الشاعران القرنة والهريس عاينا الراهن العربي وتغنيا بالأنوثة والوطن

أقيمت يوم أمس، في «مغارة الشعر في محافظة المفرق، أمسية شعرية للشاعرين: مصطفى القرنة من الأردن، ونايف الهريس من الإمارات العربية المتحدة، حيث قرأ الشاعران باقة من أشعارهما، في حين قدم الشاعرين وأدار الأمسية الأديب عبد الكريم الملاح. وقد استهل الأمسية الشاعر نايف الهريس، الذي قرأ من نخبة من قصائد ديوانيه «سلام على البردة» و»سواقي المطر»، انحاز خلالها إلى الموروث الفكري الأصيل، وما يمثله من قيمة ضرورية في الراهن والمعيش، عبر لغة منحازة للتصوير الفني. واستهلّ الشاعر الهريس قراءته بقصيدة «هوية الانتماء»، التي ينحاز من خلالها إلى هويته العروبية، وما تمثّله من قيم إنسانية تعلي من قيمة الأرض والموروث، ومن خلالها يوجه الشاعر دعوة للعودة إلى تلك الهوية، بوصفها بوابة للمستقبل، وفيها يقول: «هويتي هيئة الإنسان في جسدي/ فِلْذاتُها بي كابْن شقّ من كبدي. تستشخص الأرضَ في عيني فتدفعني/ كي أعتلي رابيات النفس للأبدِ. فما ظمئتُ وجلد الأرض ينعشني/ يسقي سمات الوفا للنفس بالجلدِ/ ما تاه قوم ووصل العِرق جمّعهم/ في ألفة روحها طابت على الحَشَدِ». وتحت عنوان «الأصيل» جاءت قصيدة الشاعر التالية، ومن خلالها واصل تأمله بالذات العربية الجمعية، عاقدا مقارنة بين راهنا من جهة وما يجب أن تكون عليه من جهة أخرى، وفيها يقول: «أنف الأصيل أبى وجدا على دمن/ إن لم يكن ذا مقامٍ لا يعيش هني. درس الأصيل إذا الأقلام لم تخن/ يُمري كفا بصرٍ في عورة الدجنِ. نفسُ الأبيّ هدى الإيمان علمها/ الأرض كالعرض في آياتها سكني. من ساوم الخصم مذلولا يهابُ ردى/ نال الردى في جحيم العيش بالوهن». ومن فضاءات العروبة انتقل الشاعر الهريس تاليا إلى فضاءات الأنوثة، من خلال قصيدة «موت القبل»، التي يتغزل من خلالها بالمرأة بوصفها محبوبة ووطنا، وفيها يقول: «تاهت العين في سماء الفتون/ تسأل النجم عن حواري المعين. إذا أردتِ الهيام في الحب هيمي/ تعشقي روح صبوتي وجنوني». ومن ثمّ قرأ الشاعر مصطفى القرنه قصيدة «سلامٌ عليك»، من ديوانه الجديد الذي يحمل العنوان ذاته، وفيها يقول: «سلامٌ عليك.. سلامٌ إذا جاء شعري اليك/ سلامٌ على حلمي من نهارٍ جديد/ سلامٌ على قمرٍ صائدٍ للخرافةِ من طريقٍ بعيد». كما قرأ القرنة قصيدة «هذا المساء لك»، وفيها يقول: «هذا المساءُ لك فاكتبْ ما تريد/ وتذكرْ كل من عبروا الحياة الى الحياة/ واستكتبْ الليلَ اذا تأخرتّ مساءً/ وابحثْ عن خطاك اذا تَوحشتْ الخطا». وقرأ القرنة تاليا قصيدة «يغتابني الشعراء»، وفيها يقول: «فاذا ركبتُ حصان الشعر مبتعدا/ ورحتُ ابحثُ في الاعالي عن هروب السنديان/ وما يخبئه الرعد من ألم في سالف الازمان/ قالوا: يبالغ في استثارة زهرة الرمان في يده/ لتنجرح القصيدة». وكان حضر الأمسية جمهور غفير من محبي الشعر. وقرأ القرنة كذلك قصيدة «أحيطكِ علما بأنك وطني»، فقصيدة «يا مسائي المسافر أنتِ»، وفيها يقول: « أؤجل ضيقي لسعة الخيال/ وأخرج من لعنة الذكريات/ أهيئ نفسي لهذا الرحيل/ الذي لا بد منه..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى