الشكوى تسرق لذة الحلوى! / نداء أبو الرُّب

الشكوى تسرق لذة الحلوى!
شكو من مشاغبة أطفالك وغيرك يحلم بمداعبة خدود طفلٍ صغير، تشكو من تكلفة البنزين الذي يحرّك سيارتك وغيرك لا زال يتنقل على البعير، تشكو من عناء ساعات العمل في مكتبٍ محترم وغيرك في الشارع يلتقط أوساخك الممزوجة بعرقه الغزير، تشكو من غلاء إيجار بيتك ومصروف مدرسة أبنائك وغيرك في خيمةٍ في العراء يتجرع وجع الفقر المرير، تشكو وتشكو ولا تحمد المولى وهو الذي يغدق عليك من النعم الكثير!

لن تدرك قيمة الخير الذي تغرق فيه ويطمرك حتى أخمص قدميك، إلا عندما تنزل عليك لعنة ومصيبة تؤدبك وتقتلع عينيك، تشاهد تقريراً عن حياة الأمراء في القصور، فتحلم أن تصبح مثلهم غير آبهٍ بخفايا حياتهم والمستور، لأنك لا تكترث سوى بالمظاهر الخادعة وبعض القشور، أنتَ بحاجة لتدوين النعم التي تحيط بك في نقاط، فسرُّ السعادة كما ترى لا يتم في السعي إلى المزيد ولكن تنمية القدرة على التمتع بأقل هكذا قال سقراط!

الشكوى التي لا تنتهي ولا يخف أنينها، تكتب عليك الشقاء والاكتئاب مدى الحياة وتخطف منك سنينها، تعلم فنون الشكر الذي تدوم فيه النعم، تعلم فنون الحمد الذي يقتل الألم، اخرج من دائرة التذمر التي ستخنقك دون أن تشعر، وابدأ ببرمجة لسانك على ذكرِ خيرات الله والتفكّر، لا تكن ممن بين يديه قطعة شهية من الحلوى، سقطت منه وضاعت لذتها لكثرة ما حاصرها بالنقِ والشكوى…!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى