لماذا لا يتبرعون للجامعات / خالد عياصرة

لماذا لا يتبرعون للجامعات

مؤسس شركة نايكي ( Nike ) ….. يتبرع ب 400 مليون دولار لصالح جامعة ستانفورد.

كينيث جريفين, رجل أعمال أميركي يتبرع ب 150 مليون دولار لجامعة هارفارد.

جيرث يويل يتبرع ب 100 مليون دولار لصالح جامعة ارجوان

مقالات ذات صلة

جون جاي جوردن يتبرع ب 75 مليون دولار لصالح جامعة نوتردام.

المتبرعون اعلاه, إناس عاديين, بدوا حياتهم كأي مواطن, ووصلوا إلى مراتب عليا في المال والأعمال.

لكنهم لم ينسوا التعليم, والجامعات, والطلاب من حساباتهم, فدعموا المؤسسات الجامعية وابحاثها, وحضنوا الطلاب وافكارهم, واسقطت هذه التبرعات لاحقا من الضرائب المترتبة عليهم, هذا في العالم.

أردنيا: تحول قرار الجامعة الاردنية الخاص برفع رسوم الدراسة الموازي, ورسوم الدراسات العليا, زخما حقيقيا لتحريك مجاميع الطلبة المتضررين من القرار, طبعا دون تنسيق مسبق بينهم.

الحجة التي اعتمدتها الجامعة لتطبيق القرار جاءت من خانة الديون المترتبة عليها, جراء تراكمها. و كنتيجة لفشل الإدارات الجامعية السابقة في سياساتها ومشاريعها.

هنا, أيحق طرح الأسئلة عن ديون الجامعة, مثل: أين صرفت الاموال ؟ من هو الدائن ؟ ما هي المشاريع التي شيدت بها؟ هل تمخضت الديوان عن نتائج إيجابية انعكست على العملية الدراسية ؟ أم تراها ركزت على منح الرواتب والمكافات فقط ؟

ماذا لو كانت المشكل أعمق من ذلك, هل يتطلب حلها كل هذا الوقت ؟

هنا, لا أريد الدفاع عن الطلبة في اعتصامهم أو عن والجامعة في قرارها, خصوصا بعدما تم خلطهما في السياسة والوطنية والامن والاستقرار, والفوضى, والتخوين المتبادل, مع تغييب فعلي للحوار وأدواته.

لكنني, أريد أن أسأل, مع استمرار الطلاب في اعتصامهم, وتعنت الجامعة في قرارها, لماذا غاب المسؤول اردني البرجوازي الذي ربته الدولة, ودرسته الجامعة الاردنية, عما يجري فيها ؟

اسمعت يوما عزيزي المواطن, عن أحد الأغنياء الذين درسوا في الجامعة الاردنية, وقد تبرع بدينار لصندوق دعم الطالب ؟ لا أتحدث هنا عن قاعات سميت باسماء البعض, بل عن مشاريع حقيقية ؟

هل سمعت يوما ان احدهم تبرع لبناء وترميم كلية فيها ؟ أو دعم مكتبة الجامعة ب 100 حاسوب, أو 1000 كتاب , أو قام بشراء مستلزمات المختبرات الخاصة بها ؟

اسمعتم ؟

في الدول التي يحترم بها المواطنين مؤسساتهم الجامعية, يعود الطلبة الاغنياء بعد سنوات من العمل, لدعمها والمساهمة في تخريج أجيال جديدة, كرد جميل لهذه الجامعات.

ماذا قدم المسؤول الأردني – بلا استثناء للجامعات الأردنية مع تأكيد التعميم – عدا سيل عرم من الخطابات والبيانات والتصريحات الكاذبة, إضافة إلى تفريخهم لأبناء بيولوجيين لضمان بقائهم وسيطرتهم على المناصب والمكاسب.

ماذا قدموا ؟

أي قيمة للتعليم, أن لم يرتد إلى اساسه الذي اخرجه, ما قيمة الأفواج الجامعية التي خرجتها الأردنية بالامس, بل قل أين ذهبوا ؟

ما قيمة كل هؤلاء الأغنياء في بلدي الذين جمعوا أموالهم من الأردن , و أرضه و موارده, أن لم يمدوا يد العون له وقت الحاجة.

ما قيمتهم ؟

بماذا يختلف اغنياء الأردن, عن اغنياء أوروبا واميركا, الذين يتبرعون للجامعات والمراكز البحثية من ثرواتهم.

بما يختلفون ؟

أزمة الجامعات ومن ضمنها الاردنية, أزمة مجتمع, شارك بها الجمسع اما بصمتهم, وأما بعدم مسؤوليتهم الوطنية اتجاه مؤسسات الدولة.

لذا, إلا يتوجب على الدولة تفعيل قوانينها, بحيث تقوم بتسديد ديون مؤسساتها بواسطة رفع نسبة الضرائب على الاغنياء, والبنوك والشركات الكبرى, لا على المعدمين من الفقراء, بحيث يتمكن هؤلاء من التبرع للجامعات, لتسقط لاحقا المبالغ من قيمة الضرائب المترتبة عليهم.

لكنني أسأل: هل تفرض الحكومة الأردنية ضرائبا على الأغنياء ؟

وهل يلتزم هؤلاء ؟

‫#‏خالدعياصرة‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى