبر من العام ٢٠١٨ .

اتفاق سوتشي الذي أصبح محور حديث القيادة التركية في خطاباتها العلنية عن ضرورة العودة إليه و رجوع قوات الأسد إلى ما وراء خطوطه في ريف حماة الشمالي يبدو انه يشكل أقصى ما تتمنى انقرة الوصول إليه في المرحلة الحالية لاسيما في ظل اختلال موازين القوى مع محور دمشق – طهران – موسكو الثلاثي الا ان إمكانية حصولها على الدعم العسكري من قبل حلف الناتو ( شمال الأطلسي ) و على رأسه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن عبر تزويدها ببطاريات صواريخ باتريوت المضادة للطائرات و الصواريخ قد يسمح لتركيا بشن هجوم اضخم بكثير مما هو متوقع و تحقيق نجاح عسكري هائل في معركة حاسمة منتظرة مرتقبة قبل نهاية شهر شباط / فبراير الحالي يقلب موازين القوى رأسا على عقب في حرب طال امدها و دفع الشعب العربي في سورية ثمنها باهظا جدا على امتداد السنوات التسع الماضية .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى