الحرب على الخطأ (كتاب) / جروان المعاني

الحرب على الخطأ (كتاب)

حين تلتقي المصالح ويلتقي الزعماء الحقيقين الكبار يمكن ان يتغير التاريخ لا بل وتتغير دلالات المفاهيم، والشواهد والاحداث على ذلك كثيرة جدا.
مر وقت طويل على توقيع صلح الحديبية بين كفار مكة والمسلمين لكنه كان لقاء غير وجه التاريخ ثم كان ما كان من نشأة دولة الاسلام وصولا للعهد العثماني الذي سيطرت فيه دولة الخلافة العثمانية على مساحات كبرى غربا وشرقا بعد حروب طاحنةٍ وكثير من اتفاقيات السلام، وهاهي تركيا تعيد خلط الاوراق فيلتقي بوتن باردوغان وكل الدلائل تقول ان الازمة السورية وكثير من الامور توشك على النهاية ان صحت الاخبار المسربة عن هذا اللقاء .
كل لقاء بين زعماء كبار على الاغلب تكون كثير من حيثياته سرية ويتم على اثرها خطوات عملية باتجاه تحقيق الاهداف، الا في عالمنا العربي فعلى اثر كل لقاء قمة تأتي النتائج عكس ما يتفقون عليه لانهم لا يمتلكون القدرة على التنفيذ وولاءاتهم مشتتة باتجاه القوى العظمى وبالتالي هم (الزعماء العرب) لا يمتلكون الا عصا يهشون بها على اغنامهم ولا مآرب اخرى بها، فعصاهم لا تطول الا بلادهم فيدمرونها تدميرا بردود فعل حمقاء .!!
الصدفة جمعتنا بدكتورة متخصصة بعلم الاجرام وتركز الحديث عن اجرام داعش، كيف نشأ واليات تجنيدهم؟ ثم صادف ان قرأت موجزا عن كتاب (الحرب على الخطأ، اسرائيل والاسلام) لمارتن كريمر، وعنوان الكتاب وحده يشير لاهميته، وادرك انه لن يحدث فرقا في دنيا العرب لانهم لا يقرءون لكنه سيكون بمثابة خارطة طريق لإسرائيل وشعبها وفي الكتاب تكريس للصراع بين الاسلام والمسيحية وفوائدها لاستقرار اسرائيل كدولة.
ربما لا جديد في كل ما ذكرت، وعلى رأي رئيس وزراء الاردن لن نعدكم بما لا نستطيع تنفيذه فكان رد احد الساخرين اذن لا تعد بشيء وهو جواب يقنعني لاني على قناعة تامة انه لا يمتلك فعل شيء وان عصاه التي يحملها لا سحر فيها لكنه يستطيع التلويح بها مبينا ان من سيعترض سيكون مصيره انه مفكر والتفكير في عرفنا جريمة .
بطيئة جدا عجلة البناء وجدا سريعة عمليات الهدم والتخريب وعلى الصعيدين المادي ممثلا بالبناء والانسان بمكوناته فقد استطاعت عصا الحكام ان تهدم بدواخلنا كبشر حبنا للاوطان ففي كل البلاد العربية التي تشهد الموت صار الانسان يقاتل شهوة بالحرب لا من اجل بلادة والدفاع عن حقه في الحياة، الأرض تضيق على دعاة الحب والسلام والحرب على الخطأ صار جريمة فمن لا يُقر ان المسلمين مستهدفين بعقيدتهم واستقرارهم اعمى فالدول التي لا يموتون فيها قتلا يحاصرون فيها رزقا وانجازاً، ولست اقول ان المؤامرة الكونية على الانسان العربي بعيدة عن تجريد القدس من هويتها واقرارا لفكرة (دمروا الاسلام ابيدوا اهله) فلا غرابة ان تاتي داعش بقرآن مشذب تحذف فيه كثير من الآيات، ولا اتعجب من هزيمة قادتنا امام شعوبهم ولن استغرب ان تهدأ الامور في سوريا على حساب مستقبل الاكراد وحقوقهم والشيشان والشركس والارمن ووجودهم، ان السياسة لا ضمير فيها ولا دين وان كان كل هذا الموت باسم الاديان حتى اضحت كل الاديان عند السياسيين كافرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى