.منعطف تاريخي

[review]الخميس 1-10-2009

منذ ان نزعت أمي – عن جسدي – ”اللفاع”، مدخرة ما تبقى من بياضه لصبي آخر يتبعني، ومنذ أن لملمت ”خروقي” ذات المربعات الزرقاء الصغيرة كصفحات دفتر هندسي من على حبل الغسيل، ولملمت أغاني النعاس من على حبلها الصوتي.. وأنا أسمع ذات الخطاب من ذات المذياع..(أمتنا تمر في منعطف تاريخي)..

خطوت خطوتي الأولى بنجاح، صرت أمشي بكعب ومشط مثل كل البشر، دون سقوط او اهتزاز، صادقت الدجاج والأرانب والحمام والعناكب لأفهم كل لغات الانهزام والجبن والمكر..وما زلت اسمع ذات الخطاب من ذات المذياع..(امتنا تمر بمنعطف تاريخي)..

تحور الطبشور حول فمي وادعيت أمام أولاد الحي أنه حليب جاف، وأن سيارة الأمم المتحدة التي كانت تصطف امام بيت جيراننا وتنزل لهم المؤن والمساعدات كل اول الشهر، هي ملك ابي.. ومع ذلك، مازلت اسمع ذات الخطاب من ذات المذياع..(أمتنا تمر بمنعطف تاريخي)..

مقالات ذات صلة

ترسم شاربي، وتصلب جسدي على اهتزازات ومطبات وتأرجح الطريق،تماما مثل ركاب عربات الخيل.. سقطت أمام عيني عواصم مهمة من صندوق عروبتنا الخلفي دون ان تتوقف العربة او تنحني لها العروبة..وما زلت أسمع ذات الخطاب من ذات المذياع..(امتنا تمر بمنعطف تاريخي)..

شعوب أقل عددا، وأكثر فقرا، واصعب حالا، وأكثر انقساما، واسوأ فكرا، واكثر عنترية، أقلعت خلفنا، ثم تجاوزتنا..وما زلت أسمع ذات الخطاب من ذات المذياع..(امتنا تمر بمنعطف تاريخي)..

قبل المضي بي الى اللحد وترسيم حدود القبر بمفاوضات سلام جديدة..أنا على استعداد أن ”أبوس” يد أمين عام الأمم المتحدة، و”رجل” امين عام الجامعة العربية، و”وورك” مبعوث الاتحاد الأوروبي، و”قفا” المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، متبرعا بكل ما املك وما لا املك..على أن ”يطوبوا لنا هذا المنعطف التاريخي بأي ثمن”..ما دمنا لن نبرحه ابدا.

ahmedalzoubi@hotmail.com

أحمد حسن الزعبي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى