الحوادث القاتلة على “طريق معان المدورة” يعيد فتح ملف خطورته

أعاد حادث تدهور مركبتين الأسبوع قبل الماضي على طريق المدورة الحدودية مع السعودية عند تقاطع الشيدية معان، وأسفر عن وفاة اثنين من الشبان، وإصابة 4 البعض منهم جروحه خطيرة، فتح ملف خطورة الطريق من جديد بسبب تكرار وقوع الحوادث المميتة عليه، خاصة أنه يعتبر الطريق الوحيد الذي يسلكه آلاف الحجاج والمعتمرين والمغتربين إلى الديار المقدسة.
وأعاد إلى الأذهان حادث تدهور حافلة المعتمرين في منتصف العام الماضي على نفس الطريق، وتسبب بإصابة 36 معتمرا بينهم 3 حالات خطيرة.
فيما مازال سكان مدينة معان يستذكرون الحادث الأليم وهم يسترجعون الذاكرة إلى سنوات خلت على وقع مشاهد وصور الحادث الذي أودى بحياة 7 من أبناء المدينة، كانت تعرضت مركبتهم لحادث سير عندما ارتطمت بحافلة معتمرين لم ير سائقها أمامه أي شيء إلا بعد أن اشتعلت النيران بالمركبة بعد أن كان الغبار يملأ أفق المكان والرؤية معدومة في ذلك الوقت على نفس الطريق.
ويقول الدكتور عودة ابو درويش، إن 10 سنوات مرت، وما زالت آثار المشاهد المؤلمة راسخة في أذهان أبناء المدينة عندما فقدوا 7 أشخاص بحادث سير، لا يكاد يمر وقت قصير إلا ويسترجع الكثير أمام أنظارهم صور حادثة موظفي منجم الشيدية الذين تعرضت مركبتهم لحادث سير على طريق المدورة الحدودية من قبل حافلة معتمرين.
ويشير أبو درويش إلى أنه وبعد هذا الحادث والحوادث السابقة المميتة التي وقعت على الطريق الدولي الحدودي عقدت فاعليات شعبية في المدينة لقاءات مع مسؤولين رسميين وندوات فكرية وحوارية لتدارس الطريق الذي تزداد خطورته ورداءته اثناء فصل الشتاء والأيام المغبرة بعد أن أصبحت الحاجة ملحة لأعمال التوسعة لازدياد حركة الشاحنات التي تنقل المواد الخام الى ميناء العقبة، لافتا إلى أن الطريق الذي  تسير عليه المركبات مايزال يحصد الابرياء بعد تفاقم حجم الضحايا عليه، مشيرا الى أن الحكومات المتعاقبة لم تستطع أن تجعله بمسارين، أو توسعته بما يجعله طريقا يصلح أن يكون دوليا بعد ازدياد وعبور مئات الشاحنات التي تنقل مواد الفوسفات والفوسفوريك من مناجم الشيدية وحافلات الحجاج والمعتمرين.
ويقول سائقو مركبات ومواطنون يستخدمون الطريق إن هذا الطريق يشكل خطورة على حياة مستخدميه، خاصة عند مناطق الانعطاف والانحدار، ومشيرين إلى أنه شهد وقوع مئات الحوادث في السنوات الأخيرة.
وطالبوا وزارة الأشغال العامة بالإسراع في إعادة تأهيل الطريق وتوسعته، خاصة عند نقاط المنعطفات الشديدة، إضافة إلى وضع شواخص تحذيرية، وعمل مطبات نموذجية عليه لتفادي وقوع حوادث مستقبلية.
وأشاروا إلى أن هذا الطريق المكون من مسرب واحد، يشهد حركة سير نشطة كونه جزءا من طريق دولي يربط الأردن بالمملكة العربية السعودية.
وطالب عطا الله العطون أحد سكان منطقة المدورة الحدودية، الجهات الرسمية المختصة باتخاذ تدابير عملية لزيادة سعة الطريق، ووضع إشارات إرشادية عليه تتناسب مع أهميته كطريق دولي يسلكه المئات من المواطنين بشكل يومي، مشيرا إلى أن المنطقة غالبا ما تشهد كثبانا رملية تسبب الحوادث، لافتا إلى أن الحاجة أصبحت ملحة لإعادة تأهيله وتوسعته.
ويشير عبدالله أبوطه إلى أن هذا الطريق الدولي ذي الطبيعة الصعبة يعتبر الطريق الأسوأ على مستوى المملكة والمحافظة، وذلك لتضاعف خطورته وازدياد الحوادث عليه، بعد أن أصبح طريقا تسلكه الشاحنات الناقلة للفوسفات وصهاريج الفوسفوريك الخطير، مطالبا وزارة الأشغال والجهات الحكومية المسؤولة بتوسعته ليكون بأربعة مسارب وساحات جانبية كمهارب للسائقين للتوقف خارج حدود الطريق أو عند حدوث الحالات الطارئة.
وقال أحمد ابو صالح، إنه ورغم محاولات وعمليات الجهات الرسمية المختصة، والتي تبذل وتنفق من أجل إصلاحه وصيانته منذ فترة طويلة، فإنه ما يزال الطريق الأكثر تسببا في وقوع الحوادث، وذلك لرداءته وخطورته، مؤكدا حاجة الطريق إلى إعادة تأهيل للتخفيف من خطورته التي تسبب العديد من الحوادث المميتة.
من جانبه، أكد مدير أشغال محافظة معان المهندس بدر الكساسبة أن طريق المدورة معان الذي يبلغ طوله 120 كلم، يشهد في كل عام أعمال صيانة وتوسعة، حيث ترصد له المديرية من خلال الوزارة مخصصات مالية سنوية لأعمال الصيانة، وإقامة الأكتاف على جانبيه، وذلك لأهميته كطريق دولي يمثل أولوية ضمن اهتمامات الوزارة.
وبين الكساسبة، أن الوزارة وفي ضوء توفر المخصصات المالية والحصول على الدعم من خلال المنح الخارجية التي يسبب عدم توفرها غالبا في إعاقة العمل، سيتم دراسة إعادة تأهيل هذا الطريق الحيوي، الذي يشهد حركة سير كثيفة خاصة خلال مواسم الحج والعمرة ليتسنى طرح عطاء تأهيله، قائلا “إن هذا الطريق سيكون بأربعة مسارب ذي اتجاهين وبمواصفات دولية عالية تناسب مكانته”. وأشار إلى أن الوزارة تولي أهمية كبرى لتطوير وتحسين الطرق الحدودية في المملكة والتي تعتبر البوابة الرئيسة للوطن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى