الإعلام رسالة

الإعلام رسالة
جمال الدويري

السيدات والسادة الأفاضل،
أثير الإذاعة والتلفزة، وساعات بثها المكلفة، هي منابر ووسائل لنقل الخبر وتعميم المعلومة، وتثقيف المجتمعات وتزويدها بما ينفع، وتحذيرها من الضار والمسيء، ومحاولة درء المخاطر عنها، بالنصيحة الحكيمة والتوجيه المحترف.
ولا يجوز ان تجعل هذه المؤسسات الاعلامية، استخدام كرامة وحاجة وعوز المستمعين والمشاهدين كمادة للإعلان والترويج للبرامج والمؤسسات، وإنابتها عن مؤسسات الدولة ووزاراتها بالمنح والمنع والعون الزهيد وعدمه، رغم ان هناك لهذه الخدمات العشرات بل المئات من الهيئات والمؤسسات والإدارات التي تكلفنا الملايين والألوف، لخدمة الشعب وأداء حقوق المواطنين وتلبية احتياجاتهم، دون ان تتحول هذه الحقوق الى مكرمات وأعاطي وشحدات غير كريمة وغير حميدة، على أيدي متصيدي الشهرة ومسحّجي الاعلام، بجواعيرهم المزعجة النشاز.
رسالة الاعلام، محددة وواضحة المعالم، مثل نظرية علمية لها قانونها، ووطنية هذه المهمة والرسالة، يجعل منها حراما ممنوعا على التصيد والتربص ونفخ الأوداج والتنمر، مهما انتفخ اسم المفوّه واشتهر صوته او قلمه، ولذا…ولأسباب موضوعية اخرى كثيرة، ارى ان ينتبه المشرّع وأصحاب الإعلام في بلدي، الى ضرورة تجديد رسم الخارطة الاعلامية الوطنية، شكلاً ومضموناً وأداءً، وإلزام الجميع بخطاب انساني وطني محايد، الا من الذود عن الوطن والانحياز اليه.
وقبل كل شيء، فإنه لا يجوز السماح بانزياح المهام وتبديل الأدوار، ومنح المتحذلقين والجعاجعة على الأثير، دور مؤسسات الحكومة المقدمة للخدمات وحقوق المواطنة، وعلى حساب كرامات الأردنيين وعزة نفسهم.
اما رسالتي للأخوة الاعلاميين المحترمين، وهم كثر وغالبية،
المواطن ليس صيدا او فريسة، والمتصل ليس عدوا او مناددا او منافسا، والمعترض ليس عدوا ولا جاسوسا، فاتقوا الله بما وكيف تواجهون من يثرون برامجكم وينفخون فيها الروح والمعنى.
الكِبر عدو الكبرياء، وليس رديفا له.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى