أ.د حسن نافعة في منتدى نادي خريجي الجامعة الأمريكية القاهرة – الأردن

سواليف

خلال حديثه لمنتدى#نادي #خريجي #الجامعة #الأمريكية القاهرة – الأردن

سعادة الأستاذ الدكتور حسن نافعة – عضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي

  • نهر النيل طوله 6650 كم و حوض نهر النيل يضم 11 دولة, لا توجد مشكلة مياه بالنسبة للدول المشاطئة لحوض نهر النيل, اذا ما تم تحويل نهر النيل مجال للتعاون و ليس مجالا” للصراع, حيث يسقط على الهضبة الأستوائية لحوض نهر النيل ما يقارب من 900 مليار متر مكعب من الأمطار بحيث ان متوسط نصيب الفرد ممن يعيشون في حوض نهر النيل يتراوح بين 1000-1500 متر مكعب بحيث لا يوجد احد يمكن له ان يصل الى خط الفقر في المياه.
  • المشكلة تكمن فيما يتعلق بسد النهضة مع مصر و السودان و بخاصة مصر حيث السودان تعتمد على موارد المياه من نهر النيل بما يعادل 77% بينما مصر تعتمد على نهر النيل بنسبة 97% لأن مصر ليس لديها اي مصادر اخرى للمياه يعتد بها غير مياه النهر. اذا ما قامت الدول الواقعة على نهر النيل بالعمل على التعاون في ادارة مياه النهر فيمكن سد احتياجات الدول الواقعة على نهر النيل.
  • المشكلة تكمن في دول المنبع و بخاصة اثيوبيا حيث ترى ان المياه التي تسقط لديها او تسقط على هضبتها هي مياه خاصة باثيوبيا فقط و بالتالي لا تعترف بان نهر النيل هو نهر دولي و بالتالي يجب ان تدار مصادر المياه فيه وفقا” للأتفاقيات الدولية و هو ما تراه مصر و بالتالي تدار المياه ادارة جماعية بما يحقق التعاون و مصلحة الجميع.
  • هناك تباين في وجهات النظر بين دولة المصب من جهة و بين دولة المنبع من جهة اخرى, و هذه المشكلة تفاقمت بعد اتخاذ اثيوبيا قرارا” منفردا” ببناء سد النهضة حيث وفقا” للأتفاقيات الدولية المعمول بها و هي اتفاقيات تاريخية و التي يوجد عدد كبير من هذه الأتفاقيات و التي تلزم دول المنبع بعدم اقامة سدود على الأنهار المغذية لنهر النيل الا بعد التشاور مع دولة المصب (مصر و السودان) و بخاصة ما جاء في اتفاقية 1902 و لكن اثيوبيا تعتبر هذه الأتفاقية هي في حل منها لأنه تم توقيعها ابان الأستعمار و بالتالي لا تلزمها و هو تبرير غير مقنع و لا يلتزم بالقانون الدولي لأن اثيوبيا تعتبر من اقل الدول خضوعا” للأستعمار بحيث لم تخضع للأستعمار سوى في الفترة ما بين 1936-1941 و غير ذلك لم تكن اثيوبيا ترزخ تحت اي نوع من الأستعمار.
  • اتفاقية 1902 الملزمة بعدم اقامة اي سدود على منابع نهر النيل هي في المقابل اتفاقية ترسيم حدود حيث في المقابل تم التنازل عن بعض الأراضي السودانية لصالح اثيوبيا و هذه الأراضي التي اقيم عليها سد النهضة بحيث سد النهضة اليوم مقام على اراضي سودانية في الأصل تم التنازل عنها خلال اتفاقية ترسيم حدود عام 1902.
  • ازمة سد النهضة منذ البدء ببنائه و حتى اليوم مرت بثلاث مراحل مختلفة, المرحلة الأولى هي مرحلة التفاوض المباشر و اسفرت هذه المرحلة عن ابرام ما يسمى باعلان المباديء الذي تم التوقيع عليه في 2015 بالرغم من وجود بعض التحفظات عليه في مصر و لكن يقيم نوع من التوازن من خلال حق اثيوبيا في التنمية و الذي تعترف من خلاله مصر بحق اثيوبيا في بناء السد في مقابل عدم الأضرار و بالتالي يعتبر هذا الأتفاق اتفاق متوازن اذا ما تمت قراءته قراءة سليمة,
  • المرحلة الثانية من ازمة سد النهضة هو دخول الأتحاد الأفريقي على خط الأزمة حيث تم عقد مؤتمر قمة للدول الثلاث بحضور جنوب افريقيا التي كانت ترأس الأتحاد الأفريقي و لكن هذا المؤتمر لم يؤدي الى اتفاق و بالتالي تعقدت الأمور خصوصا” عندما اصرت اثيوبيا على ان تقوم بالملء الأول لخزان السد بشكل منفرد, و هو ما دفع مصر و السودان الى اللجوء الى مجلس الأمن و هي المرحلة الثالثة من النزاع و الذي لم يتمكن حتى الأن من استصدار قرارحاسم من اجل حل هذه الأزمة.
  • قامت اثيوبيا بالسير بالملء الثاني للسد و هو ما صرحت به اثيوبيا و لكن كمية المياه التي استخدمت في الملء الثاني تقل كثيرا” عن ما كان مخططا” لها بسبب غزارة الأمطار هذا العام هو ما جعل الأزمة تمر بسلام حيث ان الملء الثاني لو تم بكامل سعته كان من الممكن ان يؤدي الى صدام حقيقي .
  • ما زال هناك اربعة او خمسة مراحل اخرى للملء و بالتالي الأزمة ما تزال قائمة و ما تزال معقدة و جميع الخيارات بالنسبة لمصر ما تزال مفتوحة و هو ما قد يؤدي الى مواجهة عسكرية و هو ما لا يستطيع احد ان يتكهن لهذه المواجهات ان تنتهي و هو ما قد يؤدي الى زعزعة الأستقرار في كامل المنطقة في حال ما تطور الأمر لمواجهة عسكرية.
  • 74 مليار متر مكعب من المياه ما تحصل عليه مصر و السودان من مياه النيل من اجمالي يصل الى 900 مليار متر مكعب و هي 8% من حجم المياه التي تتساقط على اثيوبيا في نهر النيل .
  • الهدف وراء بناء سد النهضة ليس هدف توليد كهرباء او تنمية هو هدف جيوسياسي و هو السيطرة على مصر و السودان من خلال مياه نهر النيل.
  • الكيان الصهيوني كان عضو مراقب في منظمة الوحدة الأفريقية قبل انشاء الأتحاد الأفريقي عام 2002.
  • دول عربية و دول افريقية نجحت في الحيلولة دون ان يحظى الكيان الصهيوني باي صفة بالأتحاد الأفريقي عند تاسيسه حيث حتى عام 2021 كان الكيان الصهيوني مستبعد من الأتحاد الأفريقي.
  • رئيس الأتحاد الأفريقي قرر قبول اوراق اعتماد سفير الكيان الصهيوني لدى اثيوبيا و اعتماده مراقبا” عن كيانه لدى الأتحاد الأفريقي دون طرح القرار على الجمعية العامة للأتحاد. بحيث صفة المراقب لا يمنح اي دولة الحق في التصويت و لكن يمنحها الحق في حضور الأجتماعات و تقديم الأقتراحات و المشاركة في النقاشات.
  • الكيان الصهيوني يقيم حاليا” علاقات مع 46 دولة افريقية من اصل 55 دولة و هي الدول الأعضاء في الأتحاد الأفريقي.
  • كذلك فلسطين تحظى بصفة مراقب في الأتحاد الأفريقي منذ فترة طويلة منذ تاسيس منظمة الوحدة الأفريقية .
  • وجود الكيان الصهيوني ضمن الأتحاد الأفريقي يمنحها مساحة اكبر للتحرك اكبر من التحرك ضمن العلاقات الثنائية مع دول الأتحاد الأفريقي.
  • يجب علينا ان لا نلوم سوى انفسنا فلولا الوضع العربي المنهار لما سمح للكيان الصهيوني بالأنضمام الى الأتحاد الأفريقي. فيما سبق ليبيا و الجزائر لعبتا دورا” مهما في عدم انضمام الكيان الصهيوني للأتحاد الأفريقي.

استضاف منتدى نادي خريجي الجامعة الأمريكية بالقاهرة – الأردن و من خلال منصة شبكة التواصل الأجتماعي القامة الأكاديمية و السياسية سعادة الأستاذ الدكتور حسن نافعة – عضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي, الأمين العام السابق لمنتدى الفكر العربي, الرئيس السابق لقسم العلوم السياسية بكلية الأقتصاد و العلوم السياسية –جامعة القاهرة, استاذ زائر في العديد من الجامعات و المعاهد الدبلوماسية, الأمين العام للجمعية العربية للعلوم السياسية, المنسق العام للحملة المصرية ضد التوريثو للجمعية الوطنية للتغيير حيث دار النقاش حول التحديات التي تواجه مصر في ضوء استمرار السير بمشروع سد النهضة و اغفال اثيوبيا كل النداءات التي تدعوا للوصول الى حل يرضي كافة الأطراف , كذلك ابعاد حصول الكيان الصهيوني على صفة مراقب في الأتحاد الأفريقي. و قام بادارة النقاش و حاوره رئيس نادي خريجي الجامعة الأمريكية بالقاهرة – الأردن المهندس محمود ” محمد خير” عبيد حيث تحدث سعادته عن السيناريو المستقبلي لازمة المياه والسدود مع اثيوبياو قال ان ازمة سد النهضة مفتوحة على سيناريوهات متعددة حيث سيتوقف على حجم الضغط الدولي الذي سوف يمارس على اثيوبيا و عندما يتأكد المجتمع الدولي ان مصر لن تستطيع التعايش مع انقطاع مياه نهر النيل و اضاف ان المشكلة اذا حصل الجفاف الممتدد عندها مصر سوف تصاب باضرار جسيمة و بالتالي اصرار اثيوبيا على استمرارها بمشروعها و اتخاذ قرارات منفردة و عدم العمل على ابرام اتفاقية ملزمة تسمح بتشغيل و ملء السد بناءا” على مصالح الأطراف جميعها هذا سوف يؤدي الى تعريض المنطقة الى اخطار جسيمة و اضاف سعادته انه لا يستبعد العمل العسكري في مثل هذه الحالة لأنه سوف يكون من اجل الدفاع عن الحياة و هو ما يسمح به ميثاق الأمم المتحدة من خلال حق الدفاع الشرعي عن النفس التي تعرضت للتهديد من خلال تجفيف مياه النيل و هو ما لن تسمح به مصر اطلاقا” فعندما تستشعر مصر بان اثيوبيا مصرة على التمادي في موقفها و ان الضرر قد وقع عندها من الممكن ان تتحرك عسكريا” و عبر سعادته ان المجتمع الدولي لن ينتظر ان تصل الأمور الى المواجهة العسكرية و هو ما سوف يجعل الضغوط الدولية تتكثف من اجل ثني اثيوبيا عن المضي قدما بمشروعها و اضاف ان اثيوبيا دولة هشة نتيجة وجود اثنيات مختلفة و تمنى سعادته ان لا تحصل مواجهة عسكرية. فيما يتعلق باصرار اثيوبيا على الملء الثاني للسد و هو ما حصل فعلا” قال سعادته انه كان من المفترض ان يكون الملء الثاني للسد 13.8 مليار متر مكعب في حين اثيوبيا لم تخزن سوى 3.4 مليار مكعب حيث لم تستطيع تخزين كمية اكبر من ذلك بشهادة جميع الخبراء و هو ما خفف من حدة الضرر و هو ما جعل مصر لا تشعر باي ضرر نتيجة هذا الملء اما فيما يتعلق اذا ما كانت الأزمة دخلت في طريق مسدود، و اذا ما كان مجلس الأمن قادر على حل هذه الأزمة بين الأطراف الثلاث تحدث سعادته و قال ان مصر عندما ذهبت الى مجلس الأمن لم يكن لديها اي نوع من الوهن ان مجلس الأمن سيتمكن من حل هذه الأزمة او سوف يتخذ قرارا” وفق افصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة و هي القرارات التي تحتوي على الية للتنفيذ و تصبح ملزمة لكافة الأطراف لذلك من المتوقع ان يتخذ المجلس قرارا” وفقا” للفصل السابع علما” ان هناك دول كثيرة تعتقد ان الأزمة لم تدخل منطقة الخطر بعد و ان الأتحاد الأفريقي ما زال مرشحا” لأن يلعب دورا” مهما” و ان ممارسة بعض الضغوط الدولية على اثيوبيا يمكن لها ان تفضي الى حل للأزمة و الوصول الى تسوية و استطرد سعادته قائلا” ان ذهاب مصر الى مجلس الأمن كان من اجل استنفاذ كل وسائل التسوية السلمية الممكنة حتى لا تلام مصر انها تعجلت في اتخاذ مواقف اكثر خشونة , لذلك كان الذهاب الى مجلس الأمن ضروريا” من اجل ان تشهد العالم على تعنت الموقف الأثيوبي و اضاف سعادته انه يجب على مصر و السودان التنسيق بشكل افضل لأن مصالحهما مشتركة و عليهم الضغط بكافة الوسائل الممكنةو عبر سعادته ان اثيوبيا تهدف في نهاية المطاف اجبار مصر و السودان على شراء المياه من اثيوبيا و هو ما لن يكون مقبولا” باي شكل من الأشكال.

فيما يتعلق في الذي يدعوا الراي العام المصري يشعر بقلق بالغ على مستقبله، خصوصاً إذا ما فشل مجلس الأمن ونجحت إثيوبيا في فرض الأمر الواقع رد سعادته قائلا” ان شعور الرأي العام المصري بالقلق حول موضوع سد النهضة امر طبيعي و هو امر متعلق بوجود الدولة المصرية بحد ذاته و بوجود الشعب المصري كمجتمع و حضارة فمصر دون النيل ما كانت لتنتج هذه الحضارة التي شهدها العالم و ما كانت لتبقى الاف السنين فبالتالي القلق المصري امر طبيعي و لكن ما تهدف اليه اثيوبيا هو محاولة انتهاز الفرصة الراهنة التي يمر بها العالم العربي عموما” و مصر بصفة خاصة حيث مصر فيما سبق كان لها تأثير كبير على القارة الأفريقية نتيجة علاقاتها مع النخب السياسية في القارة الأفريقية و هو ما لم يعد بنفس الزخم حاليا” مما جعل اثيوبيا تتحين الفرصة من اجل التحكم بمياه نهر النيل بحيث تعتبر المياه التي تسقط على هضبة اثيوبيا هي مياه اثيوبية شأنها شأن البترول في باطن الأرض فكما من حق الدول المصدرة للنفط ان تبيع نفطها فمن حق اثيوبيا ان تبيع المياه التي تسقط على ارضها و هو ما يتجاهل القانون الدولي فيما يتعلق بمياه الأنهار الدولية و خرقا” واضحا” للقانون الدولي و اضاف انه لا تستطيع دولة مهما كان القانون الدولي ان يتعرض وجودها للتهديد دون ان يحرك ساكنا” لذلك كان الراي العام المصري يدفع باتجاه تحرك اكثر حدة حتى لو اضطرت مصر الى ضرب سد النهضة و هو ما ينبغي دراستها بكل دقة داخل المؤسسة العسكرية و هو ما يتم حاليا”. اما فيما يتعلق بازدواجية المواقف لبعض الدول فيما يتعلق بازمة سد النهضة فنجد من يمارس دور مساندتها للموقف المصري في المقابل نجدها و بشكل سري تدعم الموقف الإثيوبي في الخفاء رد سعادته قائلا” ان التعنت الأثيوبي الذي وصل الى مستويات ما كان ليصل اليها لولا دعم بعض الدول لمخططه و قراراته و في مقدمة هذه الدول الداعمة الكيان الصهيوني حيث ان الكيان الصهيوني لا يطمئن الى مصر حتى بعد التوقيع على معاهدة السلام , فالكيان الصهيوني يدرك جيدا” ان مصر هي الدولة الأكبر في المنطقة و ان وجود دولة قوية تشكل تهديدا” للكيان الصهيوني لذلك تريد ان تقوم بمحاصرة مصر من كافة الجهات و اضاف سعادته انه لا يستبعد ان يكون للكيان الصهيوني دور في تنامي العمليات الأرهابية في سيناء كذلك لا يبرء الكيان الصهيوني من ان يكون له صلات بالمنظمات الأرهابية التي تعمل في سيناء, و اكد انه يعتقد ان الكيان الصهيوني هو من يشكل مصدر التهديد الرئيسي للأمن الوطني المصري, اما فيما يتعلق بدعم بعض الدول الأخرى للمخطط الأثيوبي فبرره سعادته بان هذه الدول مدفوعة باعتبارات متمثلة بقضية التنافس الأقليمي التقليدي مع الدور المصري و هو ما يحصل ما بين كافة الدول العربية دون استثناء لغياب المشروع القومي الحقيقي, لذلك هناك من يكون مدفوع بمصالح اقتصادية يعتقد ان المياه الأثيوبية يمكن استخدامها في استثمارات معينة كالطاقة الكهربائيو او ممارسة نوع من الضغط على مصر من اجل الأبقاء عليها ضعيفة و اضاف سعادته انه يعتمد في معلوماته على تقارير صحافية تؤكد ان هناك دول عربية ساهمت في بناء سد النهضة و ما زالت تدعم الموقف الأثيوبي في حين عندما اجتمعت جامعة الدول العربية لمناقشة ازمة سد النهضة كافة الدول ايدت الموقف المصري و السوداني و بالتالي هناك دول تمارس سياسة مزدوجة لذلك على مصر ان تتعامل مع هذا الموضوع اكبر قدر من الشفافية. اما فيما يتعلق بتوسع النفوذ الصهيوني في أفريقيا من خلال انضمامها بصفة مراقب للأتحاد الأفريقي رد سعادته اسفا” ان الدول العربية هي من اعطت الكيان الصهيوني الفرصة لمد نفوذه ليس فقط في افريقيا و لكن في كافة انحاء العالم, فاذا ماا نظرنا الى علاقة الكيان الصهيوني مع الأتحاد السوفييتي سابقا” روسيا حاليا” نجد ان علاقة الكيان الصهيوني كانت مقطوعة مع المعسكر الشرقي تماما” و هذه القطيعة انتهت بعد انهيار المعسكر الشرقي و اضاف سعادته ان العالم العربي ساعد على تسريع انهيار المعسكر الشرقي بشكل او باخر و ذلك من خلال ان بعض الدول العربية ابرمت اتفاقيات مع الكيان الصهيوني مما فتح الطريق لدول المعسكر الشرقي ان تتعاون مع الكيان الصهيوني و ان تطبع علاقتها معها بحيث نجد ان علاقة الكيان الصهيوني مع الصين من اقوى ما يمكن الأن و كذلك مع روسيا علاقة تنسيق و تكامل كذلك علاقتها بالأتحاد الأوروبي قوية جدا” اما فيما يتعلق بعلاقتها بافريقيا نجد ان علاقة الدول الأفريقية التي كان لها علاقات قبل حرب 1973 قطعت في اعقاب حرب 1973 حيث كان هناك موقف متميز للدول العربية و قوي قادر على الضغط على الدول من اجل اتخاذ موقف من الكيان الصهيوني بحيث كان هناك كلام عن العالم العربي انه مقبل على التحول الى قوة سادسة , قوة كبيرة يعمل لها حساب في العالم و ذلك عندما استخدم العالم العربي النفط كسلاح سياسي , بعد ذلك انهار الموقف العربي بدءا” من قيام مصر بعقد اتفاقية كامب ديفيد ثم اوسلو و من ثم وادي عربة عندها انفرط العقد العربي بحيث لم يعد العالم يصدق ان الكيان الصهيوني ما يزال مصدر التهديد الرئيسي للعالم العربي و العالم العربي ما يزال يسير في مسار التطبيع مع الكيان الصهيوني رغم مواقف الكياني المتعنتة و رغم وجود المبادرة العربية على حساب القضية الفلسطينية فكيف لنا ان نتوقع من العالم الأفريقي ان يحترم قضيتنا و نحن نطبع مع الكيان الصهيوني , لذلك علينا ان نرمم البيت العربي من الداخل اولا” و ان نعيد التعامل مع الكيان الصهيوني بانها مصدر التهديد الرئيسي لعالمنا اذا ما كنا نريد محاصرة الكيان الصهيوني دبلوماسيا” على المستوى الأفريقي او على المستوى الدولي بشكل عام.

و في رد سعادته على تساؤل اذا ما زلنا بحاجة الى جامعة الدول العربية و هي التي لم تقم منذ تأسيسها باي عمل حافظ على كيان الأمة سوى بالتصريحات و التنديدات و نحن نرى اليوم الأتحاد المغاربي و الأتحاد الخليجي و الأتحاد الأفريقي و مؤخرا” الأتحاد الذي يجمع الأردن, العراق و مصر. رد سعادته قائلا” ان جامعة الدول العربية ليست كيانا” مستقلا” و منفصلا” عن الدول العربية حيث انها مرأة عاكسة لما يحدث داخل الدول العربية حيث ان جامعة الدول العربية عندما تأسست رفضت الدول العربية ان يكون للجامعة سلطات فوق سلطة الدول العربية اي فوق سلطة اي دولة و بالتالي القرارات التي تتخذها جامعة الدول العربية قرارات غير ملزمة بحيث لا تلزم سوى الدول التي وافقت على هذه القرارات لذلك ما كان لجامعة الدول العربية ان تقوم بدور اكبر من الدور الذي قامت و تقوم به بحيث للا يجب علينا ان نلقي باخفاقاتنا على جامعة الدول العربية بحيث نستخدمها كشماعة نلقي عليها اخطائنا فالخطأ الأساسي في الدول العربية و في الأنظمة العربية بحيث لو كانت الأنظمة تؤمن حقا” في الوحدة العربية و في القومية العربية و المصير المشترك لتصرفت الجامعة بطريقة مختلفة و لتم اصلاح جامعة الدول العربية بحيث كان من الممكن ان تقوم بدور اكبر من الدور الذي قامت به, و تسائل سعادته لماذا لم تتحول جامعة الدول العربية الى اتحاد يشبه الأتحاد الأوروبي و اضاف الفرق ان الأنظمة العربية تعتمد على الخارج في حماية امنها و هي دول لا تعتمد على حماية شعبها و لذلك الخارج هو الذي يسير هذه الأنظمة فماذا علينا ان ننتظر من جامعة تضم دول عربية انظمتها تعتمد على الدعم الخارجي و هنا تكمن المشكلة الحقيقية لذلك ليس علينا ان نتوقع من جامعة الدول العربية ان تقوم باكثر مما قامت به. اما فيما يتعلق بتأثير انضمام الكيان الصهيوني للاتحاد الأفريقي على القضية الفلسطينية و على الأمن القومي العربي وخاصة في الدول العربية بالشمال الأفريقي رد سعادته قائلا” ان الكيان الصهيوني لم ينضم للأتحاد الأفريقي هو له وضع الدولة المراقب بحيث وضعه يشبه وضع السلطة الوطنية الفلسطينية في الأمم المتحدة بحيث السلطة تتمتع في الأمم المتحدة بصفة مراقب و من المفارقات ان الدولة المغتصبة للأرض الفلسطينية دولة عضو في الأمم المتحدة و اصحاب الأرض يتمتعون بصفة مراقب و هو ما يمنحنا تصور كيف تسير الأمور في المجتمع الدولي و هذا ما يتضمنه دور الكيان الصهيوني في الأتحاد الأفريقي و تاثيره على الأتحاد و اضاف سوف يكون هناك معركة دبلوماسية بين الدول المؤيدة على قبول الكيان الصهيوني كعضو مراقب و بين الدول المعترضة على انضمامها و هو ما سوف يطرح خلال الأجتماع التنفيذي القادم للأتحاد و لكن في ضوء وجود 46 دولة لها علاقات مع الكيان الصهيوني من غير الممكن تجاهل انضمامه للأتحاد الأفريقي و 8هو ما سيجعلنا نشاهد مشهد غريب بعض الشيء و هو وجود السلطة الوطنية الفلسطينية و الكيان الصهيوني مراقبين في الأتحاد الأفريقي. و استطرد سعادته قائلا” انه من الممكن من خلال تواجد الكيان الصهيوني كمراقب في الأتحاد الأفريقي ان يكون وسيلة ضغط من الأتحاد على الكيان الصهيوني ضد التجاوزات التي يستخدمها ضد الشعب الفلسطيني.

اما فيما بصورة الكيان الصهيوني كنظام للابارتيد والفصل العنصري قال سعادته ان هذه الصورة بدأت تضح للعالم و ذلك بخاصة بعد الأحداث الأخيرة في فلسطين و صدور العديد من التقارير التي اشرفت عليها الأمم المتحدة و التي اكدت على ان الكيان الصهيوني يتجه نحو الفصل العنصري اضافة الى ان هناك مراكز ابحاث عديدة في مختلف دول العالم تؤكد ان الكيان الصهيوني يتجه الى نظام الفصل العنصري و بخاصة بعد اقامة الجدارو هو ما سوف يقود العالم ليتاكد ان الصهيونية ما هي الا شكل من اشكال الفصل العنصري و ذلك من خلال الفصل بين اصحاب الأرض الأصليين و الغزاة المحتلين و عبر سعادته ان هذا التطور من اهم التطورات التي شهدها الصراع الصهيوني العربي منذ انشاء الكيان حتى الأنو استذكر سعادته القرار 3379 الذي اتخذته الأمم المتحدة عام 1975 قرارا” باعتبار الصهيونية لون من الوان التمييز العنصري و هو القرار الذي اعتبرته الصهيونية قرارا” يشكل اهانة و صادم للمشاعر الأنسانية و هو ما لا يمكن ان يكون معبرا” عن الكيان الصهيوني حيث قام الكيان بفعل الكثير حتى يتم تغيير القرار او سحبه و هو ما حصل بحيث قامت الجمعية العامة للأمم المتحدة على الغاء القرار.لذا يجب علينا ان نستثمر الراي العام العالمي الأن كما فعلت جنوب افريقيا من خلال فضح نظام التمييز العنصري للحصول على حقوقها و هو ما يجب ان يحصل في القضية الفلسطينية من خلال تكاتف الجهود العربية بعيدا” عن الأرتماء في احضان الكيان الصهيوني.

اما فيما يتعلق كيف للقضية الفلسطينية ان تتجاوز الأنقسامات و تعود القضية هي القضية المفصلية لجميع الفصائل بعيدا” عن الهرولة خلف النفوذ و السلطة على حساب القضية رد سعادته قائلا” ان مسألة الأنقسام الفلسطيني مسألة خطيرة و هو امر مؤسف جدا” و هو من اخطر ما الم بالقضية الفلسطينية و انه يهدد القضية الفلسطينية بالتصفية الفعلية بحث اذا ما نجح الكيان الصهيوني بتصفية القضية الفلسطينية فلن يكون ذلك بسبب قدرة الكيان الصهيوني او قوته العسكرية بل بسبب انقسام الفصائل الفلسطينية و استطرد سعادته قائلا” ان هذا الأنقسام طال اكثر مما ينبغي و هو ما الحق اضرار” كبيرة بالقضية الفلسطينية و الشعب الفلسطيني و ليس هناك من سبيل الا بالمصالحة الوطنية من خلال تغليب مصلحة الشعب الفلسطيني و القضية الفلسطينية على المصلحة الفصائلية و هو ما سوف يجعلها ايجاد صيغة تلتقي من خلالها تؤسس لحركة وطنية فلسطينية جديدة عنوانها ان تكون هناك منظمة جامعة لكل الفصائل الفلسطينية و معبرة عن ارادة الشعب الفلسطيني بكافة اطيافه و اتجاهاته سواء القاطنين في شمال فلسطين او في الضفة الغربية و غزة او في الشتات بحيث يجب ان يكون ممثلين حقيقيين للشعب الفلسطيني و يمثلون ارادته و تطلعاته من خلال انتخابات حرة و ان تجمعهم منظمة او سلطة فلسطينية موحدة في هذه الحالة يجب على هذه المنظمة ان تطرح رؤيا جديدة مختلفة للتحرر الوطني الفلسطيني من خلال تصور واضح اما من خلال وجود دولتين او دولة واحدة و كيف ستناضل من اجل الوصول الى اهدافها و تطلعاتها. و من هذا المنطلق عبر سعادته انه مع ايجاد دولة واحدة يتعايش بها الجميع دون تمييز و هو الطرح الذي من الممكن ان يسمعه العالم خصوصا” بعد ظهور البعد الخاص بالتمييز العنصري داخل فلسطين و اضاف انه لا يعتقد انه هناك مكان لدولتين دولة فلسطينية و دولة صهيونية على ارض فلسطين التاريخية في ضوء التغول الأستيطاني على الأرض الفلسطينية و عدم وجود خطة للأنسحاب الى ما قبل 1967 و هو امر انتهى. لذلك الكطروح هو ايجاد حركة وكنية فلسطينية جديدة تطرح فكرة الدولة الواحدة التي يتعايش فيها المسلمين, المسيحيين و اليهود جنبا” الى جنب.

و في رد سعادته على تساؤل حول الفرق بين اتفاقيات السلام, معاهدات السلام و التطبيع رد سعادته قائلا” ان اتفاقيات السلام هي اتفاقية لفترة انتقالية لم تصل الى سوية المعاهدات الملزمة و التي توافق عليها برلمانات الدول الموقعة على هذه الأتفاقيات فعندما نتكلم عن معاهدة سلام نتكلم عن اتفاقية استكملت كافة المراحل القانونية من صياغة و ابرام الأتفاقيات, بحيث تبرم الأتفاقية و يوقع عليها بالأحرف الأولى ثم تعرض على البرلمانات في الدول التي وقعتها و عندما تقرها تدخل مرحلة التنفيذ و يتم وضع نسخ منها في الأمم المتحدة اما فيما يتعلق بالتطبيع هي كلمة مضللة حيث التطبيع عندما تكون هناك بيئة طبيعية للعلاقة المشتركة بين الدول بحيث يمكن ابرام اتفاقيات اقتصادية, سياحية, علمية او اي اتفاقيات اخرى و قال ان ما تقوم به بعض الدول من تطبيع مع الكيان الصهيوني هو عملية التفاف على الصراع العربي الصهيوني و على القضية الفلسطينية بحيث لا تمثل باي شكل من الأشكال التطبيع التقليدي.

في نهاية النقاش تقدم رئيس نادي خريجي الجامعة الأمريكية بالقاهرة – الأردن من سعادة الأستاذ الدكتور حسن نافعة بجزيل الشكر و الأمتنان على اجاباته القيمة و شفافيته و على ما قدمه من معلومات قيمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى