سرعات غير محددة

#سرعات #غير #محددة / #يوسف #غيشان

منذ بداية وعي الإنسان بذاته وهو يحلم بالانتقال السريع من مكان الى آخر بعيد، دون أن يتكلف مشقة الطريق، والتعرض لمخاطر الحيوانات الشرسة، وربما جاء هذا الحلم جزءا من متطلبات الحسد الذي كان يكنّه الإنسان للقرود التي تتنقل برشاقة بين الأغصان.

الحلم أصبح حقيقة قريبة منذ بدايات القرن الماضي مع نظريات أينشتاين «أبو كشة جنان» الذي إدعى أنه من الممكن فيزيائيا نقل ذرات من مكان الى آخر، وأكد ذلك من جاء بعده من جهابذة ميكانيكا الكم ونظرية الكوانتم.

-تبا للخيل والبعارين والحمير والدواب جميعا، التي تتحول الى مجال المباريات والمبارزات، وينتهي دورها في مجال النقل العام.

  • تبا للسيارات والقطارات والطائرات بأنواعها.
  • تبا لنقل القوات الى ساحة المعركة بمناورات مكشوفة أمام العدو.

أما الفوائد الجمة التي سنحصل عليها في الوطن العربي فيمكن أن نتخيل بعضها في هذه العجالة:

  • تتحقق الوحدة العربية، ويتم الغاء الحدود عمليا وعلميا، بعد أن صار بالإمكان التنقل بدون المرور على الجمارك والأجهزة الأمنية ونقاط التفتيش والمقصات الطائرة، لا فيزا. لا كفلاء …لالا يا الخيزرانة.
  • فلتسقط مؤامرات الوطن البديل، حيث يستطيع الفلسطيني العودة الى أرض الأجداد بكل بساطة، لا بل أن كل عربي يستطيع ذلك، فلا يجد اليهود بدا من الهرب الفوري خوفا من هذا المحيط المعادي، ويتحقق حلم العودة الفلسطيني، ويصلي المسلم في الأقصى متى شاء، وكذلك يفعل المسيحي العربي في كنيسة القيامة.

تخيلوا شوارع خالية تماما من السيارات والحافلات …لا سائقين ولا قاطعي تذاكر ولا كمسارية . لا حوادث سير ، لا زوامير لا هوامير . طبعا لا ميكانيكية سيارات ولا بناشر ولا كروكة ….ولا شرطة سير.

تخيلوا فضاء خاليا من الطائرات، سوى الطائرات الورقية، وبعض هواة التنقل بالطرق القديمة لغايات المتعة، مثلما يركب أبناء المدن الخيل والبعارين والحمير حاليا، في الرحلات السياحية.

سنخسر مضيفات الطيران الدمثات طبعا، لكن لا بأس، مقابل تنقل يخلو من المتاعب، ومن رهاب الطائرات، ناهيك عن الحوادث القاتلة …. والصندوق الأسود..وعدم العثور على ناجين.

التخوف الشرعي والوحيد من النقل الفوري في العالم العربي ، هو أن تنجح الأنظمة في نقل جميع المعارضين والمحاورين والمتمردين والمترددين ..أن تنجح في نقلهم بسهولة ويسر،تنقلهم الى..الرفيق الأعلى

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى