الفيلم التركي «الطريق» في «شومان».. الليلة

تعرض لجنة السينما في مؤسسة عبدالحميد شومان، مساء اليوم، الفيلم التركي «الطريق»، من إخراج بلماز غوناي. تبدأ أحداث الفيلم داخل أحد المعتقلات التركية، الواقعة في إحدى الجزر النائية حيث يقف الحارس يوزع الخطابات التي وصلت لبعض المسجونين من أهاليهم. ونعيش لحظات سريعة مع خمسة من الذين تلقوا خطابات من أهاليهم. ومن هنا تبدأ الأحداث الحقيقية للفيلم مع هؤلاء الخمسة في رحلتهم إلى الحياة مرة أخرى وإلى أهاليهم وقراهم. أحدهم يقع في قبضة رجال البوليس بعد دقائق من خروجه من السجن لأنه في غمرة فرحته بلقاء حبيبته أضاع الورقة المسجل فيها قرار الإفراج عنه وليس هناك ما يثبت شخصيته. ويتابع الفيلم بقية الشخصيات الأربع كل منهم في رحلة إلى قريته الأرض صخرية جافة والحياة أكثر جفافا وبؤسا. أحدهم يذهب للقاء خطيبته فيعرف أن أهلها قد أصدروا قرارا بحرمانه منها ويحاول أن يلتقي بها ولكن سرعان ما يجد المراقبة قد حاصرته ويلازمانهما كظليهما. سجين آخر يصل قريته فيجدها محاصرة بالبوليس وكل السكان دخلوا بيوتهم وأغلقوا الأبواب عليهم. يفاجأ السجين بأنه شخص غير مرغوب فيه فهناك من أشاع انه تسبب في قتل ابن عمه على أيدي البوليس ويتلقى صفعة هائلة من شيخ القبيلة ويعلن حرمانه من رؤية زوجته ويأمره بالخروج من القرية والزوجة تنظر له من نافذة بيتها ولا تستطيع أن تتكلم. وفي واحد من ابلغ مشاهد الفيلم نراقب محاولة أحد المسجونين العائدين للحرية لجمع شمل أسرته فيأخذ زوجته وأطفاله ويستقلون قطارا إلى قرية أخرى وفي رحلة القطار يشعر بحنين جارف لزوجته فيسير لها أن تتبعه إلى دورة مياه القطار وهناك يغلف الباب عليها ويحضنها أنها مثله تشتاق إليه وفي غمرة الشهوة الجامحة يفاجآن بالعيون تلاحقهما ودقات عنيفة على الباب وصيحات استنكار وعنف وبقوة الدفع المجنون يكسرون الباب عليهما ويكادون يفتكون بهما ويأتي رجال الحراسة في القطار ليقتادوهما إلى التحقيق. وفي وسط هذه المأساة يظهر شقيق الزوجة ليقتلها ويقتله. أخرج يلماز غوناي فيلمه هذا وهو في السجين بمساعدة مخرج صديق له. وبعدما تم إنجاز الفيلم تمكن من الهرب من السجين وحمل معه نسخة فيلمه وعرضها في مهرجان كان لأول مرة. كان هذا هو فيلم «الطريق» الذي أحدث دويا هائلا في أوساط السينمائيين والمثقفين عموما في عام 1982 وقد فاز الفيلم بالجائزة الكبرى لمهرجان «كان» في نفس السنة مناصفة مع الفيلم الأمريكي «مفقود» للمخرج كوستا غافراس.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى