أكيد .. السعود وحزان.. مباطحة كلامية حولتها وسائل اعلام الى قضية رأي عام

سواليف

مواجهة كلامية بين عضو مجلس النواب الأردني يحيى السعود وعضو الكنيست الاسرائيلي أورن حزان، جعلت منها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي قضية رأي عام، شغلت بها الوسط الصحافي والجمهور على مدار يومين.
وتناولت وسائل اعلام عددا من الأخبار والتقارير التي تتحدث عن “مباطحة” مرتقبة بين النائب السعود وعضو الكنيست حزان في منطقة جسر الملك حسين، بعد التهديدات الكلامية التي أصبحت موضوع تندر على منصات التواصل الاجتماعي.
وتتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني “أكيد” حيثيات الموضوع منذ بدايته والتي تمثلت بانتشار فيديو يظهر فيه النائب يحيى السعود في بيت عزاء الجواودة يتحدى الإسرائيلي أورن حزان لمواجهته عند جسر الملك الحسين، ردا على منشور للأخير على صفحته على فيسبوك يتعلق بجريمة السفارة الإسرائيلية.
وانشغل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالأمر وتناقلوه بالتحليل والتعليق، مبدين أراءهم حول ذلك سلبا وإيجابا، لكن الأمر الغريب هو تسليط وسائل الإعلام المحلية الضوء عليها بشكل مبالغ فيه وتحويلها الى قضية رأي عام، متناسية العديد من الملفات المهمة الراهنة.
وتبنت العديد من الصحف والمواقع الإلكترونية تسارع وتيرة الأحداث نقلا عن صفحته الشخصية وأحد المواقع الإخبارية التي رافقته و وسجلت عددا من الفيديوهات، حيث نشرت وبشكل متتابع تحت صيغة “عاجل” عن نية السعود التوجه الى جسر الملك الحسين في العاشرة من صباح الاربعاء الثاني من أب الحالي، وقبول النائب الاسرائيلي مواجهته، ومن ثم دعوة السعود مؤيديه للنزول لجسر الملك الحسين.
كما حرصت العديد من الوسائل الإعلامية التواجد عند نقطة التجمع كما طلب السعود من مؤيديه وفي منطقة جسر الملك الحسين، حيث لجأوا الى خاصية البث المباشر من صفحاتهم الخاصة على فيسبوك، فيما تحدثت تقارير عن منع دخول الصحفيين للجسر، ومن ثم السماح لهم بالدخول.
وانتهى الأمر بمنع نتنياهو لعضو الكنيست حزان من مواجهة السعود، والذي بينت تقارير أنه وصل الى الجسر، واخرى نقلت تصريحات صحافية له بتحديد موعد جديد للمواجهة. موقع إخباري عربي نشر تقريرا حول دعوة السعود لمواجهة النائب الإسرائيلي، لكنه نشر اسم شخص اسرائيلي أخر بمسمى وظيفي مختلف، حيث ادعى التقرير أن النائب المقصود هو نائب رئيس الموساد السابق رام بن باراك وهو أمر غير صحيح، إذ أن النائب الذي نشر كلاما مستفزا حول جريمة السفارة الإسرائيلية مؤخرا في عمان، هو عضو الكنيست الإسرائيلي أرون حزان.
ووقعت العديد من المواقع الإخبارية المحلية في نفس الخطأ. وعمدت مواقع إخبارية أخرى الى لفت الانتباه بنشرها صور ومعلومات منقولة عن صفحات النائب الاسرائيلي في مواقع التواصل الاجتماعي، فيما نشر موقع أخر عن مكافأة مالية للنائب السعود من قبل مواطن أردني في حال تواجه مع عضو الكنيست الأسرائيلي، دون ذكر المصدر.
وفي نهاية اليوم الثاني من تلك الأحداث نشر السعود على صفحته تسجيل لمكالمة هاتفية تلقاها من نظيره الإسرائيلي، طالبه فيه مرارا تقديم الاعتذار للأردن، ونشر التسجيل العديد من المواقع الإخبارية.
ورصد “أكيد” عددا من التقارير التي احتوت مبالغة وتهويل في العناوين، نذكر منها:
اردنيون يحتفلون بانتصار يحيى السعود على حزان ..
ومطالبات بإعلان اليوم عطلة رسمية السعود يعلن النصر ويعود الى عمان
مباطحة القرن بين السعود وحزان تضج تويتر..
السعود يرد على نظيره الاسرائيلي برد ناري
ويوضح أيمن الحنيطي، الباحث في الشؤون الإسرائيلية في حديث مع “أكيد”، أن الاهتمام الحاصل تجاه هذه القضية من الجانب الاسرائيلي تركز في الإعلام الخاص فقط ولم يكن بنفس التركيز والمبالغة التي حدثت في وسائلنا الإعلامية.
ويضيف الحنيطي “النائب حزان من الشخصيات المثيرة للجدل في المجتمع الإسرائيلي، فهو من حزب الليكود المتشدد ويحاول قدر الإمكان أن يجعل لنفسه شعبية حيث يصف نفسه بترامب إسرائيل”. ومن مواقفه التي أثارت جدلا في الأوساط الإسرائيلية التقاطه صورة سيلفي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال زيارته الى إسرائيل والتي أعتبرها الشعب الإسرائيلي تصرف غير دبلوماسي.
وحزان متورط بقضية فساد – بحسب الحنيطي – وهي قضية تتعلق بملهى ليلي يمتلكه في هنغاريا، وحاول أن يلفت الأنظار عنه من خلال انتفاضة الأقصى أو ما يسمونها “انتفاضة الأفراد … الطعن والدهس وفيسبوك” في تشرين الأول من عام 2015، وذلك من خلال تصريح لوسيلة إعلام إسرائيلية يوضح فيها “كل مخرب – أي فلسطيني يقوم بعملية طعن – يستحق رصاصة في رأسه”.

ويعتبر الحنيطي أن المجتمع الإسرائيلي ينظر لحزان، كرجل تصرفاته غير مسؤولة ومتشدد في أرائه، حيث تحدث حزان للوسائل الإعلامية الإسرائيلية فور وصوله إلى الجسر عن مدى استعداده وجاهزيته لمواجهة السعود.
وحول تغطية الإعلام الأردني لهذه القضية، يقول الحنيطي “بالغت المواقع الإلكترونية في حديثها عن هذا الموضوع سعيا وراء السبق الصحفي والقراءات، دون أن تهتم بالقضايا الحساسة والمهمة التي تمر بها المنطقة والأردن وأهمها المسجد الأقصى والقدس، والأجدر بها أن تغلب المصلحة العامة على المصالح الشخصية ولا تلفت الانتباه عن القضايا المفصلية”.
وحذر الحنيطي من “الدعاية الإسرائيلية، فيما يتعلق باستخدام بعض الوسائل الإعلامية لمصطلحات إسرائيلية وتمريرها الى الشعب الأردني بطريقة مغلوطة من دون فلترتها”. ويرى عمر المحارمة عضو مجلس نقابة الصحفيين “أن المواقع الالكترونية تعاملت مع القضية، تبعا لحجم الاهتمام الذي رصدته على مواقع التواصل الاجتماعي”.
ويضيف المحارمة في حديثه مع “أكيد”، “بالرغم من أن قضية المباطحة تعتبر اسفافا سياسيا وتسفيها لمؤسساتنا ودورها وخطابها، الا أنه كان لها حجم متابعة كبير في مواقع التواصل الاجتماعي ومن هذا الباب تعاملت معها وسائل الإعلام، بغض النظر عن أهميتها ومضمونها، كما تعاملت معها المواقع العبرية”.
ويعتقد المحارمة بمحاولة البعض “توجيه الاهتمام نحو هذه القضية، لصرف الأنظار عن حادثة السفارة الاسرائيلية، أو من باب تنفيس الاحتقان الجماهيري الحاصل حولها”.
وكونه يعتبر رئيس تحرير أحد المواقع الإخبارية التي تابعت قضية السعود منذ بدايتها ونشرت فيديوهات حصرية، يوضح المحارمة “لا ألوم المواقع الإخبارية، فهم جميعا يتطلعون الى تحقيق أكبر عدد ممكن من القراءات والمتابعة، حيث حصلت احدى الفيديوهات على مليون وربع مليون مشاهدة وذلك أمر مهم بالنسبة لطاقم العمل، وإن لم نكن مقتنعين بأهمية الموضوع والحدث”.

مرصد اكيد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى