غربة الكاتب وانكفاء المثقف الاردني..

غربة الكاتب وانكفاء المثقف الاردني..
ا.د حسين محادين

( 1)
بحدود ما اطلعت عليه كمتابع ؛ لم اجد ما يثبُت في مجتمعنا الاردني ان هناك علاقة ايجابية مقنعة بين ارتفاع نسب التعليم الجامعي مثلا( 85%) واهمية الثقافة والمثقف معا في يومياتنا كأردنيين رغم انكفأ ادوارهم نسبة وتناسب دون مجاملة؛ بدليل درجة حضور واهمية المتعلمين المرتفعة اهتماما وانفاق، مقابل تدني مكانة وادوار الكتاب والمبدعين ونسب انتشارهم بكل تخصصاتهم وعناوين ابداعاتهم على مسرح حياتنا اليومية من حيث، محدودية مكانة المثقف الاردني، وفقره المادي غالباً..وهذه ازواجية واخزة للمتفكر؛أي التناقض الموجع بين ارتفاع نسب التعليم الاردني، وتدني مكانة المبدع كمولّد لأسئلة؛ الفلسفة؛ وقيم الجمال؛ وفضح قباحات الفقر ومصاحباته القاتلة .
(2)
ثمة مفارقة اردنية في مجتمعنا المتعلم هي ان على المثقف اوالمبدع إذا ما رغِب في النشر-مع التقدير لمحدودية النشر من قِبل وزارة الثقافة- فأن عليه ان يدفع نقدا لدور النشر مقابل ذلك بالحالة الاولى، اما الحالة الثانية هي حصوله على نسخ قليلة ولمرة واحدة من اصداره ان قامت دار نشر ما بالموافقة على نشر اصداره اصلا..لذا فأن اعداد النسخ التي تُطبع بارقام قليلة في الغالب (1000نسخة) في مجتمع تعداده قارب العشرة ملايين ..وهذه مفارقة اردنية اخرى بمسيس الحاجة لمحاورتها بدقة وعمق لاهميتها..فالضعف الثقافي وتدني منسوبه اردنيا في المجمل كان عاملا بارزا في انتشار السلوكات المتطرفة والارهابية خصوصا لدى شبابنا من الجنسين الذين التحقوا في الجماعات الارهابية بالسابق كما تؤكد اغلب الدراسات العلمية.
إذن؛ لنفتح حكومة ومؤسسات ونقابات مهنية ملف كل من :-
واقع الثقافة والنشر، التطرف والاندماج الاجتماعي والثقافي لشبابنا الصاعد وهم -النسبة الاكبر من السكان- و لعل صفته الابرز كشباب بأنه غير قارىء او حتى متابع للشأن الثقافي والفني، رغم حجة بعضهم بأنهم يعانون كمتعلمين من البِطالة والفجوة التنموية بين العاصمة الحبيبة عمان وشقيقاتها من المحافظات الاخرى من جهة، ومن جهة متممة الزيادة الطاغية لسطوة ثقافة الصورة والفيديوها وخطورة تقليدهما، الى الحد الذي اصبحت فيه التكنولوجيا والرقمنة ايضا، هي المصدر الاساس لتفاعل الافراد والمجاميع في مجتمعنا الأردني الحبيب.. وهذه دعوة لفتح ملف القراءة والنشر والثقافة واهمية استخدامات التكنولوجيا بصورة المتوازنة الواجب نشرها واهمية اعادة الاعتبار ايضا للثقافة والمثقفين والمبدعين ، فالثقافة وصناعها خميرة الحياة وموائل فكرنا وسلوكاتنا التي تمثل جذور السلوكيات الظاهرة او المنتشرة من حيث كونها سلوكيات مقبولة ويجب العمل على تثبيتها ونشرها، او ان تكون ثقافة تطرفية مرفوضة امنيا وثقافيا سواء اكانت لدى افراد او اي مجاميع، ونحن ندخل المئوية الثانية لدولتنا المعاصرة كمجتمع متعدد المنابت والاصول تحت مظلة الدستور وقيم المواطنة الواجب انضاجها فكرا ممارسات ناضجة..فهل نحن منتبهون مؤسسات متخصصة وحكومات للثقافة ..اهميتها..
ومآلاتها..؟.
– عميد كلية العلوم الاجتماعية-جامعة مؤتة.
– عضو مجلس محافظة الكرك”اللامركزية “.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى