كبير المناضلين يرحل / د. ربحي حلوم

كبير المناضلين يرحل
أبا موسى الحبيب: ضافي الجمعاني: يا رفيق الدرب النضالي…أكاد لا أُصَدّق أنك رحلت…فالأحبة الأبرار لا يبرحون حشاشة القلب ولا يختفون من شريط الذاكرة…ولا يرحلون أبداً…..
قبل سبعة وخمسين عاماً جمعني وإياك مهجع نضالي واحد في أحد معتقلات العروبة الصحراوية العريقة لردح من الزمن …وفرّقتنا المنافي بعد طول معاناة لنلتقيَ ثانية من جديد في ذات الميدان النضالي المشترك وكلانا يمتشق بندقيته ومسدسه في ذات الساح الجهادي المقاوم ضد الاحتلال…أنت قائد فصيل مقاوم وأنا في موقع متقدم للفصيل الرئيس التوأم الذي اختُطف رهينة لأوسلو العار …
وفرّقتنا التطورات العاصفة من جديد لتقضيَ أنت ربع قرن في زنازين ذوي القربي وأقضيَ أنا مثلها سفيراً بالإكراه. وكلانا الأشد خصومة لنهج العار ومسلسل الردة والتنازلات ، لنلتقيَ من جديد لأكثر من مرة بعدها في أردن المهاجرين والانصار ، ونمارس ذات المبادئ التي نشأنا عليها منذ صبانا حفظةً لعهد الثوابت الوطنية والقومية أمناء على الدفاع عن الوطن والأمة ، حراساً للعروبة من محيطها الى خليجها ولفلسطين التاريخ من نهرها الى بحرها وللأمة منذ الضاد.
ومن حُسن الطالع -قبل أن يقع القَدَرُ -أنني سابقتُ الزمن حين بادرتُ إلى دعوة الإخوة في لجنة فلسطين برابطة الكُتّاب الأردنيين لإقامة حفل يتم فيه تكريمك لمسيرتك النضالية العروبية الحافلة فهاتَفْتَني معترضاً أن التكريم مستحق لي كما هو لك ، فكان لك ما تمنيت وسعدنا كلانا بحفل التكريم الذي رعته الرابطة الكريمة يوم الثالث عشر من آذار المنصرم والذي اداره الدكتور أحمد ماضي وكل من رئيسها الزميل الشاعر سعد الدين شاهين ورئيس لجنة فلسطين فيها الزميل الدكتور رياض ياسين وحضور جمهرة كبيرة من أعضائها وأصدقائها ومن الشخصيات الوطنية.
أبا موسى الحبيب: لروحك السلام…لا أصدق أنك رحلت…فالأحبة لا يبرحون شريط الذاكرة ولا يرحلون…!!!

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى