حرائق جبال القدس .. “ما أخفاه الصهاينة وأظهرته النار” / صور

سواليف

نذ أن أُخمدت النيرانُ المشتعلةُ في #جبال #القدس #المحتلة، تداول باحثون وناشطون على منصات التواصل الاجتماعي، صورا تُظهِر بطون الجبال وتلالها وسفوحها عاريةً بعد أن تركت ألسنة #النار #الأرض محروقة لا شيء عليها سوى سيقان شجر #الصنوبر الدخيل.

وما إن ظهرت الجبال في صورة بانورامية جويّة تكشّفت مُدرّجات الجبال أو ” #الرباعات ” (بلهجة فلاحي الشمال) التي هندسها #المزارعون #الفلسطينون في تقديرات أركيولوجية تعود لقبل 400 عام.

وكان للناشطين والباحثين آراء حول الصور وما أظهرت وعبّروا فيها عن تقديراتهم التأريخية والجغرافية لِما شاهدوا من خفايا كانت تغطيها فروع الصنوبر.

وكتب المؤرخ والكاتب، د. جوني منصور، منشورا على حسابه في صفحة “فيسبوك” قال فيه “بعد إخماد #الحرائق في عدد من جبال القدس تكشف منظر لم يتوقعه أحد (على ما أعتقد) وهو #المدرجات (أو الرباعات كما يسميها فلسطينيو الشمال) الزراعية التي نظمها #الفلاح #الفلسطيني على مدى عقود طويلة.. بعض الباحثين يؤكد انها بشكلها المتكشف عمرها 400 سنة.. وباعتقادي أن عمرها أكثر من ذلك بكثير.. هذه نتيجة جهد وعرق ودم الفلاح الفلسطيني ليحافظ على أرضه وتربتها وبالتالي يعتاش منها.. لكن ماذا فعل المشروع الصهيوني الاحتلالي والاقتلاعي؟ قام عبر مؤسساته الكولونيالية بتشجير مساحات شاسعة من هذه الجبال وغيرها لإخفاء تضاريس ومعالم المنطقة وإبادة ما فعلته وكونته أيدي الفلاحين… في أعقاب عمليات التشجير والتحريج التي قام بها الصندوق القومي تم إخفاء كل ما هو فلسطيني عمره عشرة آلاف سنة لصالح كل ما يوحي بصهيونية ويهودية المكان وأكثر من ذلك ونتيجة العقلية الكولونيالية الأوروبية التي كونت الصهيونية فإن مشروعها اعتمد أيضا على نقل ‘المكان‘ الأوروبي إلى فلسطين ليحظى المستوطنون براحة شبيهة بتلك التي عاشوها في أوروبا”.

وقال د. منصور في منشوره: “أود أن ألفت نظر المتجولين في فلسطين أن مثل هذه الأحراش نجدها في مواقع أخرى تخفي قرى ومزارع فلسطينية هدمتها إسرائيل في 1948 بعد تهجير أصحابها سكان وأصحاب البلاد وزرعت مكانها وعليها أشجار الصنوبر الأوروبي. على سبيل المثال: أراضي معلول. أراضي سحماتا وغيرها… تم إخفاء القريتين وبصعوبة يمكن ملاحظتهما”.

وختم د. منصور منشوره قائلا إن “النار التهمت بعضا من جبال القدس وكشفت عن جانب من المشروع الاستعماري الصهيوني وكشفت الحقيقة الجغرافية – التاريخية… فهل من نار أخرى تكشف أحوالا أخرى؟ سلام عليك يا وطني”.

وكتب الناشط ومرشد الجولات في القرى الفلسطينية المهجّرة، عمر الغفاري، منشورا على حسابه في “فيسبوك”، عنونه بـ”اشتعلت النار وانكشف ما تحت الاستعمار”.

وأورد الغفاري في منشوره 3 نقاط

1- في الوعي. ترددت خلال الأيام الأخيرة وخلال تغطية الأخبار عن الحرائق في جبال القدس أسماء المستعمرات الإسرايهودية- صهيوعبرية، وكلها مسمّيات كولونيالية تغطي أسماء البلدان الفلسطينية المهجرة منذ عام 1948، والتي كانت تملأ المنطقة حضورًا وتراثًا وزراعةً.

هذه بعض أسماء الاستعمار المذكورة، والأسماء الأصلية المطمورة، والتي يجدر بنا إحياؤها وتداولها، لأنّ بذلك عمل مقاومة ضدّ تزييف الوعي ومحو الهوية الفلسطينية من المكان والزمان:

كيبوتس تسوڤا- قرية صوبا
Kibuts Tsova- Suba village
شورش (وشوئڤا)- ساريس
Shoresh- Saris
رمات رازيئل – بيت أم الميس
Ramat Raziel- Bayt Umm al-Mis
كيسالون- كَسلا
Kisalon- Kasla
بيت مئير – بيت محسير
Beit Meir- Bayt Mahsir
مستشفى إيتانيم- دير عمرو
Etanim – Dayr ‘Amr
هسطاف- قرية سطاف
Ha Sataf – Sataf
جبل هار إيتان – قرية خربة اللوز
Har Eitan- Khirbat al-Lawz
عين كيرم – عين كارم
Ein Kerem- ‘Ayn Karrim
أورا – الجورة Ora- al-Jowra
عامينداڤ- الولجة
Aminadav- al-Walaja
چڤعات يعاريم- خربة جبع من أراضي خربة العمور Givaat Ye’arim – Jabaa in Khirbat al-Umour village
أشتاؤول- إشْوَع Eshtaol- Ishwa’

2- على الأرض انكشفت آثار البلدان المهجّرة والمدرجات الزراعية الفلسطينية (السلاسل كما تسمى في بعض المناطق) بعد أن احترقت الأشجار الكولونيالية.

هذه السلاسل – كما في أراضي قرية كسلا التي في الصورة – ميّزت جبال القدس وصنعتها يد الفلاح العربي الفلسطيني خلال مئات السنين. كان الإسرائيليون يدّعون أن هذه المدرجات هي “إرث يهودي” من فترة بني إسرائيل في أرض كنعان قبل أكثر من ألفي عام. رواية محبوكة لضبط الأسطورة الصهيونية.

بحث إسرائيلي نشر عام 2016 أكد أن أعمار غالبية هذه المدرجات يتراوح بين 400 إلى 800 عام، وقليل منها يعود إلى الفترة الرومانية المتأخرة أي قبل أقل من ألفي عام، ولم يجد البحث أي علاقة بين هذه المدرجات والرواية التوراتية.

3- إنّ زرع غابات السرو والصنوبر سريعة الاشتعال التي زرعتها اليد الصهيونية والتي لا تناسب طقس بلادنا مثل أشجار الزيتون والبلوط والخروب والصبار هي عملية اغتصاب ثم “تحويل” للحيّز من عربيّ فلسطينيّ إلى أوروبيّ استعماريّ.

وهو غباء واستعلاء وعنجهية طالما اتّسم بها المستعمرون في كل العالم إذ أنهم لا يفقهون حتى النهاية طبيعة البلاد التي احتلوها رغم ادّعائهم المعرفة والتطوّر.

في كل الحالات الاستعمارية فشل المستعمِرون، على المدى البعيد وفي نهاية المطاف، بفرض هويتهم. وما نجحوا ببنائه ما هو إلا مظاهر سطحية يمكن تقشيرها بسهولة. وها هي النار تحرق القشرة وتكشف الهوية الحقيقية المدفونة تحتها.

واقتبس المهندس البيئي، عمر عاصي، في منشور على حسابه في “فيسبوك” أقوال كاتب إسرائيلي: “عن صنوبر ‘الكيرن كييمت‘ والحرائق.. يقول كاتب إسرائيلي: ‘في حريق الكرمل عام 2016، احترق كل ما في وادي أحوزا في حيفا (وادي الريشة) ومُنذ ذلك اليوم والوادي يتعافى ببطء، بيد أن بقعة ساحرة بقيت في المكان تختبئ فيها عين التينة وبقربها بركة تتجمع فيها مياه الينبوع وهي عبارة عن ‘واحة هدوء في قلب المدينة‘ ويُكمل: ‘لا بُد أن ننتبه هنا إلى التناقض ما بين أشجار الصنوبر التي تغطي منحدرات الوادي والبستان الطبيعي حول العين، فالأولى (أشجار الصنوبر) تأذت واحترقت ولم يبقَ لها ذِكر بينما البستان الطبيعي بقي كما هو، كأنه لم ينشب هناك حريق البتّة‘”.

المصدر
عرب 48
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى