الزير سالم وعروض للموت المجاني!

#الزير_سالم وعروض للموت المجاني!

شبلي العجارمة

أما شبعت السکاکين من أکبادنا بعد?,وهل ارتوت الأرض الطيبة من أرواح الأبرياء?, هل اکتفت الأمهات نواحاً ?,وهل ارتوت النساء من اللطم علی الخدود ?, کم نحتاج لجيب حرةٍ لتمزقه علی أبيها ,علی ولدها ,وعلی زوجها ?, کم من حسرةٍ بقيت سينام عليها مجتمعنا الأردني الطيب ?,وکم من فاجعةٍ سيستفيق عليها غداً أيضاً?.
وکأننا نعيش عودة الزير سالم بعروض الموت المجاني في حرب البسوس ,أو أننا نتعايش مع مسلسل غليص في شريعة الصحراء التي سنها علی حدّ رمحه وخطها بشفرة سيفه, کم هو مکلفُُ هذا الموت علی المقتول لقاء الاجراءات التي يتخذها القانون للتعامل مع هکذا أحداث مرعبة ومخيفة بتنا نحذر أن نتحدث بها أمام أطفالنا ,لوعورة الرعب ,الخوف وقسوة التفاصيل, أين الخطأ بات يکمن ?,هل هو في المغالطات عند البحث عن الأسباب ?,أم هو في المعالجات المشوهة بين مطرقة القانون المدني وسندان القضاء المجتمعي العشاٸري?, أم أن الخطيٸة في البحث والاستقصاء عن الأسباب التي تکرر هکذا مشاهد متخلفة علی خشبة مسرح يومياتنا الحقيقية?.
الموت ,جثامين,جناٸز ومأٓتم ,حقاٸق ثلاثية الأبعاد نحاول التهرب منها لکنها تصفعنا صباح مساء ,نقف بذات الدهشة کل مرة و بکل أدوات الصدمة ولا نحرك ساکناً سوی أسراب من الکلام ,شاٸعات مع, وشاٸعات ضد ,وأخری للتبرير, ضاربين بعرض الحاٸط صمتاً فداحة الخسارات علی مستوی الفرد والأسرة والمجتمع والمال ,نقصُُ في الأموال والأنفس والثمرات قال اللهﷻ عنها أنها مصاٸب ,ولکن في عرفنا باتت عبارة بين قوسين نتناقلها بلهجة الاستسلام والانهزام ; “الکاينات تکون ومکتوبلهم مناياهم علی يد بعض ” ,نعم نحن أمة قضاء وقدر ,لکن أين الأخذ بالأسباب وسد کل منافذ الخطأ ,الزلل وتداعيات الکوارث التي باتت مکلفة علی الجيب والجسد وتعصف بنا بلا رحمة .
منذ مٸة عامٍ ونحن نتحدث عن الظواهر دون أن نجد فرضية واحدة للحد من انتشارها وتفاقمها ,ومنذ مٸة عامٍ مضت علی الدولة وهي تقف عاجزةً وحاٸرة ولا تحرك ساکناً للقضاء علی هکذا مصاٸب باتت تأتي فراداً وليست أٓحاداً, بما أن علاج الفكك في العضم بالکي بالنار فلا شك أن علاج الموت هو بالموت أيضاً لمن أراد الموت للأٓخرين .
نقرأ کل يومٍ عن هابيل وقابيل ولم نحاول أن نکون الغراب الذي ساهم في إشکالية وأد الجريمة علی أقل تقدير , وقد صغنا من همجية کليب والزير وجساس ملاحم للبطولة ,وصورنا القاتل بطل والمقتول مجرد کومبارس عابر , وکل يوم ننتظر بشغف ثارت الزير لکليب ونستبق لروايتها ونتبارز علی دقة تحليلها حتی وصلنا حد الفخر بکل ما يقوم به الزير من بطشٍ مفرط وقتلٍ عشواٸي بالمجان .
علی القانون أن ينظر بشمولية أکثر ,وعلی من يضع الدساتير ويشرع القوانين أن يکن أعمق بکثير من ذي قبل ,فقد باتت العقوبات أکثر ليونة ومرونة من ذيٴ قبل ,وکأن القانون بات لحماية القاتل وظلم المقتول من باب الحي أبقی من الميت ,والحي نحن علی موعدٍ معه علی المزيد من قتل الأبرياء من الأحياء بذمٍ بارد .

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى