العرب على عتبة ” ما بعد النفط” / وليد عبد الحي

العرب على عتبة ” ما بعد النفط”
وليد عبد الحي
عدد من المؤشرات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في العالم العربي تعزز الاعتقاد بأن العرب يقفون على ” عتبة ما بعد النفط”، فالنفط يمثل حوالي 78% من الاقتصاد العربي، لكن هذا القطاع الاستراتيجي يواجه عددا من التحديات أهمها:
1- تراجع نصيب النفط من اجمالي الطاقة المستهلكة في العالم إلى 32,9% حتى عام 2015، وإذا علمنا ان مصادر الطاقة الاخرى( الفحم والنووي والمياه …الخ) تزايد انتاجها خلال العشرين عاما الماضية بمعدل 39%( مقابل 24% للنفط) ، فإن ذلك يدلل على ان اعتماد العالم على النفط سيكون أقل وأن نسبة مساهمة النفط في الطاقة العالمية عام 2020 ستتراجع بمعدل 1,8% .
2- اسعار النفط: عند النظر إلى الفترة من حرب 1967- الآن( حوالي نصف قرن)، يتبين ان المتوسط الحسابي لسعر النفط خلال الخمسين سنة الماضية هو 72,66 دولارا للبرميل، ولو عدنا لسنوات انخفاض الاسعار دون هذا المستوى وقارناها مع سنوات ارتفاع الاسعار عن هذا المتوسط ايضا ، سنجد ان الاسعار تجاوزت المتوسط في 19 سنة ولكنها كانت دون المتوسط في 31 سنة.
3- صعوبة التخطيط بعيد المدى استنادا لاسعار النفط المتذبذبة بشكل كبير، فمثلا كان سعر النفط في أقل مستوياته في السنوات 1970 و 1995 و2000 حيث بلغ 11 دولار و 26,5 و 39,2 دولار للبرميل على التوالي..ولكن سعره في السنوات 2011 و2012 و2013 هو 117,2 و 115,3 و 110,6 دولارا على التوالي، وهو ما يعني رياضيا ان متوسط الفارق بين مراحل الانخفاض القصوى ومتوسط مراحل الارتفاع القصوى هو 25,56 مقابل 114,36 ، أي بفارق هو 88,8 دولار ، وهو فارق يدلل على أن التذبذب اقرب للحركة العشوائية.
4- سعر البرميل حاليا (الربع الاول من 2017) هو 47,7 دولار للبرميل ، أي انه أقل من المتوسط بحوالي 24,96 دولارا.
إذن الاعتماد العالمي على النفط يتراجع، ومستوى الاسعار يغلب عليه التوجه نحو السعر الأقل من المتوسط، وهو ما يعني ان حصيلة الناتج العربي ستكون أقل كثيرا من الفترات السابقة.
فإذا اضفنا لذلك :
أ‌- معدل أسعار الواردات العربية من المواد المصنعة ارتفع خلال الفترة من 1985 إلى الآن بنسبة 82% في الوقت التي تميل فيه اسعار المنتج العربي الرئيسي(النفط) للانخفاض.
ب‌- يعد العالم العربي من أعلى اقاليم العالم في نسبة الانفاق العسكري إلى اجمالي الناتج المحلي،فإذا علمنا أن اسعار الاسلحة المختلفة زادت بمتوسط 160%(مائة وستين في المائة) خلال الفترة من 1985 -2016، ندرك المآزق المترتب على ذلك.
ت‌- يبلغ عدد سكان الوطن العربي حاليا 389 مليون نسمة ، مقابل 189 مليون عام 1985، وهذا يعني ان الوطن العرب زاد 200 مليون نسمة خلال حوالي 30 سنة، أي بمعدل حوالي 6,7 مليون نسمة سنويا، وهو ما يزيد من الازمة احتداما.
ذلك يعني أن العالم العربي يقف على عتبة ما بعد النفط ..فهل سيجد طريقا؟..ربما..وربما…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى